فتحت لجنة الأعمال الخيرية تحقيقاً مع نادي الفتيان في هندون شمال لندن إثر إعلانه عن استضافة بريطاني كان يقاتل إلى جانب الجيش الإسرائيلي في غزة.
وكان من المقرر أن يستضيف النادي الخيري المتخصص في دعم الفتيان اليهود الجندي ليفي سايمون في حفل غداء الأربعاء باعتباره “ضيفًا نجميًا خاصًا”، وهو الذي كان قد أثار الجدل بعد نشره مقاطع مصورة من غزة على صفحته على موقع إنستغرام.
وعقب تجمهر المتظاهرين والمحتجين المناهضين خارج قاعة الحفل، قال ضباط الشرطة أن الفعالية قد أُجلت وأن المنظمين ” لا يملكون أي فكرة عن خلفية سايمون”، لكن وسائل إعلام نقلت عن مصادر على صلة بالمركز قولها أنه تم نقل الفعالية إلى مكان آخر.
ويعرف نادي الفتيان نفسه بأنه ” المؤسسة الخيرية اليهودية الوحيدة المكرسة لتوفير بيئة آمنة للشباب المحرومين والمصابين بخيبة الأمل”.
وقال آري ليمان، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية، لصحيفة جويش كرونيكل أنه كان من المقرر أن يتحدث سايمون إلى أربعة أطفال تم استبعادهم من المدرسة ” لإلهامهم للقيام بعمل جيد في الحياة ولا علاقة لذلك بالجيش”.
من جهته أوضح متحدث باسم مفوضية المؤسسات الخيرية أنها كانت تعمل على تقييم المخاوف التي أثيرت بشأن استضافة سايمون وأنها تواصلت بأمناء نادي الأطفال حيال ذلك.
كما دفعت الضجة التي أحاطت بحدث الأربعاء مكتب عمدة لندن صادق خان إلى النأي بنفسه عن تمويله السابق للنادي الذي أدرج اسمه في موقعه الإلكتروني ضمن ملف الرعاة.
وقال متحدث باسم المفوضية أن مكتب رئيس البلدية قدم منحة للنادي بقيمة 9300 جنيه إسترليني (11800 دولار) عام 2020 “لمساعدة الشباب على الحفاظ على لياقتهم البدنية والحفاظ على صحتهم العقلية أثناء وباء فايروس كوفيد 19”.
وأضاف: ” يشعر رئيس البلدية بالفزع من الخسائر الكارثية في الأرواح في إسرائيل وغزة، ولهذا السبب يواصل دعم وقف إطلاق النار، وهو لا يتحكم في برنامج أنشطة المؤسسة الخيرية أو يشارك فيها”.
وخلال فترة وجوده في غزة، نشر سايمون صوراً ومقاطع فيديو تظهره داخل القطاع المحاصر، وقد ظهر في مقطع فيديو وهو يفتش في أدراج الملابس الداخلية لنساء فلسطينيات أجبرن على النزوح من منازلهن.
وأظهر مقطع فيديو آخر سايمون وهو يرفع العلم الإسرائيلي داخل مدرسة فلسطينية في غزة، حيث قال إن “إسرائيل وجدت لتبقى” وأن المدرسة ستدرس اللغة العبرية قريباً.
وأثارت استضافة سايمون في نادي الفتيان حراكاً صاخباً في الشارع خارج مبنى النادي حيث واجه الناشطون المؤيدون لفلسطين والمؤيدون لإسرائيل بعضهم البعض، تحت مراقبة حوالي عشرة من ضباط الشرطة.
وقالت إيمي وارد، التي جاءت من مطار هيثرو للاحتجاج على حديث سايمون في الفعالية إنها “صُدمت” لأنه حصل على منصة للتحدث من قبل المؤسسة الخيرية.
وأضافت وارد: ” أعتقد أنه من الظلم حقاً أن يذهب جندي بريطاني إلى غزة، ويصور نفسه وهو يعبث أدراج شخص ما، ودرج ملابسه الداخلية، ومن العار أن تكون المرأة الفلسطينية التي كان يعبث في أغراضها قد ماتت على الأرجح”.
أما جوزيف، الذي جاء للاحتجاج ضد النشطاء المؤيدين لفلسطين فقال أنه ” يعتقد أن مجيئهم إلى منطقة ذات أغلبية يهودية للاحتجاج من أجل فلسطين أمرٌ استفزازيٌ للغاية”.
وأضاف: ” نحن لا نذهب إلى المناطق الإسلامية حاملين العلم الإسرائيلي لاستعداء المجتمع المحلي، ولكننا نجد أن هذا يحدث هنا من وقت لآخر”.
وأردف ” لسايمون الحق بنسبة 100% في الذهاب إلى إسرائيل، أعتقد بصدق أن إسرائيل لم ترتكب أي جرائم حرب وهي ببساطة تدافع عن شعبها”.
وذكر متحدث باسم مفوضية المؤسسات الخيرية: “لقد فتحنا قضية امتثال تنظيمي بحق نادي الفتيان لتقييم المخاوف التي أثيرت بشأن حدث يُزعم أن المؤسسة الخيرية استضافته، وقد اتصلنا بأمناء المؤسسة الخيرية لجمع المزيد من المعلومات كجزء من تقييمنا المستمر”.
وأكدت الهيئة التنظيمية الأسبوع الماضي أنها فتحت أيضًا قضية ضد مؤسسة خيرية أخرى مقرها لندن، وهي جمعية أصدقاء المملكة المتحدة من أجل رفاهية جنود إسرائيل (UK-AWIS)، بعد أن نشر موقع ميدل إيست آي تقريرًا عن مخاوف بشأن حملة جمع تبرعات للجيش الإسرائيلي.