زعم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يقف وراء “الاستيلاء غير الودي” على سوريا، في إشارة إلى انهيار حكومة بشار الأسد في وقت سابق من هذا الشهر.
وأوضح ترامب خلال مؤتمر صحفي في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا يوم الإثنين عن أردوغان: “إنه رجل ذكي للغاية وهو قوي للغاية، لكن تركيا قامت باستيلاء غير ودي دون خسارة الكثير من الأرواح”.
وأضاف ترامب: “أستطيع أن أقول أن الأسد كان جزارًا، والكل يعرف ما فعله بالأطفال”، مضيفًا أنه لا يعلم ما ستكون عليه نتيجة انهيار نظام الأسد.
وتابع ترامب: “لقد تم القضاء على أحد الجانبين بشكل أساسي، ولا أحد يعرف من هو الجانب الثاني، لكنني أنا أعرف، هل تعرف من هو؟ إنها تركيا، حسنًا؟ تركيا هي التي تقف وراء ذلك، إنه أردوغان، رجل ذكي للغاية، لقد أرادوا ذلك لآلاف السنين، وقد حصل عليه”.
وقال ترامب أن “الذين دخلوا وحصلوا على سوريا يخضعون لسيطرة تركيا، لا بأس، هذه طريقة أخرى للقتال” – في إشارة إلى الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام والذي بلغ ذروته في ديسمبر/كانون الأول.
وعلى الرغم من كون الولايات المتحدة وتركيا حليفتين في الناتو، إلا أنهما ظلا على خلاف لسنوات خلال الحرب الأهلية في سوريا.
فقد عارض ترامب الوجود العسكري الأمريكي في سوريا وفي عام 2018 أمر بسحب 2000-2500 جندي أمريكي من البلاد خلال فترة ولايته الأولى كرئيس.
وقال يوم الاثنين إن القوات الأمريكية المتبقية البالغ عددها 900 جندي في سوريا لم تعد تشكل خطرًا لأن “الجانب الآخر قد تم إبادته”، في إشارة إلى تنظيم داعش.
وكان الوجود الأمريكي في سوريا يركز في المقام الأول على دعم قوات سوريا الديمقراطية الأمر الذي ظل يثير الحساسية في علاقات الولايات المتحدةمع تركيا، حيث تنظر أنقرة إلى قوات سوريا الديمقراطية على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور (PKK).
وخاض حزب العمال الكردستاني حرب عصابات استمرت عقودًا من الزمان في جنوب تركيا، وهو مصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
لكن الولايات المتحدة عملت مع قوات سوريا الديمقراطية ودربتها لمنع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من ترسيخ موطئ قدم له في سوريا.
وأدى قلق تركيا بشأن حزب العمال الكردستاني إلى غزوها لسوريا في عام 2016، بهدف حرمان المقاتلين الأكراد من إقامة شبه دولة على طول الحدود، وتبع ذلك عمليتان عسكريتان كبيرتان نفذتهما تركيا أيضاً عامي 2018 و2019.
ولم تلعب قوات سوريا الديمقراطية دورًا في الهجوم الأخير للمعارضة السورية ولم تتلق سوى القليل من الدعم من الولايات المتحدة حيث تكبدت خسائر واضحة على يد المقاتلين المدعومين من تركيا.