أشاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالهجمات الجوية التي شنّتها دولة الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة على أهداف إيرانية، واصفاً إياها بأنها “ممتازة” ومحذراً إيران من تصعيد أكبر في حال لم تُوقّع اتفاقاً نووياً مع واشنطن.
وقال ترامب في تصريحات نقلتها قناة ABC: “لقد تلقوا ضربة قوية جداً، هي الأقسى على الإطلاق، وهناك المزيد في الطريق، المزيد بكثير”.
وفي منشورات سابقة على وسائل التواصل، أشار إلى أنه أعطى إيران “فرصة بعد أخرى للتوصل إلى اتفاق”، مضيفاً: “قلت لهم بأقوى العبارات: افعلوا ذلك فحسب… لكنهم فشلوا”.
الهجوم الذي نفذته طائرات الاحتلال استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية في عمق إيران، وأسفر عن مقتل قيادات رفيعة من الحرس الثوري، منهم حسين سلامي، ومحمد باقري، و غلام علي رشيد، إضافة إلى عدد من العلماء النوويين.
تنسيق أمريكي أم خدعة إعلامية؟
رغم أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أكد أن واشنطن لم تشارك في الهجوم، قالت مصادر في إعلام الاحتلال أن العملية تم تنسيقها بالكامل مع البيت الأبيض، ونقلت قناة “كان” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن التقارير عن خلاف بين الجانبين “خدعة إعلامية لإرباك إيران”.
وصرّح ترامب بأن دولة الاحتلال تمتلك “أفضل وأخطر المعدات العسكرية في العالم”، وأنها “تعرف كيف تستخدمها”، مضيفاً أن :”بعض المتشددين الإيرانيين تحدثوا بشجاعة، لكنهم لم يعلموا ما كان قادماً… جميعهم ماتوا الآن، والأمور ستزداد سوءًا”.
وفي منشور لاحق، خاطب ترامب إيران محذرًا: “أوقفوا الهجمات قبل أن تصبح أكثر وحشية، لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار، أنقذوا ما تبقى من إمبراطوريتكم، قبل فوات الأوان”.
انتقادات داخلية وتحذيرات من التصعيد
لكن الهجمات لم تمر من دون انتقادات أمريكية، فقد قال جوش بول، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي استقال عام 2023 احتجاجاً على مبيعات الأسلحة لدولة الاحتلال، إن تصريحات ترامب “تضر بمصالح الولايات المتحدة وتضع قواتها في خطر غير ضروري”.
وأضاف بول: “ما قاله ترامب يتعارض مع تصريحات وزير الخارجية، ويضع المصالح الأمريكية خلف مصالح نتنياهو مجددًا”.
الرد الإيراني: طائرات مسيّرة وضحايا مدنيون
في ردّ دفاعي، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيّرة تجاه دولة الاحتلال. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إيفي ديفرين، إن “جميع أنظمة الدفاع الجوي تعمل لاعتراض التهديدات”.
من جهته، صرّح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن الهجمات تستهدف “صدّ التهديد الإيراني لوجود إسرائيل نفسه”، مشيراً إلى أنها ستستمر “عدة أيام”.
وأضاف نتنياهو في خطاب تلفزيوني: “ضربنا قلب برنامج تخصيب اليورانيوم في نطنز، واستهدفنا العلماء النوويين وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.”
لكن وكالة “نور نيوز” الإيرانية ذكرت أن عدة انفجارات عنيفة هزّت طهران وضواحيها، فيما أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية عن ارتقاء أطفال في غارات استهدفت مناطق سكنية، وتم تعليق جميع الرحلات في مطار الإمام الخميني الدولي.
سياق نووي متأزم
وتأتي الهجمات بعد يوم واحد من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لا تفي بالتزاماتها النووية، فيما ردّت طهران بإعلان عزمها افتتاح منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم، متهمة الوكالة بفقدان المصداقية.
ورغم نفي إيران المتكرر لسعيها إلى امتلاك سلاح نووي، تؤكد دولة الاحتلال أنها “لن تقبل بوجود إيران نووية تحت أي ظرف”.