كشف تقرير مسرب عن الأمم المتحدة، نشرته الغارديان، عن وجود رحلات جوية “متعددة” من الإمارات إلى قواعد في تشاد، فيما يبدو أنه عملية تهريب للأسلحة إلى قوات الدعم السريع السودانية.
“وثق التقرير وجود نمط ثابت لرحلات الشحن من طراز إليوشن إيل-76 تي دي القادمة من الإمارات إلى تشاد” صحيفة الغارديان البريطانية
أثارت تفاصيل التقرير السري المسرب المزيد من الأسئلة حول دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، كما أثار تساؤلات في المقابل حول حضور الإمارات في مؤتمر في لندن كان يهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ عامين في السودان!
تجدر الإشارة إلى أن التقرير المؤلف من 14 صفحة كان قد تم العمل عليه من قبل لجنة مكونة من 5 خبراء من الأمم المتحدة في نوفمبر الماضي، وتم إرساله إلى لجنة عقوبات السودان التابعة لمجلس الأمن الدولي.
وفقاً لصحيفة الغارديان، فقد “وثق التقرير وجود نمط ثابت لرحلات الشحن من طراز إليوشن إيل-76 تي دي القادمة من الإمارات إلى تشاد”، وبذلك، تمكنوا من تحديد 3 طرق برية على الأقل يحتمل أن تكون قد استخدمت في نقل الأسلحة عبر الحدود الشرقية إلى السودان.
“عمليات سرية محتملة”
رغم إشارة الخبراء إلى أنهم لا يستطيعون تأكيد ما كانت تحمله الطائرات، إلا أن انتظامها يدلل على وجود “جسر جوي إقليمي جديد”، كما أن اختفاء بعض الرحلات الجوية على أجزاء معينة من مساراتها “أثار تساؤلات حول عمليات سرية محتملة”.
من جانبها، نفت الإمارات مراراً وتكراراً دعمها لقوات الدعم السريع في السودان، في حين أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أنه “من السابق لأوانه استنتاج أن هذه الرحلات الجوية كانت جزءاً من شبكة لنقل الأسلحة”.
وعلى الأرض، تخوض الحكومة السودانية، المتحالفة مع الجيش السوداني، حرباً مع قوات الدعم السريع منذ إبريل عام 2023، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 150 ألف شخص ونزوح أكثر من 12 مليوناً بالإضافة إلى اتهامات بارتكاب جرائم حرب من قبل الجانبين.
تتهم الخرطوم قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وقتل وسرقة واغتصاب وتهجير قسري، كما اتهمت الحكومة السودانية الإمارات مؤخراً بالتواطؤ في الإبادة الجماعية، وذلك خلال جلسة استماع في محكمة العدل الدولية في لاهاي.
إن الإبادة الجماعية التي تتحدث عنها الحكومة السودانية تتمثل في الاعتداء على مجتمع المساليت في دارفور على يد قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أنها لن تكون ممكنة دون دعم إماراتي.
أما الجيش السوداني، فما زال يحتفظ بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في الشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء دارفور في النصف الغربي من البلاد وأجزاء من الجنوب.
على صعيد آخر، انعقدت في لندن مؤخراً قمة ضمت وزراء خارجية من مختلف أنحاء العالم بهدف إنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية في السودان كما أعلن، غير أن القمة، التي تستثني الحكومة في الخرطوم وقوات الدعم السريع، تعرضت لانتقادات بسبب مشاركة الإمارات في ضوء دعمها المحتمل لقوات الدعم السريع، كما تمت دعوة وزراء خارجية تشاد وكينيا، وهما دولتان يعتقد أنهما تدعمان قوات الدعم السريع أيضاً.
خلال القمة، وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الصراع في السودان بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وفي مقطع فيديو نُشر على موقع اكس قبيل المؤتمر، شكك لامي في عدم وجود “غضب ليبرالي” تجاه السودان.
من ناحية أخرى، وعندما سئل النواب البريطانيون سابقاً عن مبيعات الأسلحة البريطانية إلى الإمارات، والتي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات، وما إذا كان سيتم تعليقها بسبب دعم الدولة الخليجية لقوات الدعم السريع، أكد لامي بأن “أي عملية مستدامة للسلام في السودان تتطلب دعم جميع الأطراف في المنطقة وخارجها” على حد قوله.