قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنّه “واثق من أن السعودية ستطبّع علاقاتها مع دولة الاحتلال دون الحاجة إلى حلّ الدولتين”، وهو المبدأ الذي طالما اعتبرته المملكة شرطًا أساسيًا لأي اتفاق.
وتأتي هذه التصريحات قبيل الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهي الأولى له إلى البيت الأبيض منذ عام 2018 خلال الولاية الأولى لترامب.
وخلال مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة CBS، سألت المذيعة نورا أودونيل ترامب: “قال ولي العهد إنهم لن ينضموا إلى اتفاقات أبراهام ما لم يتحقق حلّ الدولتين، هل تصدّق ذلك؟”، فأجاب ترامب بثقة: “لا، أعتقد أنه سينضم، أظن أننا سنصل إلى حلّ ما”.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “لا أعلم إن كان سيتم التوصل إلى حلّ الدولتين، فذلك يتوقف على إسرائيل وأطراف أخرى، وعليّ أيضًا، لكن ما يهم هو أنه لم يكن ممكنًا التوصل لأي اتفاق في ظل وجود إيران نووية”.
وفي سياق حديثه، استغل ترامب السؤال للإشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي توسطت فيه إدارته مؤخرًا، قائلاً: “لقد كانت لدينا إيران نووية فعليًا، وأنا دمّرت قدراتها تمامًا، ليس لديهم أي قدرة نووية الآن”.
وتفاخر ترامب بالضربات الجوية الواسعة التي شنّها في يونيو/حزيران الماضي على ثلاث منشآت نووية إيرانية، بينما نفت طهران مرارًا مزاعمه بأن المنشآت “دُمرت تمامًا”، ووصفت تصريحاته بأنها “خيال انتخابي”.
“الهدنة صلبة وليست هشة”
وخلال المقابلة، قالت أودونيل: “لقد أخرجت الأسرى الإسرائيليين من غزة ورتّبت وقفًا لإطلاق النار، مهما كان هشًّا”، فرد ترامب: “ليس هشًّا، بل صلب جدًا”.
غير أن حركة حماس أكدت أن جيش الاحتلال انتهك الهدنة الموقعة في 10 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 250 مرة، عبر غارات جوية أسفرت عن استشهاد عشرات الأطفال، في حين قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن دولة الاحتلال”لا تزال مضطرة للدفاع عن نفسها”.
وردّ ترامب في المقابلة قائلًا: “نسمع عن حماس، لكن يمكن القضاء عليهم فورًا إذا لم يلتزموا”، وعندما سُئل كيف سيجعل حماس تتخلى عن سلاحها، أجاب: “إذا أردتُ منهم أن يتخلوا عن السلاح، فسوف يفعلون بسرعة، سيتم القضاء عليهم، وهم يعرفون ذلك”.
وعن قدرة ترامب على دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لقبول حلّ الدولتين، قال الرئيس الأمريكي إنه “ضغط عليه قليلًا في اتجاه ما”، وأضاف: “أعتقد أنني قمت بعمل رائع عندما ضغطت عليه للاعتذار لقطر عن الغارة الجوية على الدوحة، وقبوله بوقف إطلاق النار في غزة”.
ثم تابع مادحًا نتنياهو: “إنه رجل موهوب جدًا، لم يُجبره أحد من قبل على التراجع، لم أحب بعض ما فعله، لكنني سأساعده قليلًا في محاكمته الجارية”.
وأشار ترامب إلى أنه ينوي “التدخل لمساعدته”، في خطوة وُصفت بأنها تدخّل مباشر في القضاء الإسرائيلي، وقال: “أعتقد أن ما يحدث معه غير عادل، إنه يُحاكم لأشياء لا يُعامَل فيها بعدالة”.
وفي جزء آخر من المقابلة، تناول الحديث الانتخابات البلدية في نيويورك التي تُجرى هذا الأسبوع، حيث يُتوقع فوز النائب التقدمي زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، ليصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة المدينة.
وعندما ذكرت أودونيل اسمه بشكل خاطئ، قاطعها ترامب قائلًا: “إنه شيوعي، ليس اشتراكيًا، شيوعي، وهذا أسوأ بكثير من الاشتراكية”، ولم تردّ المذيعة، لكن ترامب واصل حديثه قائلاً: “بعض الناس يقارنونه بنسخة يسارية مني، شخص كاريزمي يكسر القواعد القديمة، لكنني أعتقد أنني أكثر وسامة منه، أليس كذلك؟”.
وأضاف ترامب أنه قد يمنع عن نيويورك التمويل الفدرالي في حال فوز ممداني بمنصب العمدة، قائلاً: “إذا كانت مدينة نيويورك تُدار من قِبل شيوعي، فكل الأموال التي تُرسل إليها هي هدر”.
واستدرك: “لست من المعجبين بحاكم الولاية (أندرو كومو)، لكن بين ديمقراطي سيئ وشيوعي، سأختار الديمقراطي السيئ”.
ووفقًا لآخر استطلاعات الرأي، يتصدر ممداني السباق، يليه كومو في المركز الثاني، فيما يحتل المرشح الجمهوري كيرتس سلوى المرتبة الثالثة.







