تحقيق بريطاني يفضح جمعية متهمة بدعم جيش الاحتلال تحت غطاء العمل الخيري

أصدرت هيئة الجمعيات الخيرية البريطانية (Charity Commission) تحذيراً رسمياً موجهاً إلى جمعية مِزراحي يو كي (Mizrachi UK)، بعد تحقيق استمر سبعة أشهر، إثر شكاوى تتهمها بجمع تبرعات لصالح جنود في جيش الاحتلال واستضافة شخصيات معروفة بخطابها التحريضي والعنصري.

وجاء التحقيق بعد شكوى قدمها المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (ICJP) في بريطانيا، تتهم الجمعية بأنها دعت مراراً إلى التبرع لمقاتلين في جيش الاحتلال، بما في ذلك توفير معدات قتالية، وهو نشاط لا يدخل ضمن الأهداف الخيرية المعترف بها قانونياً في المملكة المتحدة.

ترويج لجمع تبرعات عسكرية عبر منصاتها

وكشف التحذير الرسمي أن جمعية مِزراحي يو كي نشرت عبر موقعها الإلكتروني وصفحاتها على فيسبوك دعوات لجمع تبرعات لصالح جهات أخرى تزعم “توفير معدات لجنود في جيش أجنبي”. وأكدت الهيئة أن هذا النشاط لا يحقق منفعة عامة ولا ينسجم مع أهداف الجمعية.

ورغم عدم العثور على أدلة تشير لاستخدام الجمعية أموالها الخاصة لدعم هذه الدعوات، خلصت الهيئة إلى أن استخدام منصاتها للترويج لها أمر غير لائق، ويضر بمصلحة الجمعية، ويعرض سمعتها للخطر.

ووجهت الهيئة أمراً للجمعية باتخاذ سلسلة من “الإجراءات التصحيحية”، وأكدت أن القضية ستظل مفتوحة حتى يمتثل مجلس الأمناء لمتطلبات التحقيق بشكل كامل.

شكاوى متعلقة بخطاب الكراهية

كما بحثت الهيئة أيضاً في شكاوى المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين بشأن استضافة جمعية مِزراحي يو كي لشخصيات معروفة بخطاب تحريضي وعنصري.

ومن بين هؤلاء يهودا غليك، وهو عضو سابق في برلمان الاحتلال (الكنيست) عن حزب الليكود، الذي وصف هجوم جيش الاحتلال على غزة بأنه “معركة الرب التي تتطلب نصراً كاملاً” ووصف خصومه بأنهم “شياطين” و”وحوش”.

ومن بينهم أيضاً الصحفي سيفان رحاف-مايير، الذي قال في بودكاست عام 2024 إن الفلسطينيين هم “أسوأ أعداء وأسوأ جيران في العالم”، وادّعى أن “كل أرض تُعطى لهم تتحول إلى بؤرة إرهاب”، وقد استضافته جمعية مِزراحي يو كي لاحقاً في إحدى فعالياتها.

واعتبرت هيئة الجمعيات أن هذه الوقائع بالغة الخطورة وتستدعي تحذيراً رسمياً، وهو إجراء يُتخذ عندما تهدد أنشطة جمعية ما ثقة الجمهور بالقطاع الخيري.

وقال مطهر أحمد، رئيس الشؤون القانونية في المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين: “إن التحذير الرسمي من هيئة الجمعيات رسالة واضحة بأن جمعية مِزراحي انتهكت واجباتها كجمعية خيرية مسجلة، وهذا التطور يؤكد التزام المركز بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين من خلال الرقابة والمحاسبة”.

وأضاف المركز أنه تقدم بشكاوى ضد جمعيات بريطانية أخرى، وينتظر نتائج تحقيقات الهيئة بشأنها.

سياق رقابي أوسع

يأتي هذا التحذير في ظل موقف رسمي للهيئة يؤكد عدم قانونية جمع التبرعات أو إرسال الأموال لجنود جيش الاحتلال من خلال الجمعيات الخيرية البريطانية.

ومنذ أكتوبر 2023، فتحت هيئة الجمعيات أكثر من 200 قضية رقابية مرتبطة بالحرب على غزة، تشمل جمعيات ذات مواقف مختلفة.

وتواجه قوات الاحتلال في غزة اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة، وفق تقارير منظمات دولية بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.

وفي العام الماضي، قالت الهيئة لميدل إيست آي إنها تحقق في شكوى ضد جمعية AAC، وهي منظمة لجمع التبرعات اليهودية، يُشتبه في أنها سهّلت التبرع لجمعية إسرائيلية تزود جنود الاحتلال بمعدات عسكرية.

كما أعلنت التحقيق مع جمعية The Boys Clubhouse في لندن بعد تنظيمها فعالية للاحتفال بعودة رجل بريطاني قاتل ضمن صفوف جيش الاحتلال في غزة.

مقالات ذات صلة