بقلم ندى عثمان
ألحقت الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب تركيا وشمال غرب سوريا أضرارًا بعدة مواقع تاريخية تعود لقرون، بما في ذلك ثلاثة مساجد أيقونية كانت ذات أهمية كبيرة بالنسبة للسكان المسلمين.
كما تم تأكيد تدمير العديد من المواقع التاريخية المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك قلعة غازي عنتاب الشهيرة وقلعة ديار بكر وحدائق هيفسيل التاريخية.
ولحسن الحظ، فقد نجا مبنى جوبيكلي تبه، الذي يُعتبر أقدم مكان عبادة معروف في العالم.
وقد تأكد مقتل أكثر من 21 ألف شخص منذ الزلزال المدمر الذي وقع يوم الاثنين بقوة 7.8 درجة، والذي كان من أقوى الزلزال الذي يضرب تركيا والمنطقة منذ عام 1999.
وهنا، نلقي نظرة على ثلاثة مساجد شهيرة دمرها الزلزال.
أولا: مسجد أديامان أولو الكبير
تقع أديامان في جنوب شرق تركيا، وتشتهر بتاريخها الغني، ووفقًا للسجلات الأثرية، تعود المنطقة إلى العصر الحجري القديم، حيث استضافت عددًا من الحضارات المختلفة، من الحيثيين والميتانيين والآشوريين إلى الفرس والإسكندر الأكبر.
وتعد المنطقة أيضًا موطنًا للآثار من العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية.
لقد تم تدمير مسجد أديامان أولو الكبير التاريخي، الذي يقع في وسط المدينة، وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على الإنترنت قبة وجدران المسجد وقد انهارت بالكامل.
ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، تم بناء المسجد من قبل دولكادرلي بيه دراك بيه بين عامي 1506 و1515.
وشهد المسجد على مر السنين العديد من الإصلاحات وعمليات إعادة البناء، حيث أظهرت بعض النقوش أنه أعيد بناؤه عام 1863 فيما أوضحت نقوش أخرى أنه تم ترميمه عام 1902.
ويتميز مدخل المسجد بأعمدة حجرية تعلوها قنطرة.
ثانيا: جامع سيرفاني الكبير
يقع المسجد في مدينة غازي عنتاب، جنوب غرب قلعة غازي عنتاب الشهيرة، والتي دمرت أيضًا في الزلزال، ويعد مسجد سيرفاني من أقدم المساجد في المدينة، وقد بناه سيرفاني محمد أفندي.
يُعرف أيضًا باسم مسجد الشرفة المزدوجة، وقد اشتهر بميزة فريدة من نوعها لمئذنة مع شرفتين، بالإضافة إلى الزخارف الرائعة على مئذنته.
وأظهرت الصور التي تم تداولها على الإنترنت انهيار القبة والجدار الشرقي للمسجد الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر بعد وقوع الزلزال يوم الاثنين.
شكل الموقع نقطة جذب سياحي على مر السنين، وانتشرت في محيطه العديد من الفنادق.
ثالثا: جامع كاراجوز الكبير
يقع مسجد كاراجوز التاريخي في واحد من أقدم أجزاء مدينة غازي عنتاب، وقد تم بناؤه من قبل باتال آغا، جد الجنرال التركي الشهير نوري محمد باشا.
تم الانتهاء من بناء المسجد في عام 1758 وسمي باسم قبيلة تركمانية تسمى “كاراجوزلو”، والتي كانت تعيش في المنطقة الواقعة بين حلب السورية و عنتاب التركية.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للمسجد المحاط بالركام بينما بقيت بعض جدران المسجد سليمة، وظهرت المئذنة قائمة رغم تعرضها لأضرار جسيمة.
المصدر: ميدل إيست آي
