في حال تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تحقيق هدفه، فقد يتمكن صهره جاريد كوشنر من تطوير فنادق في المنطقة المطلة على الواجهة البحرية في غزة والتي روج لها العام الماضي.
فيوم الثلاثاء، أعلن ترمب في مؤتمر صحفي مشترك مذهل مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة ستتولى إدارة غزة، وربما في المستقبل المنظور.
وقال ترمب للصحفيين بعد اجتماع دام ثلاث ساعات مع نتنياهو: “كل من تحدثت إليهم يحبون فكرة امتلاك الولايات المتحدة لتلك القطعة من الأرض، وتطويرها وخلق آلاف الوظائف بشكل سيكون رائعاً”.
وفي وقت سابق من اليوم، أصر ترمب على أنه ليس لدى الفلسطينيين بديل آخر سوى مغادرة غزة والذهاب إلى مكان “جيد وجديد وجميل” دون احتمال العودة، ودعا الأردن ومصر مرة أخرى إلى استقبال الفلسطينيين المطرودين قسراً، إلى جانب دول أخرى لم يذكر اسمها
وعندما سُئل عن هذه القضية، قال ترمب إن الأردن ومصر ربما تكونان قادرتين على قول لا لسلفه جو بايدن، لكنهما لا تستطيعان قول لا له، ملمحًا إلى قدراته كمفاوض.
وحتى الآن، رفضت الأردن ومصر فكرة استقبال الفلسطينيين، كما أدانت حماس والسلطة الفلسطينية والقوى الإقليمية مثل تركيا بشدة طرد سكان غزة.
وقال ترامب إن غزة “موقع هدم، كل مبنى تقريبا سقط، إنهم يعيشون تحت الخرسانة المنهارة وهذا خطير للغاية وغير مستقر”.
وأضاف: “بدلا من ذلك، يمكنهم احتلال كل المنطقة الجميلة بالمنازل والأمان، ويمكنهم أن يعيشوا حياتهم في سلام ووئام، بدلا من الاضطرار إلى العودة والقيام بذلك مرة أخرى”.
ولم يستبعد الرئيس الأمريكي استخدام القوات الأميركية في المهمة، مضيفا أن السيطرة الأميركية فقط يمكن أن تجلب “استقرارا كبيرا لهذا الجزء من الشرق الأوسط”.
وقال: “ستتولى الولايات المتحدة قطاع غزة، وسنقوم بعملنا أيضاً، سنمتلكه ونكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في المكان”.
وعندما سُئل ترامب عن الأشخاص الذين سيعيشون في غزة التي يتصورها، قال: “سكان العالم”.
وتابع: “أعتقد أننا سنجعلها مكانًا دوليًا لا يصدق، أعتقد أن الإمكانات في قطاع غزة لا تصدق، وأعتقد أن العالم بأسره سيكون هناك، وسيعيشون هناك، الفلسطينيون أيضاً، سيعيش الفلسطينيون هناك”.
وعندما سُئل ترمب عن تفاصيل أكثر، قال إن “معظم الفلسطينيين” سيعيشون هناك، ولكن عندما سُئل عما إذا كان الفلسطينيون سيكونون قادرين على العودة إلى غزة بموجب خطته، ظل غير ملتزم بالإجابة.
وحين سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة في انتهاك للقانون الدولي قال ترمب: “نحن نناقش ذلك مع العديد من ممثليكم، أنتم ممثلون بشكل جيد للغاية لكن لم نتخذ موقفًا بشأن ذلك بعد”.
وأضاف ترمب أنه سيقرر ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة في غضون أربعة أسابيع.
يذكر أن ترمب كوّن ثروة عائلته من العمل في مجال العقارات في نيويورك وحول البلاد قبل أن يصبح نجم تلفزيون الواقع، ثم رئيسًا للولايات المتحدة.
وقال: “لا أريد أن أكون رجلاً حكيماً، لكن ريفييرا الشرق الأوسط، هذه يمكن أن تكون رائعة للغاية”.
وأردف ترمب إن المنطقة السياحية الساحلية على طول ساحل غزة على البحر الأبيض المتوسط ستكون “عالمية المستوى”.
وفي إشارة إلى الملك عبد الله والرئيس عبد الفتاح السيسي، قال: “لدي شعور بأن الملك في الأردن والجنرال في مصر سيفتحان قلوبهما وسيمنحاننا الأرض التي نحتاجها لإنجاز هذا الأمر”.
وتُظهِر أرقام وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن الأردن ومصر من بين أكبر ثلاث دول متلقية للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد دولة الاحتلال.
وفي أحدث البيانات لعام 2023، تلقت الدولتان العربيتان أكثر من 1.5 مليار دولار من واشنطن، بينما تلقت دولة الاحتلال أكثر من 3.3 مليار دولار، كما كانت القاهرة وعمان أول حكومتين في المنطقة تطبعان العلاقات مع الدولة العبرية.
وفي وقت سابق من اليوم، سُئل ترمب في المكتب البيضاوي عما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد خففت من شروطها للتطبيع مع دولة الاحتلال، فزعم أن المملكة لم تعد بحاجة إلى رؤية دولة فلسطينية للمضي قدماً في الصفقة.
من جانبها، قالت المملكة العربية السعودية إن التزامها بدولة فلسطينية “حازم ولا يتزعزع”.
وأشاد رئيس وزراء الاحتلال بترمب، واصفًا إياه بأنه “أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض”، وقال: “أعتقد أن السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ليس ممكناً فحسب، بل أعتقد أنه سيحدث، وأنا ملتزم بتحقيقه”.
وقال نتنياهو: “في الأيام الأولى من ولايتك الثانية، استأنفت من حيث توقفت، لقد ساعدت قيادتك في إعادة رهائننا إلى الوطن، ومن بينهم مواطنون أمريكيون”.
وأضاف نتنياهو “لقد أنهيتم العقوبات الظالمة ضد المواطنين الإسرائيليين الملتزمين بالقانون”، في إشارة إلى المستوطنين الإسرائيليين الذين أحرقوا منازل الفلسطينيين والذين واجهوا لاحقًا عقوبات فرضتها إدارة بايدن.
وأشاد نتنياهو بترمب لمواجهته معاداة السامية، ولوقفه التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) واستعادة حملة “الضغط الأقصى” ضد إيران.
وقال: “سيداتي وسادتي، كل هذا في أسبوعين فقط، هل يمكننا أن نتخيل أين سنكون بعد أربع سنوات؟”.
“كرهت” معاقبة إيران
وفيما يتعلق بإيران، قال ترمب إنه “كره” التوقيع على الأمر التنفيذي للعودة إلى حملة “الضغط الأقصى” من ولايته الأولى، والتي كانت تهدف إلى الضغط على طهران وحتى قد تؤدي إلى تغيير النظام.
وذكر الرئيس للصحفيين: “كرهت القيام بذلك، ريد لإيران أن تكون سلمية وناجحة، كرهت القيام بذلك، لقد فعلت ذلك مرة من قبل، وأنزلناهم إلى مستوى لم يتمكنوا فيه من إعطاء أي أموال، وكان عليهم البقاء على قيد الحياة بأنفسهم، ولم يكن لديهم أموال”.
وردًا على سؤال حول المحادثات المباشرة مع الجمهورية الإسلامية أجاب ترمب: “أقول هذا لإيران، التي تستمع باهتمام شديد، أود أن أكون قادرًا على إبرام صفقة رائعة، صفقة يمكنك من خلالها مواصلة حياتك، وستنجح بشكل رائع، لكن لدي شرط واحد فقط، لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، الأمر بسيط للغاية”.