اعتقلت الشرطة التركية ثلاثة ضباط لدورهم في قتل سوريين اثنين عند معبر حدودي في هاتاي في وقت سابق من الشهر الجاري.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن ثمانية سوريين دخلوا الولاية الواقعة جنوب تركيا في 11 آذار / مارس الجاري، حيث كشف تحقيق لاحق أنهم تعرضوا للضرب على أيدي ثلاثة جنود أتراك.
وتوفي سوريان تم إجبارهما على شرب مادة المازوت فيما بعد، فيما شهد آخرون بتعرضهم للتعذيب.
وعقب الوفاة، تم إلقاء القبض على الجنود الثلاثة وهم ملازمين وملازم أول ووجهت لهم تهمة “القتل”، ثم جرى الإفراج عنهم فيما بعد على ذمة المحاكمة، في حين تم ترحيل الناجين السوريين الستة إلى بلادهم.
وأفاد عدد من الناجين الذين تم ترحيلهم بتعرضهم للتنكيل على أيدي الجنود الأتراك.
وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، فإن 555 سورياً قتلوا على يد قوات الدرك التركي منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، بينهم 103 أطفال دون سن 18 عامًا و67 امرأة.
كما وثق المركز إصابة 2295 شخصًا برصاص الدرك أثناء محاولتهم عبور الحدود.
ولفت التقرير إلى استهداف الدرك التركي لسكان القرى والبلدات الحدودية السورية والمزارعين بالرصاص الحي.
وعبر ملايين السوريين الحدود إلى تركيا منذ بداية الحرب الأهلية السورية في العام 2011.
ورغم ترحيب الحكومة التركية بالسوريين وتعاملها معهم كـ “ضيوف”، إلا أن وتيرة العداء لهم أخذت بالتصاعد في البلاد سيما مع توظيف قضيتهم في المناكفة الحزبية داخل تركيا.
وتفاقمت معدلات الهجرة السورية التي لم تتوقف إلى تركيا مجدداً عقب الزلازل التي دمرت جزءًا كبيرًا من سوريا وجنوب شرق تركيا الشهر الماضي.
وشيدت تركيا جدارًا فاصلًا بارتفاع يزيد عن تسعة أمتار على طول حدودها مع سوريا لمنع دخول اللاجئين.
ودعا مازن علوش، مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى الحدودي الحكومة التركية إلى فتح تحقيق فوري في قضية التعذيب ومعرفة ملابساتها، “خاصة وأن هذا الأمر تكرر كثيرًا في الفترة الأخيرة”.