أعلن تحقيق أجرته الأمم المتحدة أن الصحفي في رويترز عصام عبد الله الذي استشهد في لبنان في تشرين أول/ أكتوبر قد سقط عندما استهدفته دبابة إسرائيلية.
وخلص التقرير إلى أن الدبابة قامت بإطلاق قذيفتين من عيار 120 ملم على مجموعة من ” الصحفيين الذين كان يمكن التعرف عليهم بوضوح”، في انتهاك للقانون الدولي.
وأوضحت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في تقرير لها أن مراقبيها لم يشهدوا أي أعمال عدائية عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان لأكثر من 40 دقيقة قبيل اللحظة التي أطلقت فيها دبابة ميركافا إسرائيلية النار.
وورد في تقرير اليونيفيل المؤلف من سبع صفحات والمؤرخ في 27 شباط/ فبراير، والذي يشير إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، أن ” إطلاق النار على المدنيين، وفي هذه الحالة صحفيين يمكن التعرف عليهم بوضوح، يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006 والقانون الدولي”.
كما جاء في التقرير أن ” التقديرات تشير إلى أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار عبر الخط الأزرق وقت وقوع الحادث، ولا يُعرف سبب الضربات على الصحفيين”.
وإلى جانب استشهاد الصحفي عبد الله، فقد أصابت قذيفتا الدبابة ستة صحفيين آخرين كانوا يتواجدون في مكان الحادث.
وذكر التقرير في توصياته ” يجب على الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق في الحادث ومراجعة كاملة لإجراءاته في ذلك الوقت لتجنب تكراره، ويجب على الجيش الإسرائيلي أن يشارك نتائج تحقيقاته مع قوات اليونيفيل”.
وأضاف أنه يجب ” التحقيق في الحادثة باعتبارها جريمة حرب”.
يذكر أن الصحفي عبد الله كان يغطي اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حزب الله اللبناني بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية حين أصابته القذائف الإسرائيلية في 13 تشرين الأول/ أكتوبر.
وذكر شهود عيان أن الصحفي عبد الله ومجموعة من الصحفيين الذين كانوا معه تواجدوا لمدة 75 دقيقة تقريباً في المكان قبل استهدافهم بقذيفتين أطلقتا من الجانب الإسرائيلي.
يذكر أن ستة صحفيين آخرين كانوا قد أصيبوا في ذات الهجوم وهم الصحفيان في رويترز ثائر السوداني وماهر نزيه وصحفيان من قناة الجزيرة هما إيلي براخيا وكارمن جوقدار، وصحفيان يعملان لوكالة فرانس برس هما كريستينا عاصي وديلان كولينز.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، نشرت رويترز وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ثلاثة تقارير منفصلة حول استشهاد الصحفي عبد الله أكدت جميعها أن صاروخين إسرائيليين أطلقا على مجموعة من الصحفيين الذين كانوا يغطون تقاريرهم من جنوب لبنان بالقرب من قرية علما الشعب.
وقالت هيومن رايتس ووتش أنها لم تجد أي دليل على وجود هدف عسكري بالقرب من الموقع الذي كان يتواجد فيه الصحفيون عند استهدافهم.
أما منظمة العفو الدولية فأكدت أن القذائف ” كانت على الأرجح هجوماً مباشراً على المدنيين ويجب التحقيق فيه باعتباره جريمة حرب”.
واستناداً إلى أدلة الفيديو، والتحليل الصوتي الذي قام به الخبراء وروايات الشهود، قالت هيومن رايتس ووتش أن مجموعة الصحفيين كانوا مرئيين لكاميرات طائرة مسيرة قريبة كانت ” إسرائيلية على الأرجح”.
وقال التقرير أن المجموعة كانت أيضاً ” على مرمى البصر من خمسة أبراج مراقبة إسرائيلية، ومن المرجح أنها استُهدفت بذخيرة واحدة على الأقل أطلقت من المدفع الرئيسي لدبابة من موقع عسكري إسرائيلي على بعد حوالي 1.5 كيلومتر جنوب شرق من داخل الحدود الإسرائيلية”.
وبينت منظمة العفو الدولية أن قذيفتين أطلقتا بشكل مباشر على مجموعة الصحفيين في غضون 37 ثانية، ومن المرجح أن تكون الضربة الثانية بصاروخ صغير موجه.