اتهمت وكالة “أسوشيتد برس” قوات الاحتلال باستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية بشكل منهجي في قطاع غزة.
جاء ذلك في تقرير جديد استند إلى شهادات عدد من المعتقلين الفلسطينيين وجنود الاحتلال.
وأفاد سبعة فلسطينيين من غزة والضفة الغربية بأنهم أُجبروا على أداء مهام خطرة لصالح قوات الاحتلال التي أكد ضابطان منها أيضاً هذه الممارسة.
وقال أيمن أبو حمدان (36 عاماً) للوكالة، إنه تعرض للضرب والتهديد بالقتل في حال رفض تنفيذ أوامر جنود الاحتلال، مضيفاً أنه احتُجز لمدة أسبوعين ونصف في شمال غزة، وأُجبر على تفتيش منازل وأنفاق أمام الجنود طيلة 17 يوماً.
ونقل التقرير عن ضابط في قوات الاحتلال قوله إن “كل وحدة قتالية تقريباً” استخدمت مدنياً فلسطينياً لتأمين المواقع قبل دخول الجنود إليها.
وأضاف رقيب آخر في جيش الاحتلال أن وحدته حاولت الاعتراض على هذا الإجراء في منتصف عام 2024، لكنها أُبلغت بأنه “لا خيار آخر”.
وأكد الرقيب أن وحدته استخدمت طفلين فلسطينيين، أحدهما يبلغ 16 عاماً، لعدة أيام في مهام ميدانية.
من جهته، زعم جيش الاحتلال أنه يحظر استخدام المدنيين كدروع بشرية، وأنه يحقق في عدة بلاغات بهذا الشأن دون الإفصاح عن تفاصيل.
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تكررت التقارير التي توثق استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية.
وقال ضابط رفيع لصحيفة “هآرتس” إن هذا الاستخدام يتم “ما لا يقل عن ست مرات يومياً”، مشيراً إلى ما يُعرف عسكرياً بـ”بروتوكول البعوض”.
ووفقاً للضابط، كانت الكلاب تُستخدم عادة لهذه المهام، لكن رغم توفرها، استُعيض عنها بالبشر.
ويعد استخدام المدنيين كدروع بشرية جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وفي الشهر الماضي، أعلن جيش الاحتلال فتح ستة تحقيقات في هذه الادعاءات.
كما كشفت منصة “هاماكوم” عن حادثة صادمة في فبراير/شباط، حين أجبر جنود الاحتلال رجلاً فلسطينياً مسناً (80 عاماً) على ارتداء متفجرات حول عنقه، ثم أجبروه على التقدم في مناطق يُشتبه بوجود مقاومين فيها قبل أن يُقتل هو وزوجته.
ونقل جندي أن قائده قال للمسن: “إذا ارتكبت أي خطأ، سنفجر رأسك”، حيث أمضى الرجل ثماني ساعات مع الجنود على هذا الحال، رغم كبر سنه وعجزه عن الفرار.
وفي نهاية المطاف، أُمر الزوجان بالتوجه إلى منطقة المواصي، لكنهما قُتلا أثناء محاولتهما المغادرة دون إبلاغ الوحدات الأخرى بوجودهما.
كما ذكرت “هآرتس” في أغسطس/آب أن الجيش استخدم مدنيين فلسطينيين لتفتيش منازل وأنفاق، فيما نقل موقع ميدل إيست آي في ديسمبر/كانون الأول الماضي شهادات عن إجبار فلسطينيين على حمل متفجرات والدخول إلى مواقع يُعتقد أن حركة حماس تستخدمها.
وأكد أطباء في مستشفى الشفاء للوكالة أنهم استُخدموا كدروع بشرية أثناء اقتحام قوات الاحتلال لأقسام المستشفى، واحتجاز فنيين واستجوابهم.