تعرف على أفضل 10 أفلام شرق أوسطية لعام 2022

تعرف على أفضل 10 أفلام شرق أوسطية لعام 2022

برغم الرقابة المتزايدة، وخفض التمويل، والأكثر ضررًا، انخفاض الإيرادات التي ألقت بظلالها على دور السينما في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه بمزيج من الحظ والثبات والإيمان الراسخ بالفيلم المستقل، قام صانعو الأفلام من الشرق الأوسط بإنتاج عدد من الأعمال المذهلة مما أدى إلى عام استثنائي آخر لسينما ترفض الهزيمة.

ظهرت أفلام الشرق الأوسط على Netflix وأمثالها، مع صور مشوشة كفيلم فرحة الذي اكتسب سمعة سيئة بعد دعوات إسرائيلية لإزالته من قبل الشبكة، إلا أن أفلام الشرق الأوسط المتفوقة والأقل إثارة للجدل فشلت في الحصول على اهتمام مماثل، مما يثبت أن نسبة المشاهدة ليست مقياسًا للجودة الفنية.

ومع انتشار ظل التضخم والتجانس الثقافي لشبكتهم المشؤومة على مشهد السينما في الشرق الأوسط، يستمر صانعو الأفلام بالتحدي، واستكشاف أشكال جديدة، وأساليب حديثة لصنع الصور، والروايات الجديدة لإنشاء قصص أثبتت هذا العام أنها أكثر أولوية من نظيراتها من القصص الغربية.

تنافست الأصالة والعاطفة والجرأة السياسية التي شوهدت في الأفلام العشرة التالية لتجعلها أفضل الأفلام على مستوى العالم لعام 2022.

وكان من الصعب جدًا التقاط 10 أفلام فقط، بسبب وفرة الصور الشرق أوسطية البارزة لهذا العام، لكن بعض العناوين الأخرى الجديرة بالذكر تشمل: “أخوة ليلى” لسعيد روستي، “لا دببة” لجعفر بناهي، “حتى الغد” لعلي أصغري و”أراك الجمعة، روبنسون” من إيران، “الحدائق المعلقة” لأحمد الدراجي من العراق، “ليس هركيس” لفيليب فوكون من الجزائر، و”طعم التفاح أحمر” لإيهاب طربيه من مرتفعات الجولان.

 

الأفلام الـ 10 الأفضل لعام 2022

 

المرتبة العاشرة: 19B

فيلم إثارة متوتر، للمخرج السينمائي المصري أحمد عبد الله، يركز على حارس كبير بالعمر لفيلا مهجورة، يختل استقرارها وهدوئها عندما يقرر رجل عصابة شاب اقتحام العقار.

تعتمد فكرة الفيلم على لعبة القط والفأر التي أسقطت الضوء ببراعة على تحديث أحياء القاهرة القديمة المحتضرة وعلى حالة الفوضى التي تعيشها الطبقات المهمشة، والعنف المتأجج لمصر الليبرالية الجديدة التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

يعتبر فيلم 19B، الذي يعد فيلما ترفيهيًا وجذابًا للغاية، أحد أقوى الأفلام المصرية السياسية في الآونة الأخيرة.

 

المرتبة التاسعة: (Without Her)

على الرغم من قمع صانعي الأفلام المعارضين، والاعتقالات والرقابة الموسعة التي سبقت احتجاجات سبتمبر، تمسك المخرجون الإيرانيون بموقفهم واستمروا في العثور على تصدعات في النظام، ويمكن القول إن النتيجة كانت أقوى عام للسينما الإيرانية منذ أكثر من عقد من الزمان.

تدور أحداث الفيلم، الذي كان من عمل المخرجة الإيرانية آريان فازيردافتاري، حول امرأة من الطبقة المتوسطة العليا تستقبل فتاة فقدت الذاكرة لتبدأ الأخيرة في القضاء على حياتها.

يجسد الفيلم، المنافس في مهرجان البندقية السينمائي، صورة ذكية للعلاقة بين الامتياز الطبقي وحرية المرأة في تحقيق الذات، هو قطعة متفوقة من صناعة الأفلام، مليئة بصور متفاخرة، وتقلبات في الحبكة وتشويق مثير للإعجاب.

