قالت مصادر صحفية بريطانية أن الضابط الإسرائيلي المسؤول عن الهجوم على عمال الإغاثة الأجانب في غزة دعا إلى فرض حظر كامل على دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وورد في مقال نشرته صحيفة التلغراف أن نوتشي ماندل وهو رئيس أركان المشاة في لواء ناحال كان من بين 130 ضابطاً إسرائيلياً وقعوا رسالة مفتوحة نشرت في كانون ثاني/يناير ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى حرمان غزة من جميع المساعدات.
وكانت قوات الاحتلال قد شنت في الأول من نيسان/إبريل سلسلة من الغارات بطائرات مسيرة على قافلة سيارات تابعة لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي”، وهي منظمة إغاثة تعمل مع داعمين غربيين لإطعام سكان غزة المحاصرين.
وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص بينهم فلسطيني وعاملو إغاثة من بولندا وأستراليا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى مواطن كندي أمريكي مزدوج الجنسية.
وأثارت عمليات القتل إدانة دولية واسعة النطاق، وواجه العديد من حلفاء إسرائيل الغربيين دعوات لتقييد مبيعات الأسلحة لتل أبيب أو وقفها نهائياً.
وكان ماندل الذي يسكن في مستوطنة غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة أحد ضابطين إسرائيليين تم فصلهما في وقت لاحق من منصبيهما بسبب الهجوم، الذي تدعي إسرائيل أنه وقع بالخطأ.
ويستشهد تقرير التلغراف بالخبير القانوني والمحامي البريطاني مايكل مانسفيلد، الذي قال أن وجود اسم ماندل بين موقعي الرسالة يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في أي تحقيق في عمليات القتل.
وأشار إلى أن الرسالة “لا تشير إلى أن هدف الجيش الإسرائيلي هو حماس في المقام الأول، ولكن غزة ككل من خلال استخدام المساعدات كسلاح في ظل ظروف الحصار”.
وكان مؤسس منظمة المطبخ المركزي العالمي خوسيه أندريس، قد قال لوكالة رويترز للأنباء بعد وقت قصير من مقتل عاملي المنظمة أن الهجوم الإسرائيلي استهدف “بشكل منهجي” عمال الإغاثة “سيارة تلو الأخرى”.
وأضاف أندريس إن المنظمة حافظت على اتصالات شفافة مع جيش الاحتلال الذي كان على علم بتحركات طواقمها.
وأردف قائلاً أن هذا لم يكن “موقفاً ناجماً عن حظ سيئ حيث أسقطت القنبلة في المكان الخطأ”، موضحاً أنه “حتى لو لم نكن ننسق مع جيش الاحتلال، فلا يمكن لأي دولة ديمقراطية أو جيش أن يستهدف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني”.
ووضعت إسرائيل تقييد الإمدادات الغذائية إلى القطاع كأحد استراتيجياتها العسكرية الأساسية منذ أن شرعت بعدوانها على غزة، حيث فُرض حصار كامل على القطاع في وقت مبكر من الحرب، ولكن سُمح في وقت لاحق بدخول كميات محدودة من المساعدات بعد ضغوط من داعمي إسرائيل الغربيين.
وحتى أوائل نيسان/أبريل، أفادت هيومن رايتس ووتش أن 32 شخصاً على الأقل، بينهم 27 طفلاً، استشهدوا بسبب الجوع في غزة.
وقتلت إسرائيل أكثر من 33,600 فلسطيني في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث يقول مسؤولون أمريكيون إن 25 ألفاً من الشهداء هم من النساء.