حثّ رئيس رابطة العالم الإسلامي الممولة من السعودية البريطانيين على التركيز على القضايا الداخلية أكثر من التركيز على شؤون قطاع غزة، قائلاً إن على حكومة المملكة المتحدة اعتبار الاندماج مسألة أمن قومي.
وذكر محمد بن عبد الكريم عيسى، وزير العدل السعودي السابق، الذي يرأس المنظمة الإسلامية الدولية غير الحكومية التي تتخذ من مكة مقراً لها منذ عام 2016، في تصريحات لصحيفة التايمز إن حرب الاحتلال على غزة زادت من الانقسام في بريطانيا.
وزعم عيسى أن “مشكلة الاندماج تفاقمت بسبب الصراع في غزة والوضع السياسي في الشرق الأوسط”.
وتابع: “تدعو رابطة العالم الإسلامي المسلمين وغير المسلمين في المملكة المتحدة إلى التركيز بدلاً من ذلك على القضايا الداخلية التي تشترك في الاهتمامات، مثل مجالات السياسة التي توحد لا تفرق”.
وكان عيسى قد أدلى بهذه التصريحات المثيرة للجدل على الرغم من استطلاعات الرأي الكثيرة التي تشير إلى أن معظم البريطانيين، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية، يؤيدون باضطراد حظر توريد الأسلحة إلى دولة الاحتلال ووقف إطلاق النار في غزة.
وادعى عيسى بأن على الحكومة أن تنظر إلى الاندماج كمسألة أمنية، وادّعى أن المسلمين وغير المسلمين يعيشون “حياة منفصلة”، وقال: “بدون الاندماج، هناك عزلة وخوف من الآخر، وهذا قد يُحدث فراغًا يحاول ملؤه الأشرار”.
المسلمون “معزولون”
يذكر أن أقوال عيسى هذه قد جاءت عقب استطلاع رأي جديد أجرته منظمته، رابطة العالم الإسلامي، أظهر أن المسلمين البريطانيين الشباب أكثر عزلة عن التيار السياسي السائد وأقل ميلًا لاعتبار الاندماج واجبًا مهمًا.
ووجد الاستطلاع الذي شمل عينةً تزيد عن 5000 شخص، من بينهم أكثر من 450 مسلمًا أنه بينما يقول ما يقرب من ثلثي المسلمين البريطانيين إن علاقتهم بغير المسلمين إيجابية أو إيجابية في الغالب، فإن ربع غير المسلمين فقط يقولون الشيء نفسه عن المسلمين.
كما خلص الاستطلاع إلى أن ما يقرب من 40% من غير المسلمين يرون التنوع أمرًا سيئًا، بينما يراه أكثر من 70% من المسلمين أمرًا إيجابيًا.
ويأتي هذا بعد أن أظهر تقرير جديد صادر عن المجلس الإسلامي البريطاني (MCB)، يُحلل بيانات التعداد السكاني الأخيرة، أن 94% من المسلمين المولودين في بريطانيا في إنجلترا وويلز لديهم شعور قوي بالهوية البريطانية.
واتخذ تقرير المجلس الإسلامي البريطاني نهجًا مختلفًا تمامًا عن تقرير عيسى حيث أوضح الدكتور مقداد أسرية، من لجنة البحث والتوثيق في المجلس الإسلامي البريطاني، يوم الاثنين: “يُظهر تحليلنا أن المسلمين البريطانيين لديهم شعور قوي للغاية بالهوية البريطانية، وإتقان شبه عالمي للغة الإنجليزية بين السكان المولودين في بريطانيا”.
وأضاف: “يُسلط التقرير الضوء أيضًا على أن التركيبة السكانية الأصغر سنًا للسكان المسلمين تُمثل عائدًا ديموغرافيًا من حيث سد فجوات سوق العمل، والمساهمة ماليًا في نظام الرعاية الاجتماعية الحكومي، وغرس روح الإبداع وريادة الأعمال”.
وأوضح الدكتور واجد أختر، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني: “بفضل هويتهم الوطنية الراسخة، وروحهم الريادية، وطاقتهم الشبابية، يقف المسلمون البريطانيون على أهبة الاستعداد للمساهمة في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا وابتكارًا وتماسكًا للجميع”.
وأضاف أختر أن “مستقبل بريطانيا ومستقبل المسلمين البريطانيين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، ويبدو هذا المستقبل مشرقًا بالفعل.”
وعلى الرغم من ذلك، فقد وجدت الدراسة أيضًا أن 40% من المسلمين في إنجلترا يعيشون في أكثر الأحياء حرمانًا في البلاد.
وأعلنت رابطة العالم الإسلامي أنها ستقدم 100 ألف جنيه إسترليني (128 ألف دولار) لإنشاء صندوق للتماسك الاجتماعي يركز على تحسين العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين.