تضامن واسع مع طالبة عربية في الولايات المتحدة بعد حملة تشويه ضدها بسبب دعمها لفلسطين

فاطمة محمد، طالبة أمريكية من أصل عربي في جامعة مدينة نيويورك، ألقت خطاباً خلال حفل افتتاح كلية الحقوق بالجامعة، أشارت فيه إلى انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان وجرائمها ضد الفلسطينيين، تعرضت بعدها لحملة تشهير حتى ان جامعتها نددت بخطابها ووقفت ضدها واصفة خطابها بخطاب كراهية.

لكن منظمات يهودية وموظفون وطلاب ما وصفوه بــ “حملة التشهير” التي استهدفتها، كما أطلقت منظمة “فلسطين في حياتنا“(WOL) حملة بعنوان “نحن نقف مع فاطمة“، داعيةً إلى الدفاع عن النشطاء في كلية الحقوق في جامعة كوني الذين يساندون فلسطين.

وفي 1حزيران/ يونيو، وقع العشرات من أعضاء هيئة التدريس في الكلية خطابًا موجهًا إلى مستشار الجامعة ومجلس أمنائها يطلب منهم سحب البيان الصادر عن الجامعة في 30 أيار / مايو والاعتذار لفاطمة محمد وللطلاب من دفعة 2023 في كلية الحقوق.

وجاء في رسالة الأكاديميين أن خطاب فاطمة لم يحمل أي إشارات للكراهية، نظرًا لأن عباراتها لم تهاجم أي أشخاص على وجه التحديد، بل علقت على الدولة ومؤسساتها التي تتسبب بشكل لا يقبل الجدل في إلحاق الأذى بالناس محليًا و على الصعيد الدولي”. 

وعبرت البروفيسورة في الكلية، شومتولي هاق، والتي كانت في إجازة هذا الفصل الدراسي وتابعت الخطاب على موقع يوتيوب، عن قلقها من تصريح كوني.

وأضافت:” إذا قرأت خطابها، ستجده دقيقاً للغاية، إنها لا تهاجم الناس أو الأفراد، بل إنها تهاجم أنظمة القمع”.

وأوضحت أن تصريح كوني ومجلس أمنائها بني على أكاذيب، مشيرة إلى أن خطاب فاطمة لم يكن خطاب كراهية، “بل أسمى صورة من التعبير المحمي بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة”.

وقالت: “إن انتقاد سياسة الدولة لا يعادل التعبير عن وجهة نظر متحيزة حول اليهودية أو المجتمع اليهودي”، وتابعت:” هذا يشكل سابقة سيئة”.

أما غريغوري لويس الأستاذ المشارك في القانون بكلية الحقوق في الجامعة، فقد عبر عن غضبه من تعرض فاطمة “للسخرية واتهامها بالتجرد من الإنسانية بسبب ممارستها لحرية التعبير، بما في ذلك من قبل المؤسسة التي حصلت على شهادة باسمها”.

وقال: “لقد صُدمت لأن فاطمة وُصِفت بمعاداة السامية بسبب انتقادها سجل دولة قومية، فمن غير المقبول أن يتم التعامل مع انتقاد أي دولة قومية كما لو كان هجوماً على أي عرق، أو ثقافة، أو دين، أو مجموعة.”

وفي بيان صحفي، وصف منظمو حملة (Cunny 4 Palestine) الأحداث الأخيرة بأنها كانت هجومًا مدبرًا على فاطمة محمد.

وجاء في البيان:” تدرك إدارة كوني الضرر الناجم عن إهمالها المتعمد وستواصل القيام بذلك طالما أنها تأتمر بأمر المانحين وتخضع لمنظمات خارجية عنصرية”.

وتحضر فاطمة محمد حاليًا لامتحان نقابة المحامين في ولاية نيويورك، وكانت قد تعرضت لتهديدات بالقتل الأمر الذي أثار مخاوف عائلتها على سلامتها مع تصاعد الإسلاموفوبيا. 

وقالت شومتولي هاق إن تعرض فاطمة لهذه التهديدات في بداية حياتها المهنية “يمكن أن يكون ضاراً للغاية”.

إذا لم تغضب من التدمير اليومي للأطفال أو العائلات أو الأصدقاء … فإن ليبراليتك خادعة – غريغوري لويس، أستاذ مشارك.

لم تكن فاطمة محمد تدرس في صف هاق، لكن الأخيرة عرفتها كطالبة في السنة الأولى ووصفتها بــ ” الشغوفة بالعدالة الاجتماعية”. 

وشاركت هاق أعضاء هيئة التدريس الآخرين بريداً إلكترونياً تلقته من فاطمة منذ عامين عبرت فيه الأخيرة عن تقديرها وامتنانها لأساتذة القانون في الجامعة. 

وصوتت دفعة الخريجين لفاطمة محمد للتحدث باسمهم في حفل التخرج لعام 2023، الأمر الذي ترى فيه هاق دليلاً على المستوى العالي من التقدير لفاطمة.

وقالت هاق عن الطالبة:” لقد تحدثت عن حقيقة السلطة وأنا فخورة جدًا بالموقف الذي اتخذته، وإذا لم تكن قيادة كوني إلى جانب طلابنا، فسنكون هناك من أجلهم.”

اليهود يقفون مع فاطمة

وفي 31 أيار / مايو، استضاف عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز احتفالًا بشهر التراث اليهودي الأمريكي، وقال عن خطاب فاطمة محمد:” لو كنت موجوداً على المنصة عندما تعرضت فاطمة لتلك التعليقات، لكنت قد وقفت وأدنتها على الفور، أنا فخور جدا بكوني عمدة تل أبيب الأمريكية.”

في بيان صدر في 30 أيار / مايو، قال تجمع “يهود من أجل العدالة العرقية والاقتصادية” أن على الجامعة أن تدعم طلابها الذين يتم استهدافهم في وسائل الإعلام اليمينية ومن قبل رئيس البلدية والعديد من أعضاء الكونغرس. 

وانتقلت “أصوات يهودية من أجل السلام” إلى تويتر في ذات اليوم لتكتب أنه “لا ينبغي لأحد أن يواجه هجمات عنصرية لوصفه واقع الفلسطينيين”.

وجاء في التغريدات:” نحن نقف مع فاطمة في وصفها الدقيق والقوي لحياة الفلسطينيين في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وندعو الآخرين إلى فعل الشيء نفسه”.

وأرسلت جمعية طلاب القانون اليهود في كلية الحقوق في جامعة كوني رسالة لدعم فاطمة في 21 أيار/ مايو، قالت فيها إن “وصف الظروف الواقعية للحياة الفلسطينية بأنها معاداة للسامية أمر مخادع”.

وبينما يقف الأساتذة والطلاب والمنظمات اليهودية في كوني إلى جانب فاطمة، فإن أولئك الذين يشغلون مناصب عليا في الجامعة هم من يستهدفونها.

مقالات ذات صلة