وفي أعقاب الاحتجاجات، اكتسبت موضوعات الفيلم عن التدجين غير المرئي للمرأة، من قبل النظام الأبوي المنتشر، معنىً جديدًا.

 

المرتبة الثامنة: أشكال (Ashkal)

هو فيلم مثير للمخرج التونسي يوسف الشابي الذي خاطر بظهوره الأول في الإخراج الفردي، حول قصة ضابطي شرطة يحققان في سلسلة غامضة من عمليات التضحية بالنفس.

يظهر الفيلم نفور الشخصيات من المظاهر المشوهة في العاصمة التونسية التي لا تحمل سمات ما بعد الثورة، حيث ترمز حدائق قرطاج، التي تم تصوير أحداث الفيلم فيها، لعودة النظام القديم في بلد لم يتغير وبات ينجرف مرة أخرى إلى الاستبداد.

 

المرتبة السابعة: “أيام حارقة” (Burning Days)

فيلم إثارة للمخرج التركي أمين البر تدور أحداثه حول شاب يتم تعيينه كمدع عام لبلدة صغيرة محافظة يحكمها رئيس بلدية مستبد، إلا أن الشاب المبتدئ المثالي يجد نفسه تحت خط النار عندما تبدأ علاقته المتنامية مع محرر لجريدة معارضة بإثارة غضب السكان.

يعد الفيلم حكاية استعارية عن الفساد الحكومي والانتهازية السياسية ورهاب المثلية في المناطق الريفية في تركيا، ويعد أفضل فيلم للمخرج ألبير، حيث يجمع بشكل مثالي بين السياسة والأدب.

 

المرتبة السادسة: حرقة (Harka)

فيلم للمخرج السينمائي الأمريكي المصري لطفي ناثان يركز على حكاية تونسية مألوفة عن شاب يعاني من ضائقة اقتصادية حيث يجد نفسه مثقلًا بالعبء المفاجئ المتمثل في رعاية أخواته بعد وفاة والده، ومكبل بعبء الديون المثقلة على كاهله.

تتطور الأحداث بالفيلم من الضيق الاقتصادي بعد الثورة إلى قصة مشحونة عاطفياً عن الظلم واليأس والعبء الذي لا يطاق بالنسبة للرجولة العربية.

مدعومة بأداء آدم بيسا المذهل ومزينة بالعناصر الفنية والأدبية، فإن الفيلم يلقي نظرة صارمة غير عاطفية على واقع تونس ويوجه اتهام صارم لسياسات ما بعد الثورة الواهية التي فشلت في تحسين ظروف ملايين المحرومين.

 

المرتبة الخامسة: “الملعونون لا يبكون” (The Damned Don’t Cry)

الموضوع الروائي الثاني للمخرج المغربي البريطاني فيصل بوليفة الذي يعود إلى بلده الأول، المغرب، ليصور موضوعا من قلب الحياة، يفجر الكثير من المشاعر، ويصطبغ بالميلودراما، حيث يعرض فيه جزء من الدراما الحارقة للعلاقة بين الأم والابن، وجزءًا من قصة قادمة من الغرابة وجزءًا من التمثيل الدرامي في مرحلة الاستعمار الجديد.

عرض الفيلم أولا في قسم “أيام فينيسيا” بمهرجان فينيسيا (البندقية) السينمائي، ثم جاء للعرض في مهرجان لندن السينمائي.

وتدور أحداث الفيلم حول شخصيتين: الأم التي كانت تبيع جسدها من أجل المال، والابن المراهق الذي لا يجد وسيلة لكسب رزقه سوى ببيع جسده هو الآخر.

 

المرتبة الرابعة: “حمى البحر الأبيض المتوسط” (Mediterranean Fever)

هو فيلم من إخراج الفلسطينية مها حاج، يعد أقل أفلام القائمة مغامرة، وهو من الكوميديا السوداء القائمة على تتبع الصداقة الناشئة بين كاتب طموح مكتئب في منتصف العمر وجاره الجديد المبتز في حيفا.

تعرف سينما الحاج بأنها لا تقدم الكثير لتلهم العين، لكن المتعاون السابق إيليا سليمان استحضر سيناريو مذهلا حاز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي.

