أثارت تصريحات زعيم حزب العمّال البريطاني كير ستارمر موجة من الغضب في أروقة الحزب سيما بين الأعضاء البريطانيين من أصل بنغالية، وذلك بعد أن ادعى أن المملكة المتحدة لا تقوم بترحيل الوافدين من بنغلاديش إلى البلاد.
فعلى وقع هذه التصريحات، استقالت المستشارة سابينا أختر، نائبة زعيم حزب العمال في تاور هاملتس في شرق لندن، مساء الأربعاء.
وقالت أختر في بيان للجمهور: “لا يمكنني أن أكون فخورة بهذا الحزب بعد الآن عندما يخصص زعيمه مجتمعي ويهين هويتي البنغالية”.
وتعد منطقة شرق لندن موطناً لمجتمع بنغالي بريطاني كبير، ففي تاور هاملتس، يشكل ذوو الأصول البنغالية 35% من إجمالي عدد السكان.
وذكر زعيم حزب العمال في تاور هاملتس، سراغول إسلام: “أرفض التصريحات التي أدلي بها ستارمر خلال اليومين الماضيين بشأن البنغال في المملكة المتحدة”.
وأضاف أن “سكاننا قلقون للغاية بشأن هذه التصريحات، وكذلك مئات من أعضاء حزبنا ونشطائنا الذين يخوضون حالياً حملة قوية لتقديم حكومة عمالية للبلاد”.
وأصدرت أبسانا بيجوم، النائبة العمالية الحالية عن بوبلار ولايمهاوس في شرق لندن بيانًا بعد ظهر يوم الأربعاء انتقدت فيه ستارمر.
وقالت: “بصفتي ابنة مهاجرين من بنجلاديش، فأنا فخورة جداً بتنوع إيست إند وفخورة بأن مجتمعاتنا تضم مهاجرين من جميع أنحاء العالم.
وأردفت: “اسمحوا لي أن أكون واضحة جداً: لن أقف مكتوفة الأيدي وأسمح بأن تصبح المجتمعات المهاجرة كبش فداء”.
وعلى النقيض من ذلك، قالت روشانارا علي، النائبة العمالية الحالية عن بيثنال جرين وستيبني في شرق لندن، إنها كانت على “اتصال وثيق” بفريق ستارمر لكنها لم تنتقد تعليقاته.
هذا وذكر متحدث باسم حزب العمال أن الفيديو المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي يحتوي “معلومات مضللة” و”تم تعديله ليبدو وكأن كير يقترح إعادة البنغاليين البريطانيين”.
وتابع: “في الواقع، يشير كير إلى سياسة حزب العمال الراسخة المتمثلة في إعادة أولئك الذين ليس لديهم الحق القانوني في التواجد في المملكة المتحدة إلى بلدان آمنة”.
وأصر المتحدث في تصريحات أدلى بها ليلة الأربعاء على أن ستارمر “يدعم بفخر المجتمع البنغالي، الذي يقدم مساهمة هائلة لبلدنا”.
وكان ستارمر قد قال في مقابلة مع صحيفة ذا صن يوم الاثنين. إنه “في الوقت الحالي، لا يتم إبعاد القادمين من دول مثل بنغلاديش لأنهم لا يخضعون للتحقق”.
ووعد ستارمر بأن تنشئ حكومة حزب العمال قيادة أمنية حدودية تتمتع بسلطات مكافحة الإرهاب “لمنع الأشخاص من القدوم إلى هنا في المقام الأول”.
وقال: “سأتأكد من أن لدينا طائرات (لنقل المهاجرين) تنطلق لا إلى رواندا، لأن هذه خدعة باهظة الثمن، بل إلى البلدان التي يأتي منها الناس. هذا ما كان يحدث في السابق”.
وفي وقت لاحق، عبر وزير حكومة الظل جون آشورث عن تأييده لتصريحات ستارمر، مشتكياً من أن “الأشخاص القادمين إلى هنا من شبه القارة الهندية لا يتم إعادتهم”.
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية أن حكومة حزب العمال ستعيد طالبي اللجوء “من دول مثل بنغلاديش أو أينما كان” إلى بلدانهم الأصلية.
وقال آشورث، الذي كان عضواً في البرلمان منذ عام 2011 في ليستر، المدينة الأكثر تنوعاً ثقافياً في بريطانيا: “الأشخاص القادمون إلى هنا من شبه القارة الهندية لا يتم إعادتهم، بل يتم إيواؤهم في الفنادق ويمكنهم البقاء في هذه الفنادق لبقية حياتهم، هذه هي سياسة المحافظين”.
ورغم غياب أي دليل على أن طالبي اللجوء يمكنهم البقاء في الفنادق على نفقة دافعي الضرائب “لبقية حياتهم”، فإن العديد منهم يقيمون في الفنادق لأكثر من عام بسبب تراكم طلبات اللجوء.