ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن أرسلت أكثر من 100 شحنة من المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ أن بدأت حربها على غزة في أكتوبر الماضي.
ووفقاً للتقارير المستندة إلى إحاطة سرية قدمها مسؤولون في الإدارة لأعضاء الكونجرس فإن المساعدات تشمل الآلاف من شحنات الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل ذات القطر الصغير، والقنابل الخارقة للتحصينات وغيرها من الأسلحة الفتاكة.
ويقدم حجم الشحنات التي كشفت النقاب عنها صحيفتا واشنطن بوست ووول ستريت جورنال صورة واضحة عن مستوى الدعم العسكري الذي قدمته واشنطن لإسرائيل من وراء الكواليس منذ تشرين الأول/ أكتوبر، على الرغم من التدقيق المتزايد حول دعم بايدن للحرب خلال الشهور الخمسة الماضية.
يذكر أنه تم الإعلان رسمياً عن صفقتين فقط من السلاح جرى تسليمهما لإسرائيل منذ بداية الحرب احتوت إحداهما على ذخيرة دبابات بقيمة 106 ملايين دولار، بينما بلغت قيمة الأخرى 147.5 مليون دولار وشملت المكونات اللازمة لصنع قذائف مدفعية عيار 155 ملم.
وأفادت التقرير أن إدارة بايدن مررت الشحنات الأخرى والتي يزيد عددها عن 100 دون الكشف عنها علناً ودون إخطار الكونجرس باعتبار أن قيمة كل منها أقل من مبلغ محدد بالدولار، حسبما قال مسؤولون ومشرعون أمريكيون لصحيفة واشنطن بوست.
وبحسب منتدى تجارة الأسلحة، فإن الحد الأدنى بالدولار لقيمة صفقات السلاح التي يستوجب إتمامها من الإدارة إخطار الكونجرس هو 14 مليون دولار للمعدات الدفاعية الرئيسية، و50 مليون دولار للمواد أو الخدمات الدفاعية، و200 مليون دولار لخدمات التصميم والبناء. .
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميلر لصحيفة واشنطن بوست أن الإدارة الأمريكية ” اتبعت الإجراءات التي حددها الكونجرس نفسه لإبقاء الأعضاء على اطلاع جيد وإحاطة الأعضاء بانتظام حتى عندما لا يكون الإخطار الرسمي شرطاً قانونياً”.
وأشار ميلر إلى أن المسؤولين الأميركيين ” تواصلوا مع الكونغرس” بشأن عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل “أكثر من 200 مرة” منذ تشرين الأول/أكتوبر.
يذكر أن عمليات التدقيق على الأسلحة الأمريكية المرسلة لإسرائيل تزايدت منذ أن اندلعت الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بعدما شنت حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1139 شخصا، بحسب حصيلة رسمية أوردتها وكالة فرانس برس، كما تم أسر ما لا يقل عن 240 إسرائيلياً ونقلهم إلى قطاع غزة كرهائن.
وأظهرت إدارة بايدن دعمها غير المشروط لإسرائيل عندما بدأت الأخيرة هجومها الذي قتلت فيه أكثر من 30 ألف فلسطيني وفرضت الحصار وقطعت إمدادات الماء والغذاء والدواء والوقود عن القطاع.
وأخضعت واشنطن مبيعاتها من الأسلحة إلى إسرائيل للتدقيق منذ أشهر بسبب الدمار واسع النطاق الذي أحدثته القوات الإسرائيلية في غزة.
وبعد أيام من اندلاع الحرب، استقال جوش بول، المسؤول الأعلى في وزارة الخارجية والمشرف على عمليات نقل الأسلحة، مستشهداً بقرار الولايات المتحدة إرسال الأسلحة بسرعة إلى إسرائيل دون تدقيق مناسب.
كما دعا عدد متزايد من المشرعين الولايات المتحدة إلى قطع المساعدات عن إسرائيل، أو على الأقل استخدامها كوسيلة ضغط لمنع إسرائيل من اتخاذ خطوات يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين الفلسطينيين.
ودعت رسالة حديثة وقعها أكثر من 30 عضواً في الكونجرس بايدن إلى منع الغزو الإسرائيلي لمدينة رفح في جنوب غزة، قائلين إن من شأن تنفيذ هذه العملية أن ينتهك سياسة نقل الأسلحة الأمريكية.