ترمب يقول أنه متمسك بخطته لحل أزمة غزة لكنه سينتظر مسودة اقتراح من الدول العربية 

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيراقب الدول العربية وهي تصوغ اقتراحاً بديلاً لخطته التي تقضي بـ “استيلاء الولايات المتحدة” على قطاع غزة وتهجير مليوني فلسطيني بالقوة.

وأشار خطاب ترمب إلى أنه يستمتع بمشاهدة حلفاء الولايات المتحدة العرب يسارعون إلى مواجهة خطته، وقال لأول مرة يوم الجمعة إنه لن يجبر أحداً على قبول فلسطينيين من قطاع غزة، لكنه لا يزال يعتقد أنها فكرة جيدة.

وأوضح الرئيس الأمريكي لراديو فوكس نيوز: “أنا لا أجبر أحدًا على ذلك، سأجلس وأوصي به، وبعد ذلك ستمتلك الولايات المتحدة الموقع، وهناك طريقة أخرى للقيام بذلك وهي مع الناس هناك، لكنني لا أعتقد أنها ستنجح، أنا أحب خطتي”.

ولقيت خطة ترمب للاستيلاء الأمريكي على قطاع غزة رفضاً على نطاق واسع من قبل الدول العربية وخبراء حقوق الإنسان وحتى أقرب حلفاء ترمب السياسيين.

وتخشى الأردن ومصر أن يقطع ترمب مليارات الدولارات من المساعدات لإجبارهما على قبول اللاجئين الفلسطينيين، حيث تظهر تصريحات ترمب أن البلدين العربيين تهربا من هذا الموقف في الوقت الحالي.

وقال مسؤول مصري كبير لـ “ميدل إيست آي” إن الملك عبد الله الثاني ملك الأردن أخبر ترمب في جلسة خاصة أن خطته من شأنها أن تثير “التطرف الإسلامي” وتؤدي إلى انهيار الحكومات الموالية للولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة.

وقال المسؤول الذي اطلع على المحادثات أن ترمب بدا “منتبهًا ومتعاطفًا” في الاجتماع الخاص، وقد أعطى ذلك مصر الثقة التي تحتاجها للمضي قدمًا في خطتها بشأن غزة بعد الحرب.

اجتماع الرياض

وكان قادة البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر قد التقوا في الرياض يوم الجمعة لمناقشة الموقف المصري قبل اجتماع جامعة الدول العربية الشهر المقبل.

وقد بنيت الخطة المصرية على أن يعيش الفلسطينيون في مساكن مؤقتة داخل قطاع غزة حتى يتم إعادة بنائه، وأن ترعى شؤونهم حكومة يقودها تكنوقراط محليون من غزة، وقوة أمنية مكونة من فلسطينيين غير تابعين لحماس.

قال المسؤول المصري الذي تحدث مع ميدل إيست آي إن القاهرة تحاول منع تكرار نهاية الحرب الأهلية في لبنان، حيث تم تشكيل حكومة لبنانية لكن حزب الله احتفظ بسلاحه.

وكانت حماس قد أعلنت أنها مستعدة للتخلي عن الحكم المدني لكنها كانت أقل وضوحًا فيما إذا كانت ستتنازل عن السيطرة الأمنية. 

وتتمثل إحدى التنازلات المبكرة التي قدمتها حماس بالسماح للمقاولين العسكريين الأميركيين والمصريين بالعمل في ممر نتساريم في غزة، دون ورود أي تقارير عن قتال هناك.

وفي عملية تسليم الأسرى، أثبتت حماس أنها حافظت على إطارها العسكري والتنظيمي بعد 15 شهراً من الحرب، حيث يتحرك مقاتلوها بحرية في قطاع غزة، حاملين أسلحة صغيرة ويديرون الحشود بفعالية.

وقبل معالجة الأمن الداخلي، ستراقب الدول العربية لترى ما إذا كانت إسرائيل ستستأنف حربها على قطاع غزة.

ويوم الخميس، اتهمت إسرائيل حركة حماس بتسليمها جثة “مجهولة الهوية” لشخص ما بدلاً من جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس.

وردت حماس بلهجة حذرة، حيث قال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، إن “أخطاء مؤسفة” قد تحدث وأن الحركة تحقق في عملية التسليم.

وأضاف في بيان “نؤكد أنه ليس من قيمنا أو مصلحتنا الاحتفاظ بأية جثث أو عدم الالتزام بالعهود والاتفاقيات التي نوقعها”.

لكن الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، قال إنه سلم رفات شيري بيباس إلى الصليب الأحمر يوم الجمعة، فيما ذكرت دولة الاحتلال على قناة إكس إنها تحقق في هذه التقارير.

وقال ترمب لفوكس نيوز إن نتنياهو يريد استئناف الحرب، مستشهدًا بمظاهر التسليم، وأضاف في إشارة إلى نتنياهو: “إنه ليس ممزقاً، بل يريد الدخول في الحرب، إنه غاضب للغاية مما حدث بالأمس، ويجب أن يكون كذلك”.

وأشار ترمب في المقابلة إلى أنه لا يهتم سواء استأنفت إسرائيل الحرب أو دخلت في محادثات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار من أجل التوصل إلى حل سياسي، وتابع: “في بعض الأحيان يتعين عليك اتخاذ قرار، إنه قرار صعب”.

مقالات ذات صلة