نفى مسؤول تركي كبير أن تكون تركيا قد ناقشت انسحاب قواتها من سوريا في الجولة الأخيرة من المحادثات بين إيران وروسيا وسوريا ورؤساء الدفاع والمخابرات التركية في موسكو يوم الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع السورية إن المحادثات ناقشت انسحاب القوات التركية من سوريا إلى جانب افتتاح طريق إم 4 السريع الاستراتيجي الذي يمهد الطريق لإحياء تجارة سوريا مع دول الجوار.
وسبق أن أجرى وزيرا الدفاع السوري والتركي محادثات في موسكو في كانون الأول/ ديسمبر وصفت بالمستوى الأعلى بين البلدين منذ بدء الحرب.
ودعمت تركيا، العضو في حلف الناتو، المعارضة السياسية والمسلحة للرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الأهلية التي استمرت 12 عامًا، وأرسلت قواتها إلى شمال البلاد.
وصرح مسؤول كبير بالقول: “إن تركيا لم تتفاوض أبدًا بشأن مسألة انسحاب قواتها من سوريا خلال المحادثات في موسكو، لقد ناقشنا الوسائل المشتركة الممكنة للقتال ضد الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني وجناحه المسلح، المعروفة باسم وحدات حماية الشعب”.
وقال المسؤول إن أي ادعاء سوري بخلاف ذلك يتعارض مع الدور البناء للحكومة التركية في المحادثات.
وكان حزب العمال الكردستاني، وهو جماعة انفصالية كردية، قد خاص صراعا ضد الدولة التركية منذ الثمانينيات تخللته أعمال عنف أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
صنفت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية بسبب الهجمات الدموية التي نفذتها على المدنيين، وتنظر تركيا أيضًا إلى الجماعات المسلحة الكردية في سوريا على أنها امتداد لذات الحزب.
عودة اللاجئين
وأفاد المسؤول أن الموضوع الثاني الذي تمت مناقشته في المحادثات هو عودة اللاجئين السوريين.
وقال: “إن تركيا دعت إلى تفعيل عملية الحل السياسي في إطار نظرة عامة للأمم المتحدة وتسهيل العودة المشرفة والطوعية للاجئين إلى بلادهم بطريقة آمنة”.
وجددت تركيا مواقفها السابقة التي طرحت في الاجتماعات الأربعة الماضية في موسكو، والتي تشترط من خلالها انسحاب قواتها من سوريا بانتهاء تهديد وحدات حماية الشعب، مؤكدة أن على النظام وحلفائه المساهمة في التوصل الى الحل “.
قال عمر أوزكيزيلجيك، الخبير المستقل في السياسة الخارجية والمتخصص في الشؤون السورية إن النظام السوري ينتظر نتيجة الانتخابات التركية لدفع المناقشات إلى الأمام بغض النظر عن الفائز.
وسيصوت المواطنون الأتراك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 آيار/ مايو، ويشكل وجود 3.7 مليون لاجئ سوري في البلاد قضية رئيسية في الحملة الانتخابية.
وأوضح أوزكيزيلجيك: “كل حزب سياسي يخوض الانتخابات وعد بتطبيع علاقات تركيا مع نظام الأسد، فدمشق لا تريد أن تعطي هدية انتخابية لأردوغان من خلال الاتفاق على صفقة بشأن اللاجئين قبل التصويت”.
وأضاف أن نظام الأسد كان يجري المحادثات ويدلي بتصريحات تتعارض مع أنقرة، لإظهار نفسه على أنه الطرف الأقوى في المفاوضات.
وقال المسؤول التركي: “لقد أكدنا من جديد مخاوفنا بشأن وجود الجماعات الإرهابية والميليشيات غير النظامية في سوريا، يجب أن تكون عودة اللاجئين السوريين تحت رقابة وتفتيش الأمم المتحدة”.
وكان وزير الخارجية التركي قد أعلن الأسبوع الماضي إن اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، الذي يهدف إلى البناء على محادثات ديسمبر، قد يُعقد في أوائل آيار/ مايو، قبل أن يعود في وقت لاحق ليؤكد أنه تم تأجيله لأن الطرفين لم يتفقا على موعد محدد.
وكان مسؤولون سوريون قد شددوا مرارا أن أي تحركات نحو تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة لا يمكن أن تأتي إلا بعد موافقة تركيا على سحب آلاف القوات التي كانت تتمركز في الشمال الغربي الذي يسيطر عليه المتمردون.
وتسبب الوجود العسكري التركي المكثف في منع الحملات العسكرية السابقة بقيادة روسيا من استرجاع النظام السوري لآخر معقل كبير يسيطر عليه المتمردون في البلاد.