تركيا توقف تصدير زيت الزيتون بعد الجفاف الذي ضاعف الطلب الأوروبي

خطوة غير مسبوقة اتخذتها تركيا بعد أن قررت تعليق تصدير زيت الزيتون السائب حتى موسم الحصاد في نوفمبر المقبل، بعد الجفاف المدمر الذي ضرب أوروبا خلال أشهر الصيف وأدى إلى زيادة الطلب على المنتجات التركية وارتفاع أسعار زيت الزيتون في تركيا.

وقد أوضحت وزارة التجارة التركية، في بيان لها، أن أسعار المنتجين والسوق شهدت زيادة مذهلة بنسبة 102% منذ يونيو فقط، وفي الوقت نفسه ارتفعت أسعار زيت الزيتون في إسبانيا بنسبة 84% وإيطاليا 85% واليونان 72% مقارنة بالعام الماضي، ورغم زيادة الإنتاج المحلي إلا أن الأسعار في تركيا استمرت في الارتفاع.

تونس تبيع 90% من إنتاجها إلى إسبانيا وإيطاليا، حيث يتم مزجه مع زيوت أخرى وبيعه بعلامة تجارية إسبانية أو إيطالية

بحسب المجلس الدولي للزيتون، فإن إنتاج الزيتون في كل من إسبانيا وإيطاليا، اللتان تعدان المنتجين الرئيسيين في العالم، قد انخفض بنسبة 20% في موسم الحصاد 2022-2023 بسبب الجفاف، وفي المقابل، ارتفع إنتاج زيت الزيتون في تركيا 62% خلال نفس الفترة.

من جانب آخر، أدى الارتفاع الكبير في الطلب على زيت الزيتون التركي إلى زيادة كبيرة في الصادرات وصلت إلى 204%، أي ما يعادل 136 ألف طن في الفترة من نوفمبر إلى يوليو الحالي.

رغم ذلك، أبدت وزارة التجارة التركية مخاوف من أن بعض الدول، وخاصة إسبانيا وإيطاليا، تقوم بمعالجة وإعادة تسويق زيت الزيتون الذي تستورده من تركيا إلى دول ثالثة، ولذلك قامت تركيا بفرض ضريبة تصدير بقيمة 0.20 سنتاً للكيلوغرام الواحد على شحنات زيت الزيتون التي تذهب للخارج بسعر الجملة.

مع موجة الحر الشديدة في أوروبا، ومع اقتراب موسم الحصاد القادم، هناك مخاوف متزايدة من النقص الوشيك في زيت الزيتون العالمي

يذكر أن درجات الحرارة الكبيرة في جنوب أوروبا ساهمت في ارتفاع هائل في الأسعار، حيث عانت إسبانيا، أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم، من جفاف حاد أدى إلى انخفاض كبير في الإنتاج لم يتجاوز 620 ألف طن خلال موسم 2022-2023، وذلك أقل بكثير من الإنتاج المعتاد البالغ 1.5 مليون طن!

ومن أجل مواجهة الوضع الصعب، لجأ المنتجون الأوروبيون إلى تونس، أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم العربي، في محاولة لسد الفجوة في العرض، فتونس تبيع 90% من إنتاجها إلى إسبانيا وإيطاليا، حيث يتم مزجه مع زيوت أخرى وبيعه بعلامة تجارية إسبانية أو إيطالية.

على الجانب الآخر، ساهمت ظروف السوق الصعبة بتعزيز عائدات التصدير بحوالي 37%، رغم قلة المحاصيل في الموسم الأخير 2022-2023، وتشير التوقعات إلى زيادة أخرى بنحو 30% في الصادرات أي ما قيمته 200 ألف طن متري لموسم الحصاد القادم، مقارنة بـ 155 ألف طن متري تم تصديرها العام الماضي.

مع موجة الحر الشديدة في أوروبا، ومع اقتراب موسم الحصاد القادم، هناك مخاوف متزايدة من النقص الوشيك في زيت الزيتون العالمي، فالوضع لا يزال تحت المراقبة من قبل المنتجين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم!

مقالات ذات صلة