تقارير عربية: تدخل أمريكي وشيك في حرب الاحتلال على إيران وسط تصاعد المخاوف الخليجية

كشف ثلاثة مسؤولين عرب لموقع ميدل إيست آي النقاب عن وجود احتمالات “متزايدة” لانضمام الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى حرب دولة الاحتلال ضد إيران، التي تدخل يومها الرابع وسط تصعيد غير مسبوق.

وأوضح المسؤولون المطلعون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أنهم على تواصل مباشر مع البيت الأبيض، بل إن بعضهم يضطلع بمهام الوساطة بين واشنطن وطهران لاحتواء التصعيد العسكري المتصاعد.

ورغم عدم إشارة هؤلاء المسؤولين إلى معلومات استخباراتية محددة تؤكد قرارًا أمريكيًا نهائيًا بالمشاركة في القتال، إلا أنهم أكدوا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يقترب كل ساعة من دعم أكبر وربما تدخل مباشر”. 

وقال أحدهم للموقع: “ترامب يقترب كل ساعة من إشراك الولايات المتحدة بشكل أكثر مباشرة، ليس فقط من حيث التزويد”.

تضارب في التصريحات الأميركية وتلميحات للتدخل

ومنذ بدء الهجوم الذي شنّته دولة الاحتلال فجر الجمعة على أهداف نووية وعسكرية داخل العمق الإيراني، أصدر ترامب سلسلة من التصريحات المتضاربة حول الموقف الأميركي. 

ففي وقت مبكر من يوم السبت، تحدث ترامب عن مكالمة مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل وقف التصعيد، لكنه عاد لاحقًا ليؤكد في مقابلة مع موقع ذا أتلانتيك أن “السلام غير ممكن إذا امتلكت إيران سلاحًا نوويًا”.

وقال ترامب: “بالنسبة لجميع هؤلاء الأشخاص الرائعين الذين لا يريدون فعل أي شيء حيال حصول إيران على سلاح نووي، هذا ليس سلامًا”.

وفي مقابلة مع شبكة الأنباء الأمريكية يوم الأحد، لمح ترامب إلى إمكانية تدخل بلاده قائلاً إن “من الممكن أن تتدخل الولايات المتحدة”، مع تأكيده في الوقت ذاته أن “واشنطن ليست متورطة بشكل مباشر في الوقت الحالي”.

الخليج في دائرة الخطر

وقال محلل سياسي إماراتي على صلة بدوائر القرار في أبو ظبي إن دول الخليج “قد لا تدعم التدخل الأميركي رسميًا من خلال السماح باستخدام مجالها الجوي أو القواعد العسكرية، لكنها لن تستطيع منعه أيضاً”.

وتشير التقديرات إلى أن طائرات جيش الاحتلال استخدمت الأجواء السورية والعراقية لشن ضربات على مواقع إيرانية، حيث قدمت بغداد شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجًا على هذه الانتهاكات.

وفي هذا السياق، صرّح بدر السيف، الأستاذ في جامعة الكويت، بأن أي تدخل أميركي سيجعل الخليج “جزءًا لا يتجزأ من الصراع”، مضيفًا: “سيكون من الصعب فصل دول الخليج مهما حاولنا، وأفضل ما يمكننا فعله هو عزل أنفسنا قدر الإمكان، وربما عزل القواعد الأمريكية إذا لزم الأمر”.

ورجّح أحد المسؤولين العرب أن تختلف مواقف العواصم الخليجية، لا سيما مع اختلاف تقييمها لاستقرار النظام الإيراني. 

وأشار إلى أن الإمارات، التي تحتفظ بعلاقات متقدمة مع دولة الاحتلال، قد تميل إلى دعم أي تدخل أميركي في ظل موقفها المتشدد تجاه إيران.

اتصالات دبلوماسية مكثفة وقلق من التصعيد

ومنذ بداية القصف، كثف المسؤولون الإيرانيون اتصالاتهم الإقليمية، إذ أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان مكالمة هاتفية مع أمير قطر، فيما أفادت تقارير إسرائيلية بأن طهران فتحت قناة اتصال مع سلطنة عمان، التي كانت وسيطًا في المحادثات النووية السابقة مع واشنطن.

ورغم أن الموقف الرسمي الأميركي لا يظهر دعماً كاملاً لهجوم الاحتلال، إلا أن مسؤولًا أميركيًا رفيع المستوى قال في وقت سابق من هذا الشهر إن دولة الاحتلال قدّمت للبيت الأبيض خططًا مفصلة لضرب إيران خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار.

دعم لوجستي أمريكي سري لدولة الاحتلال

وتشير التقارير إلى أن واشنطن وفرت دعمًا عسكريًا ولوجستيًا مباشرًا لدولة الاحتلال، من خلال تزويدها بالأسلحة وتعديل طائرات F-35 الإسرائيلية لتصبح قادرة على تنفيذ ضربات جوية داخل إيران دون الحاجة للتزود بالوقود.

وساعدت هذه التعديلات في تهدئة مخاوف دول الخليج من أن تصبح أهدافًا إيرانية، في حال انطلقت الهجمات من أراضيها.

في المقابل، اقتصرت ردود إيران حتى الآن على استخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة خفيفة. 

لكن، تقارير لموقعي أسوشييتد برس وول ستريت جورنال ذكرت أن الولايات المتحدة لعبت دورًا محوريًا في التصدي للهجمات الإيرانية من خلال أنظمة دفاع جوي متقدمة وسفن حربية مثل المدمرة الأميركية العاملة في شرق المتوسط.

فوردو.. الهدف الأصعب في حسابات الاحتلال

ورغم الأضرار التي لحقت بعدد من المنشآت النووية، تبقى منشأة “فوردو” النووية، الواقعة تحت جبل بالقرب من مدينة قم، أكثر الأهداف تعقيدًا بالنسبة لدولة الاحتلال. 

وتشير تقارير إلى أن تدمير هذه المنشأة يتطلب قنابل أميركية خارقة للتحصينات مثل GBU-57 التي تزن 30 ألف رطل، وقاذفات B-2 القادرة على حملها.

وقال سفير الاحتلال لدى واشنطن، ييشيل ليتر، لشبكة فوكس نيوز: “يجب أن تكتمل العملية بالقضاء على فوردو”.

لكن رغم ضغوط حكومة دولة الاحتلال، أشار جوليان بارنز-داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أن ترامب “يتعرض لضغوط مضادة للبقاء خارج المشهد”.

وأضاف: “هناك حقيقة تفرض نفسها، وهي أن أي تدخل أميركي سيحدث فارقًا حاسمًا في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وتحديدًا فوردو”.

مقالات ذات صلة