يعتمد سيناريو الحاج على الترابط الذكوري الذي لا يمكن فك رموزه، بأسلوب مثير للإعجاب من البداية إلى النهاية.

يُعد فيلم “حمى البحر الأبيض المتوسط”، من الأفلام الفلسطينية النادرة التي تسيطر الإنسانية فيها على السياسة الواضحة.

يوضح الفيلم أن الضرر الحقيقي للاحتلال ليس فقط نقاط التفتيش أو الفصل العنصري أو المستوطنات، بل في الشعور الداخلي القاتل بعدم الجدوى، وهو من أفضل الأفلام الفلسطينية في العصر الحديث.

 

المرتبة الثالثة: ” القفطان الأزرق” (The Blue Caftan)

سجل هذا الفيلم العائد للطالبة المغربية في سنتها الدراسية الثانية مريم توزاني حضورا كبيرا حين تم عرضه لأول مرة في مهرجان كان.

يعرض الفيلم قصة خياط متزوج في منتصف العمر لكنه يقع في حب فاشل مع تلميذه الجديد بينما كانت زوجته تكافح مرض السرطان.

مثل الفيلم شديد الحركية خروجا عن النزعة القدرية، ويحتمل أن يكون أول لعبة كلاسيكية عربية على الإطلاق في هذا العقد.

 

المرتبة الثانية: “السد” (The Dam)

هو الفيلم الشرق أوسطي الأكثر جرأة وذكاءً بصريًا لهذا العام، وقد شهد الظهور الأول للفنان التشكيلي اللبناني الشهير علي شري الذي زاوج بنجاح بالفيلم بين السياسة والحياة الشخصية.

يستقي الفيلم سياقه من الثورة السودانية التي اندلعت في العام 2018، ويعتبر حكاية سياسية ودراسة وجودية قوية حول المعنى المراوغ للحرية، ويقدم صورة انطباعية ثرية لأمة وشعب على أعتاب تغيير غير معروف صُنع بإتقان كبير بواسطة واحدة من أكثر الأصوات إثارة في السينما في الشرق الأوسط.

 

المرتبة الأولى: “تحت أشجار التين” (Under The Fig Trees)

هو فيلم للمخرجة التونسية أربج السحيري يجسد دراما مرتجلة جزئيًا وخالية من التوتر بدون سرد أو حبكة يقدمها ممثلون غير محترفين قادمون من الريف.

تدور تفاصيل الفيلم في الريف التونسي في صباح أحد أيام الصيف، حيث يلتقط رئيس العمال مجموعة من المزارعات الشابات في وقت مبكر من الفجر أثناء توجههن إلى مزرعة للتين، حيث تقضي الفتيات أوقاتا جميلة وسط الفرح والمرح تحت أشجار التين التي تقدم تجربة يومية غامرة بالحياة والأنوثة.

فتح فيلم السحيري نافذة على عالم الريف العربي المجهول والذي يقلب الصورة النمطية والخاطئة عن حياة القرية.

صُورت تحفة السحيري بميزانية محدودة جزئيًا خلال الوباء، وقد جذبت المشاهدين من جميع أنحاء العالم منذ ظهورها لأول مرة في مهرجان كان.

 

إشادة خاصة بفيلم ورشة

وتصدرت صورة دانيا بدير الغريبة في بيروت عناوين الصحف لحصولها على جائزة لجنة تحكيم الفيلم القصير، ورشة، لأفضل فيلم دولي في مهرجان صندانس للأفلام.

يقوم الفيلم على عرض الصور الفخمة التي تم تصويرها في مواجهة الأطلال الملحمية لأم كلثوم، في لقطة رائعة لعدسة مهاجر سوري يعمل في موقع بناء، حيث يجد الحرية في إدراك هويته فوق رافعة عملاقة تنذر بالخطر.

ويتسم فيلم بدير الذي تم ترشيحه في القائمة المختصرة لجائزة الأوسكار بنزاهة كبيرة فهو يبث حياة جديدة في التراث الثقافي العربي الذي لا يزال الغرب غافلاً عنه.

مقالات ذات صلة