ترامب يتحدث عن “فصل جديد للسلام”.. وخطته تعيد إنتاج الهيمنة ونزع سلاح غزة

في مشهد استعراضي بالبيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الاثنين أن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد وافق على مقترح لإنهاء الحرب الدامية على غزة، في انتظار رد حركة حماس.

وفي مؤتمر صحفي تأخر أكثر من ساعة عن موعده، قال ترامب: “نحن على الأقل قريبون جدًا، وأعتقد أننا تجاوزنا مسألة القرب، إنه أحد أعظم أيام الحضارة”، في إشارة إلى مقترح وقف إطلاق النار. 

وأضاف أن الاتفاق يمثل “إنجازًا تاريخيًا” حظي بإشادة واسعة من حلفاء إقليميين ودوليين.

“فصل جديد من الأمن والسلام”

وأوضح ترامب أن مقترحه جاء بعد “مشاورات مكثفة مع أصدقاء وشركاء في المنطقة”، مشيرًا إلى أن المقترح يحظى بدعم قادة عرب ومسلمين وأوروبيين. 

وعدّد ترامب من بين داعمي المقترح قادة السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان ومصر، الذين التقاهم الأسبوع الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واعتبر الرئيس الأميركي أن الاتفاق يمثل “فصلًا جديدًا من الأمن والسلام والازدهار للمنطقة بأسرها”.

لكنه أتبع ذلك تعليقًا مثيرًا للجدل بالقول: “في كثير من الحالات كان هناك رجال عظماء يساعدون، وهناك بعض النساء العظيمات أيضًا، لكن معظمهم رجال في الحقيقة”.

وبحسب ترامب، فإن المقترح ينص في حال قبوله من قبل حماس على الإفراج عن الأسرى الأحياء وتسليم جثامين القتلى من دولة الاحتلال خلال 72 ساعة، إلى جانب وقف فوري للحرب. 

كما أشار إلى أن قادة عرب ومسلمين وافقوا على “نزع سلاح غزة” و”تفكيك القدرات العسكرية لحماس”.

وأضاف: “سمعت أن حماس تريد الاتفاق أيضًا، وهو ما سيؤدي إلى تدمير البنية التحتية الإرهابية، بما فيها الأنفاق ومراكز الإنتاج”.

 كما تحدث عن سلطة انتقالية مؤقتة تتولى الاتفاق على جداول زمنية لانسحاب قوات الاحتلال على مراحل.

“مجلس السلام” برئاسة ترامب

وأعلن ترامب عن إنشاء هيئة إشراف دولية لضمان نجاح الخطة، سيُطلق عليها اسم “مجلس السلام”، واصفًا الاسم بأنه “جميل”، ومؤكدا أنه سيتولى بنفسه رئاسة هذا المجلس. 

كما أعلن انضمام رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى المجلس، على أن يُكشف عن أسماء أخرى لاحقًا.

ولم يخفِ ترامب نزعته الاستعراضية حين قال إن سكان دولة الاحتلال يحبونه كثيرًا، موضحًا: “يقولون لي شيئين: من فضلك أعد لنا الرهائن، ومن فضلك أوقف الحرب، لقد سئموا”.

ومع الإشادة بنتنياهو، وصفه ترامب بأنه “محارب” مضيفًا: “دولة الاحتلال محظوظة بوجوده”.

لكنه شدد في الوقت ذاته على مسؤولية الفلسطينيين، وقال: “هناك الكثير من الفلسطينيين الذين يريدون العيش بسلام، نحن نعطيهم فرصة لتقرير مصيرهم، لكن عليهم أن يحظروا الإرهاب وأن يثبتوا جدارتهم بمستقبل أكثر إشراقًا”.

وأعاد ترامب التذكير برؤيته للسلام التي طرحها عام 2020، قائلًا: “إذا لم تُكمل السلطة الفلسطينية الإصلاحات التي وضعتها في رؤيتي، فلن يكون لديها إلا نفسها لتلومها، نحن نعطيهم بصمة مذهلة”، من دون أن يوضح ماذا يقصد بكلمة “بصمة”.

وفي لهجة تهديدية، حذر ترامب حماس من رفض المقترح، قائلًا: “إذا رفضتم الخطة المكونة من 20 نقطة فإن بيبي (نتنياهو) سيحظى بدعمنا الكامل ليفعل ما يلزمه فعله”. 

وأكد من جهة أخرى أن قطر ومصر قامتا بتسليم المقترح رسميًا لحماس.

نتنياهو: “أفضل صديق لدولة الاحتلال”

من جانبه، صعد نتنياهو إلى المنصة ليعلن دعمه للاتفاق، واصفًا ترامب بأنه “أفضل صديق حظيت به دولة الاحتلال في البيت الأبيض، والمنافسة ليست حتى قريبة”.

وقال إن قيادة ترامب “تغير العالم نحو الأفضل، تنهي الحروب وتُعزز السلام”، مضيفًا: “عندما تقف أمتانا كتفًا إلى كتف، فإننا نحقق المستحيل”. 

وأشاد نتنياهو بقرار واشنطن دعم جيش الاحتلال في حربه على إيران في يونيو/حزيران الماضي، قائلا إنه جعل “المنطقة والعالم أكثر أمنًا”.

لكن نتنياهو ذهب أبعد من اتفاق غزة، معلنًا خططًا لتغيير وجه الشرق الأوسط بأكمله تحت قيادة ترامب. 

وأكد أن حماس ستُجرد من السلاح، وأن غزة ستدار بسلطة مدنية “لا تابعة لحماس ولا للسلطة الفلسطينية”، في تحدٍّ للموقف الأوروبي الداعم لإقامة دولة فلسطينية تحت إدارة السلطة.

وحذّر نتنياهو من الاعتراف بدولة فلسطينية، واصفًا الأمر بأنه “سيهدد وجود دولة الاحتلال نفسها”.

وأنهى خطابه قائلًا: “يمكننا تحت قيادتك، سيدي الرئيس، إعادة إحياء اتفاقات أبراهام وتوسيعها لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية، إسرائيل وأميركا قادرتان على تغيير وجه الشرق الأوسط”.

يُذكر أن هذا هو الاجتماع الرابع بين ترامب ونتنياهو منذ عودة الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض في يناير/كانون ثاني الماضي، وجاء عقب مشاركة نتنياهو في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

مقالات ذات صلة