كشف تقرير صادر عن مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان النقاب عن تعرض آلاف المعتقلين الإداريين الفلسطينيين لسوء المعاملة التي تشمل الظروف الجسدية القاسية والتعذيب والعنف الجنسي.
وعرض التقرير الذي صدر يوم الأربعاء تفاصيل احتجاز سلطات الاحتلال للأسرى الإداريين المحتجزين دون تهمة أو محاكمة في مواقع سرية “لفترات طويلة بمعزل عن العالم الخارجي”.
وأشار التقرير إلى استشهاد العشرات من الفلسطينيين في سجون الاحتلال، كما تطرق إلى عمليات الاعتقال التي تقوم بها الجماعات المسلحة والسلطة الفلسطينية.
وكان برلمان الاحتلال (الكنيست) قد قام منذ بداية العدوان على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر بتوسيع السقف الزمني للاعتقال الإداري بموجب قانون اعتقال المقاتلين غير القانونيين.
وأوضح التقرير أن جيش الاحتلال احتجز آلاف الفلسطينيين في غزة وأكثر من 10 آلاف فلسطيني كانوا موجودين بشكل قانوني في إسرائيل.
كما نفذت سلطات الاحتلال “اعتقالات جماعية يومية، تعسفية على ما يبدو بحق الفلسطينيين”.
ونظراً لرفض الاحتلال الإبلاغ عن حالات الاعتقال، فإن العدد الدقيق للمعتقلين غير واضح، لكن المفوضية السامية لحقوق الإنسان قالت أن ما لا يقل عن 53 أسيراً من غزة والضفة الغربية استشهدوا في سجون الاحتلال.
وذكر التقرير أن عمليات الاعتقالات تفرض “قيوداً واضحة على حرية الفلسطينيين في التعبير والرأي وتكوين الجمعيات والتجمع”.
كما لفت إلى اعتقال النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو أثناء العمل.
وفي نفس اليوم الذي صدر فيه التقرير، استشهد صحفيان من قناة الجزيرة في غزة، لينضما إلى ما لا يقل عن 165 شهيداً من العاملين في مجال الإعلام منذ بداية العدوان.
كما حظرت سلطات الاحتلال المظاهرات والاحتجاجات في إسرائيل، حيث تم اعتقال النشطاء والمدعين العامين الإسرائيليين واحتجازهم لفترات طويلة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اشتبك اليهود المتشددون مع الشرطة في القدس بسبب مشروع قانون جديد يلغي إعفاءهم من التجنيد الإجباري.
نقص الضروريات الأساسية
وبحسب التقرير، فإن المعتقلين يُحرمون من الضروريات الأساسية بما فيها الطعام والماء والمساحة ودرجة الحرارة والنظافة.
ونقل التقرير عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي قوله إنه، وفقاً لتعليماته، شاهد “ثمانية إرهابيين مكبلي الأيدي في زنزانة مظلمة، وأسرة حديدية، يستخدمون حفراً في الأرض كدورات مياه”.
وتشهد زنازين السجون اكتظاظاً يصل في بعض الأحيان إلى أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية القصوى.
وأدى الحرمان من الطعام إلى سوء التغذية وفقدان ما يصل إلى 55 كيلوغراماً من وزن أجسام بعض الأسرى، وفقاً للفلسطينيين الذين أجرت المفوضية مقابلات معهم.
وكشف تشريح لجثة شاب يبلغ من العمر 21 عاماً مصاب بمرض هيرشسبرونج توفي بسبب حرمانه من النظام الغذائي الذي يحتاجه، بينما أفاد رجل آخر أنه تم إعطاؤه كحولاً نقياً عندما طلب الماء لتناول دوائه.
كما أشار التقرير إلى أن بعض الأسرى عانوا من بتر الأطراف بسبب الأغلال القاسية.
التعذيب والعنف الجنسي
ويعد الضرب الروتيني المتواصل ولفترات طويلة وإطلاق الكلاب من بين أساليب التعذيب التي يستخدمها جيش الاحتلال داخل السجون. وذكر التقرير أن الأسرى “أجبروا على الركوع على الحصى، وتعرضوا للصدمات الكهربائية، والحرق بالسجائر، وإعطائهم حبوب الهلوسة” بالإضافة إلى الإيهام بالغرق.
وعانى الرجال والنساء من العنف الجنسي، بما في ذلك الصعق بالكهرباء في أعضائهم التناسلية، والتهديد بالاغتصاب الجماعي، والتعرية القسرية، وغالباً ما تم تصويرهم أو التقط مقاطع فيديو لهم وهم عراة.
وشهد أحد الأسرى المفرج عنهم بقيام أحد الحراس بوضع قطعة من الخضار في فتحة الشرج.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أيضاً أن الفلسطينيين المحتجزين يُحرمون من الحصول على منتجات مثل مستلزمات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية للنساء.