تحقيق جديد يوثق مواقع المقابر الجماعية في مجزرة الطنطورة خلال النكبة

بقلم دانيا العقاد

ترجمة وتحرير مريم الحمد

قامت عائلات فلسطينية، ترجع أصولها إلى قرية الطنطورة التي نفذت القوات الإسرائيلية فيها مجزرة جنوب حيفا عام 1948، بمطالبة السلطات الإسرائيلية بترسيم المنطقة التي يُعتقد أنها مكان القبر الجماعي، والسماح لهم بزيارتها.

قام مركز “عدالة” الموجود في حيفا، بتقديم الطلب، الذي يعد الأول من نوعه، مرفقاً بأدلة جديدة كشف عنها تحقيق Forensics Architecture الذي استغرق عاماً ونصف، وخلص إلى أن هناك مقابر جماعية تحت المنتجع الموجود قرب الشاطئ اليوم، على بعد 30 كم جنوب حيفا، حيث طالب “عدالة” بتمييز القبور ووضع حد لتدنيسها والسماح بالزيارة للعائلات.

وترجع قصة المجزرة في الطنطورة إلى الهجوم العسكري الذي قامت به القوات الإسرائيلية عشية 22 مايو عام 1948 على قرية الصيد الصغيرة التي لم يتجاوز عدد سكانها 1500 نسمة، وفي ساعات، قاموا “بمجزرة ممنهجة ضد المقاتلين والمدنيين الفلسطينيين وتم نزع سلاحهم ويعتقد أنه تم إعدام ما بين 20 و 280 شخصاً” كما ورد في تحقيق FA.

“تكرر النمط في مقبرتين يدل أن حفر المقبرة لم يكن حادثاً فردياً، بل نمطاً تكرر في مكانين محتملين، مما يفتح الباب للبحث عن مقابر جماعية أخرى في البلاد”- تحقيق موقع FA

استطاع تحقيق موقع FA من تحديد موقعين محتملين للمقبرة الجماعية بالاعتماد على تقنية النمذجة ثلاثية الأبعاد والصور الجوية التاريخية وشهادات الناجين، أحد الموقعين المحتملين يقع اليوم في موقف سيارات لأحد الشواطئ، وقد كان حقلاً مفتوحاً بالقرب من المقبرة قبل نكبة عام 1948، أما الثاني فيعتقد أنه كان بستاناً لعائلة الدسوقي.

تقع المقبرة وفقاً للموقعين المحتملين على مشارف القرية، بنفس الارتفاع والعرض والاتجاه بين الشرق والغرب، ويرى تحقيق موقع FA أن تكرر النمط في المقبرتين يدل أن ” حفر المقبرة لم يكن حادثاً فردياً، بل نمطاً تكرر في مكانين محتملين، مما يفتح الباب للبحث عن مقابر جماعية أخرى في البلاد”.

 يذكر أن عدداً من أفراد عائلات من الطنطورة قاموا بزيارة المنطقة وقاموا بتمييز القبور باستخدام شرائط ملونة ووضع زهور لأول مرة، فيما يأمل مركز “عدالة” أن يكون مشروع الطنطورة بداية لأبحاث أوسع عن مجازر أخرى حدثت في نفس الحقبة.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة