تشريعات جديدة تلاحق مظاهرات فلسطين في بريطانيا وتهدد مستقبل حرية التعبير في بالبلاد

أبلغت هيئة مراقبة تشريعات الإرهاب في المملكة المتحدة الحكومة بعدم الحاجة لسن قوانين جديدة في هذا المجال على الرغم من دعوات الوزراء لقمع المظاهرات الداعمة للفلسطينيين.

وأوضح جوناثان هول كيه سي، المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب، في تقرير بعث به إلى وزارة الداخلية ونُشر يوم الخميس أن هناك “سببًا وجيهًا للحذر” بشأن توسيع نطاق قوانين الإرهاب.

وأضاف هول أن القوانين الحالية كافية لضمان إمكانية معالجة أي “عمل إرهابي” يمكن أن يقع أثناء الاحتجاجات عن طريق الاعتقال والمحاكمة، مشيراً إلى أن “حدود” هذه القوانين هي حالياً تحت الاختبار من خلال القضايا المنظورة في المحاكم.

وكانت منظمة كيج، وهي منظمة مناصرة تمثل المتضررين من سياسات مكافحة الإرهاب، قد اتهمت الشرطة بشن “حملة تخويف وتنمر” ضد الذين يعبرون عن دعمهم لفلسطين.

وقال أنس مصطفى، رئيس قسم المناصرة العامة في كيج، أن أقوال هول السابقة استخدمت بشكل فعال في تشجيع تفسير قوانين الإرهاب، مما أدى لارتكاب اعتقالات ومحاكمات.

وشارك مئات الآلاف من المحتجين في مظاهرات نظمتها منظمات مؤيدة للفلسطينيين في عطلات نهاية الأسبوع المتعاقبة في لندن ومدن أخرى للمطالبة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

وتم تنظيم أكبر احتجاج حتى الآن يوم السبت 11 تشرين الثاني / نوفمبر على الرغم من مطالبة الوزراء للشرطة بحظر المظاهرة، علماً أنه من المقرر تنظيم احتجاجات أخرى يوم السبت 25 تشرين الثاني / نوفمبر.

ووصفت سويلا برافرمان، التي أقيلت فيما بعد من منصب وزيرة الداخلية، الاحتجاجات بأنها “مسيرات كراهية”.

ويقول المنظمون إن المتظاهرين يسيرون دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، وللدعوة إلى وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي.

وقال هول أن “من يتعمد استخدام شعارات أو صور تصل إلى حد الدعوة لتقديم الدعم لحماس سيرتكب الجريمة”.

وأضاف أن جرائم التشجيع المتهور على دعم منظمة محظورة، وارتداء أو عرض مادة مرتبطة بها لها صلة أيضًا بالموضوع.

لكن هول رأى أن من الصعب إجراء تعديلات لتوسيع نطاق هذه الجرائم لتطال حرية التعبير في الأماكن العامة دون “إلحاق ضرر كبير بحرية التعبير”.

وتابع أن تشديد القانون لاستهداف هتافات محددة سيكون بمثابة “وصفة لكارثة”.

وكان الوزراء البريطانيون قد انتقدوا المتظاهرين بسبب هتافهم “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر”.

وتقول الجماعات المؤيدة لإسرائيل إن الهتاف معاد للسامية حيث يفسرونه على أنه دعوة إلى تدمير إسرائيل، لكن المنظمات المؤيدة لفلسطين ترى في هذا الهتاف دعوة للحرية والحقوق المتساوية للفلسطينيين في وطنهم التاريخي.

وقال هول: “تخيل سيناريو يشرع فيه البرلمان أن عبارة معينة غير قابلة للقول: في غضون ساعات سوف يستحضر الناس البدائل بسعادة، لم يكن من تقليد قانون المملكة المتحدة أبدًا جعل بعض الكلمات غير قابلة للنطق في حد ذاتها: القانون ينظر إلى عواقب الكلمات”.

وكمثال على ذلك، استشهد هول بكلمة “الجهاد” التي قال إنها “يمكن أن تكون لها معاني حميدة وعزيزة ذات أهمية شخصية لملايين الناس”.

واتهم وزير الهجرة روبرت جينريك الشهر الماضي المتظاهرين الذين هتفوا “الجهاد” في مظاهرة لحزب التحرير بـ “التحريض على العنف”، لكن الشرطة قالت إنه لم يتم ارتكاب أي جرائم.

مقالات ذات صلة