كشف تحقيق صادر عن المجلة الإسرائيلية “المكان الأكثر حرارة في العالم”، عن قيام جنود الاحتلال ببيع الأشياء الثمينة التي نهبوها من غزة ولبنان.
وقد جمع التحقيق العديد من الشهادات عن السرقات التي نسبت لأفراد من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشملت مبالغ كبيرة من النقود والمجوهرات والأجهزة الإلكترونية وحتى المركبات، ثم تم بيع هذه العناصر لاحقاً على قنوات تلغرام وفيسبوك وغيرها من منصات البيع.
كشف تقرير صادر عن موقع واي نت العبري عن عن الكميات الهائلة من الأشياء الثمينة التي سرقها الجنود الإسرائيليون من سوريا ولبنان وغزة، بما فيها صناديق نقود بلغت قيمتها حوالي 28 مليون دولار وسبائك ذهب ومجوهرات فاخرة و 183000 قطعة من الأسلحة
في التقرير، أوضح قائد في لواء ناحال، يستخدم الاسم المستعار إيتان لعدم الكشف عن هويته، أنه بعد أن كان الجنود يأخذون في البداية أشياء كتذكارات لكن سرعان ما تصاعدت السرقات، حتى أصبحت “الكتيبة بأكملها تفعل ذلك، وكان الجنود يقومون بذلك في كل مكان وقد تمكنوا من إخفاء الأشياء في كل مكان”.
ولم تقتصر المشكلة بحسب التحقيق على النهب من قبل أفراد، ولكن من قبل الضباط وذوي الرتب الاعلى أيضاً، حيث أكد إيتان أن “قائداً كبيراً قد يأخذ معدات من منازل الناس في غزة وذلك بمعرفة كاملة من قبل رقيب السرية وقائد السرية، وعندما ذهبت إلى رقيب وسألته ما الأمر، قال إن الأمر سيئ ولكن لا يوجد شيء يمكنه فعله حيال ذلك”.
ووفقاً للتحقيق، فإن العناصر المسروقة التي يتم بيعها عادة ما تعد جريمة مما يجعلها غير صالحة للاستخدام العادي، ويشمل ذلك المجوهرات التي تحمل نقشاً عربياً، والذخائر والأسلحة التي قد تثير الشكوك في حال استخدامها.
يقول عمر، وهو جندي آخر، للصحيفة: “أخذ النقود أسهل بكثير من أخذ شيء ما وبيعه، فقد سمعت عن مواقف تم فيها أخذ مبالغ كبيرة، آلاف وعشرات الآلاف من الشواكل، ولكن الفواتير هي أسهل شيء يمكن الوصول إليه في العالم، لذلك يحاولون إخفاء ما فعلوا حتى عن أصدقائهم”.
أكد عمر في شهادته أيضاً بأن من هم في السلطة لا يرون مشكلة في مثل هذه التصرفات، موضحاً بأن “المستويات العليا غضوا الطرف” على حد وصفه.
يعتقد الجندي أن هناك أيضًا عمليات نهب بين القادة لأشياء أكثر قيمة.
ذكر التقرير بأنه من المفترض أنه في حال العثور على أموال أو ذخيرة، فإن على الجنود إبلاغ رؤسائهم، الذين يقومون بعد ذلك بإخطار وحدة “الغنائم” التابعة لمديرية التكنولوجيا واللوجستيات بالجيش.
بعد مرور شهر على الحرب الإسرائيلية على غزة، أبلغت الوحدة عن مصادرة خمسة ملايين شيكل أي 1.3 مليون دولار من القطاع المحاصر وإيداعها في خزينة الدولة، ولكن اليوم، يصل الرقم إلى 100 مليون شيكل أي 27.6 مليون دولار نقداً من غزة ولبنان.
من جهة أخرى، فقد كشف تقرير صادر عن موقع واي نت العبري عن عن الكميات الهائلة من الأشياء الثمينة التي سرقها الجنود الإسرائيليون من سوريا ولبنان وغزة، بما فيها صناديق نقود بلغت قيمتها حوالي 28 مليون دولار وسبائك ذهب ومجوهرات فاخرة و 183000 قطعة من الأسلحة.
كانت عمليات النهب منتشرة لدرجة أن نقل عن جنود قولهم مازحين مرة بأن “ظهورهم قد كسرت” بسبب حمل الأشياء المسروقة
وتتم معظم عمليات النهب تمت بواسطة وحدات خاصة من الجيش مخصصة “للاستيلاء” على الأموال والممتلكات الأخرى من أراضي “العدو”، يضاف إليها أعمال النهب “الفردية” التي يقوم بها الجنود، فخلال الغزوات المستمرة لسوريا ولبنان وغزة، استولى الجنود على ما يكفي من الأسلحة لتشكيل جيش صغير، وفقاً لموقع واي نت.
الخروقات وجرائم الحرب
إن أعمال النهب والسلب والسرقة التي تقوم بها القوات العسكرية محظورة بموجب القانون الدولي وتشكل جريمة حرب، كما يعتبر الإتلاف، وهو عملية إزالة العناصر التي تخص المدنيين أو المجموعات المستضعفة أمراً غير قانوني.
ومع ذلك، يُنظر إلى مثل هذه الانتهاكات على أنها أمر طبيعي بين الجمهور الإسرائيلي، وقد تضمنت بعض الحالات الأخيرة سرقة منازل في الضفة الغربية المحتلة خلال الغارات العسكرية، حيث أظهر أحد المقاطع ما يبدو أنه نهب للممتلكات في جنين، يتم فيه تكديس الصناديق في عربة يدوية، فيما يأخذ الجنود أشياء منزلية.
في فبراير من العام الماضي، حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، الجنود من نهب المنازل في غزة بعد ظهور العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر تعرض المنازل للتخريب والنهب.
بحسب موقع واي نت، فقد طلب هاليفي من القادة والجنود الامتناع عن السرقة والكتابات غير الضرورية على الجدران و”انهيار الانضباط”، فقد ورد في العديد من مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت أعمال عنف واستفزاز لا علاقة لها بتعزيز الهدف المعلن المتمثل في تدمير حماس!
في أحد أشهر مقاطع الفيديو، يتفاخر جندي بسرقة قلادة فضية من غزة ليأخذها إلى صديقته في إسرائيل، فيما أظهر مقطع فيديو آخر جندياً يسرق سجادة من منزل فلسطيني، وأظهر ثالث جندياً يسرق مرآة تقليدية من منزل، كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى ضابطاً إسرائيلياً يسرق مساحيق التجميل لتقديمها كهدية وجندياً يشعل النار في إمدادات الغذاء والمياه.
بقلم ميرا الآدم
ترجمة وتحرير مريم الحمد
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)