بقلم راغب سويلو- أجرت تركيا محادثات مع المملكة المتحدة بشأن احتمال بيع حزمة كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات نقل ومحركات وفرقاطات، حسبما أفادت ثلاثة مصادر منفصلة مطلعة.
وحط وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في لندن يوم الأحد والتقى بنظيره البريطاني بن والاس، وبحثا إمكانية شراء أنقرة لطائرات يوروفايتر وطائرات نقل C-130J وفرقاطات من النوع 23، بالإضافة إلى محركات لدبابات القتال التركية القديم M60.
وبحسب المصادر، فإن القيمة المقدرة لمثل هذه الصفقة تزيد عن 10 مليارات دولار.
وقال مصدر تركي رفض الكشف عن هويته: “نحن نقيم خياراتنا في هذه المسارات، لكننا لسنا في المراحل النهائية من المفاوضات”.
وتعليقًا على المحادثات، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن وزير الدفاع التقى بنظيره التركي لمناقشة تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين، وأنهم تحدثوا في مجموعة من الموضوعات بما في ذلك المشتريات، مع إحراز تقدم في عدد من المجالات. ”
عقبات في واشنطن
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه أنقرة صعوبات في الحصول على 40 طائرة جديدة من طراز F-16 و79 مجموعة تحديث لأسطولها الحالي من طراز F-16 بسبب المعارضة في الكونجرس الأمريكي.
وأعلن العديد من المشرعين الأمريكيين، بمن فيهم السناتور بوب مينينديز، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أنهم سيعارضون مثل هذه الخطوة بسبب عدوان أنقرة المزعوم على حلفائها وجيرانها، بما في ذلك اليونان.
أخبر المسؤولون الأمريكيون نظرائهم الأتراك أن التخلي عن الشروط التي وضعتها تركيا لكي تصبح السويد عضوًا في الناتو سيساعد في إزالة المعارضة لصفقة الطائرات المقاتلة في الكونجرس.
تمتلك تركيا أحد أكبر أساطيل طائرات F-16 في المنطقة، لكن الطائرات تقترب من نهاية عمرها الافتراضي.
وتجد أنقرة نفسها في معضلة غير متوقعة، لأنها صممت احتياجاتها للدفاع الجوي على المدى المتوسط بناءً على اقتناء الجيل الخامس من طائرات F-35. وفي عام 2019 طردت الحكومة الأمريكية تركيا رسميًا من برنامج F-35 بسبب شراء الأخيرة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع S-400.
وفي يونيو، عبر العديد من المسؤولين الأتراك عن احتمالية التوجه لشراء طائرات Eurofighter Typhoon الحربية من المملكة المتحدة إذا لم يحدث أي تقدم في الطلب الذي تقدمت به تركيا إلى الولايات المتحدة لشراء طائرات F-16.
يذكر أنه يتم إنتاج طائرات يوروفايتر تايفون من قبل مجموعة شركات في كل من المملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا.
وأفصح أحد المطلعين هذا الأسبوع أن تركيا تتطلع إلى شراء سربين من طائرات يوروفايتر ، يبلغ عددها ما بين 24 إلى 48 وحدة.
وقال مصدر ثان، تحدث أيضًا شريطة عدم الكشف عن هويته، إن شراء أنقرة لطائرات يوروفايتر لن يكون عملية سهلة، لأنه سيتطلب الكثير من التعديلات الفنية والتدريبات للقوات المسلحة التركية.
وأضاف المصدر أن الجيش التركي أصبح أكثر دراية بهذا المجال، حيث يُعتقد أيضًا أن قطر أرسلت بعض طائرات يوروفايتر إلى تركيا بموجب اتفاق ثنائي يسمح للدوحة بنشر قوتها الجوية في تركيا.
تمتلك تركيا برامجها الخاصة للطائرات المقاتلة والتي يتم تصميمها وانتاجها على المستوى الوطني مثل TFX وHurjet، لكن لم تثبت نجاعتها في أرض المعركة وقد يتغير تاريخ تسليمها اعتمادًا على خط الإنتاج، ولهذا السبب يبحث الجيش التركي عن حلول مؤقتة.
كما ناقش الوزيران أكار ووالاس إمكانية شراء طائرات نقل عسكرية من طراز C-130J، وفقًا للمصادر، حيث طرحت هيئة مبيعات المعدات الدفاعية في المملكة المتحدة (Desa) طائرات النقل C-130J للبيع في أكتوبر.
وأعلنت ديسا في كتيبها أنه سيتم توفير 14 طائرة تكتيكية من طراز C-130J للشراء عند خروجها من الخدمة بين عامي 2023 و2025.
وقالت المصادر إن C-130J، النسخة الأكثر تقدمًا من طائرة النقل، ستكون إضافة جيدة لمخزون تركيا، الذي يتزايد بسبب مهام أنقرة في ليبيا.
وقال المصدر التركي: لدينا طائرات سي -130 في مخزوننا، وهي طائرات نعرفها بالفعل، فلدينا المعرفة اللازمة لصيانتها وتحديثها”.
وأضاف المصدر أن أنقرة استخدمت بكثافة أسطولها من صواريخ A400M في ليبيا، مما زاد الضغط على الطائرات.
التعاون الدفاعي بين المملكة المتحدة وتركيا
يبحث وزيرا الدفاع أيضًا عن طرق للعثور على مورد بريطاني لتحديث دبابات M60 التركية. وقالت المصادر إن مشروع دبابة ألتاي التابع لأنقرة واجه مشاكل في شراء المحركات وكان يعمل بشكل متأخرا جدا.
وأضاف المصدر الأول أن “الجيش يرغب في الحفاظ على جاهزيته القتالية”.
كما أن المملكة المتحدة تتفاوض أيضًا على صفقة لبيع ما لا يقل عن ثلاث فرقاطات من النوع 23 إلى تركيا، والتي كان من المقرر بيعها من قبل وزارة الدفاع البريطانية لعام 2023.
ليس من الواضح ما إذا كانت أنقرة ستكون قادرة على اتخاذ قرار نهائي بشأن هذه المشتريات المحتملة قبل الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من هذا العام، فقد يكون لدى الحكومة الجديدة أفكار مختلفة حول خطط المشتريات.
تتمتع تركيا والمملكة المتحدة بعلاقات دفاعية وثيقة بسبب شراكة الناتو، ولكن هناك أيضًا تعاون صناعي، ومن المتوقع أن تقوم شركة رولز رويس البريطانية لصناعة المحركات وشريكتها المحلية Kale بتزويد محرك لأول طائرة مقاتلة محلية الصنع في أنقرة (TF-X).
كما وتتعاون شركة BAE Systems ومقرها المملكة المتحدة بشكل وثيق مع شركة صناعات الفضاء التركية في تطوير الطائرة، بما في ذلك تقنية التخفي الخاصة بها.
يذكر أن المملكة المتحدة رفعت بالكامل جميع قيودها على تصدير المنتجات الدفاعية إلى تركيا في مايو الماضي، وجاء فرض القيود في أعقاب هجوم أنقرة عام 2019 في شمال شرق سوريا.