يواجه الطبيب حسام أبو صفية والعديد غيره من الأسرى الفلسطينيين في مراكز الاحتجاز التي تديرها دولة الاحتلال ”ظروفًا غير إنسانية“ وتعذيبًا متزايدًا، وفقًا لمحاميته غيد قاسم.
وقالت المحامية غيد في مقابلة مع قناة العربي التلفزيونية إنها زارت طبيب الأطفال، ومدير مستشفى كمال عدوان في غزة، الطبيب حسام أبو صفية، ثلاث مرات، موضحة أن “الزيارة كانت في كل مرة، أصعب من سابقتها“.
وقالت: ”بصراحة، ما سمعته منه كان صادمًا بشكل لا يصدق، لدرجة أنني لا أعرف ما إذا كان من الصواب الكشف عنه لوسائل الإعلام“.
ووفقًا للمحامية فإن المعتقلين من غزة ”تعرضوا للضرب والاعتداء بطريقة وحشية“ خلال الاحتفال بعيد الفطر في وقت سابق من هذا الشهر.
وأوضحت: ”للأسف، لم أقابل أسيرًا واحدًا خلال الأسبوع الماضي، لم يتعرض للضرب أو الاعتداء“، مضيفة: ”الوضع يتفاقم وسياسة التجويع والتعذيب والعزلة عن العالم الخارجي والتهديد تتزايد، إلا أن أحداً لم يستطع وضع حد لهذا التصعيد“.
وأشارت المحامية إلى أنه حتى الأصحاء من الأسرى سيخرجون وهم يعانون من مشاكل صحية بعد الاعتقال الإسرائيلي.
وشددت قاسم على أن أبو صفية ليس الأسير الوحيد الذي يواجه مثل هذه الظروف القاسية، بل إن طواقم طبية بأكملها وحتى المرضى الذين اعتقلوا من داخل مستشفيات غزة يعانون الأمر نفسه.
وقالت: ”نحن كحقوقيين ومحامين نشعر بالخجل من مجرد الحديث عن مستويات التعذيب التي تحدث“، مستشهدةً بالدعس على الوجوه والإذلال والإجبار على شرب مياه الصرف الصحي كبعض أخف أنواع المعاملة السيئة التي يواجهها الفلسطينيون في الأسر.
وأشارت إلى أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يُجبرون على المشاركة في أعمال ”مدانة أخلاقياً في جميع أنحاء العالم“، كما ”يتم الدوس على كرامتهم كل يوم وكل دقيقة”، مبينة أن “سوء المعاملة التي يتعرضون لها فظيعة بشكل لا يصدق.“
وقالت المحامية بشأن وضع أبو صفية إنه تعرض لعدة اعتداءات وضرب شديدين خاصة بعد يوم محاكمته الأخيرة، عندما تم تثبيت في المحكمة أنه مقاتل غير شرعي على الرغم من كونه طبيبًا مدنيًا، وهو ما يعني عدم وجود لائحة اتهام رسمية ضده، إلا أنه من المقرر أن يبقى رهن الاعتقال الإداري حتى سبتمبر أو أكتوبر على الأقل.
وأضافت أن أبو صفية “تعرّض بتاريخ 6 إبريل/نيسان لاعتداء آخر، حيث تم ضرب رأسه بعامود حديد داخل السجن ما تسبب له بإصابة بالجبين”.
وفي هذا الشأن، تقول مؤسسة الضمير، وهي منظمة حقوقية معنية بحقوق الأسرى الفلسطينيين، إن ما يقرب من 10,000 فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية حاليًا، من بينهم حوالي 400 طفل و27 امرأة.
وتقدر أن حوالي 40% من جميع الرجال الفلسطينيين تم اعتقالهم في مرحلة ما من حياتهم من قبل جيش الاحتلال.
كما تشير المنظمة إلى أن ما يقرب من 3,500 شخص محتجزون رهن الاعتقال الإداري دون توجيه تهم رسمية لهم أو إخضاعهم لإجراءات قانونية.
وكان نجل أبو صفية قد استشهد في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول، في غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى كمال عدوان.
وذكرت المحامية أنه ”على الرغم من الممارسات الوحشية التي تحدث داخل السجون الاسرائيلية، إلا أن ما يشغل بال الكوادر الطبية ومنهم الطبيب حسام أبو صفية حتى الآن هو وضع المستشفيات في قطاع غزة”.
وأضافت: ”حتى هذه اللحظة، فإن الشيء الذي يسأل عنه هو الأوضاع التي تواجهها المستشفيات في ظل الإبادة الجماعية الحالية والواضحة في غزة.“