تقرير جديد يكشف تقييد ميتا للمحتوى الفلسطيني على منصاتها

خلص تقرير جديد صادر عن المركز العربي لتطوير وسائل التواصل الاجتماعي المعروف باسم “حملة”، وهي هيئة رصد إعلامية عربية، إلى أن سياسة الرقابة التي تتبعها شركة ميتا لها تأثير “مدمر” على الفلسطينيين.

قام المركز بجمع 20 شهادة مباشرة من مؤثرين فلسطينيين وصحفيين ووسائل إعلام ممن تعرضوا أو اطلعوا على ممارسات تمييزية مارستها شركة ميتا منذ أكتوبر عام 2023، حيث اتُهمت الشركة بفرض رقابة على المحتوى والمجموعات الفلسطينية على فيسبوك وإنستغرام التي تمتلكهما.

وتسلط الشهادات التي جمعتها “حملة” الضوء على إغلاق وحظر الصفحات المجتمعية ووسائل الإعلام المحلية وحسابات المؤثرين، مما أدى إلى انخفاض حاد في المشاركة، وذلك بعد أن تم توثيق أكثر من 15 مليون منشور باللغة العبرية يحرض ضد الفلسطينيين عبر منصات التواصل الاجتماعي منذ أكتوبر عام 2023.

وفقاً للتقرير، فقد أكد مدير مجموعة اسأل القدس المجتمعية والتي توفر معلومات للفلسطينيين المقيمين في القدس، يحيى السيد، أن الصفحة قد تم تعليقها لأول مرة لمدة عام عام 2021، وذلك بعد محاولات إخلاء حي الشيخ جراح في القدس.

هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مؤخراً كشفت فيه عن أن ممارسات ميتا أدت إلى انخفاض حاد وصل إلى 60% في مشاركة الجمهور في غرف الأخبار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة منذ أكتوبر 2023

أكدت وسيلة إعلامية أخرى، وهي موقع عرب 48، بأن الموقع قد واجه قيوداً متكررة خلال العام الماضي، حيث أشارت إحدى محررات الموقع ديما كبها بالقول: “فاجأتنا ميتا بحذف صفحتنا على فيسبوك مرتين دون أي إشعار أو رسالة أو تحذير مسبق، ولا تزال الصفحة محذوفة، أما بالنسبة لصفحتنا على إنستغرام، فإن الوصول إليها مقيد ومنخفض ولم يعد حسابنا يظهر عند البحث عنه”.

قام المركز بمقابلة المؤثران عدنان برق وعلي عبيدات أيضاً، وقد فقدا إمكانية الوصول إلى ميزات مثل البث المباشر والتعاون، حيث تم حذف حسابات عبيدات على فيسبوك وإنستغرام 83 مرة.

من جانبه، أوضح برق بالقول: “بدأت أتلقى العديد من الرسائل من الأصدقاء والمعارف يسألونني عن سبب توقفي عن النشر على إنستغرام، وتفاجأت بذلك لأنني كنت أنشر طوال الوقت، لكن تبين أن المحتوى الخاص بي لا يصل إليهم، كان متوسط ​​مشاهداتي للقصص قبل الحرب يتراوح بين 20 إلى 30 ألفاً، ولكن بعد الحرب، لم يعد يتجاوز المتوسط 3 إلى 7 آلاف”.

أكدت “حملة” في تقريرها بأن سياسات ميتا تؤدي إلى فقدان الدخل والضيق العاطفي والرقابة الذاتية بين الصحفيين والمؤثرين الفلسطينيين.

من جانبه، صرح متحدث باسم ميتا لموقع ميدل إيست آي بالقول: “لقد أعلنا عن حقيقة أننا اعتمدنا عدداً من الإجراءات المؤقتة للمنتجات والسياسات استجابة لهذا الصراع، وما زال لدينا سياسات أوسع حول خفض الرتبة التي يمكن أن تؤثر على صفحات مثل هذه، فنحن نعترف بأننا نرتكب أخطاء، ولكن أي إشارة إلى أننا نتعمد قمع صوت معين هو كذب لا لبس فيه”.

قمع حرية التعبير

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر عام 2023، أصبحت منشورات الصحفيين والمواطنين الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي تشكل مصادر رئيسية للمعلومات، خاصة مع منع الحكومة الإسرائيلية وسائل الإعلام الدولية من دخول القطاع.

ويستخدم الفلسطينيون وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً لطلب المساعدة أو معرفة أخبار أحبائهم وسط انقطاع متكرر متعمد من قبل إسرائيل للاتصالات السلكية واللاسلكية.

يرى مدير المناصرة في مركز “حملة”، جلال أبو خاطر، أن “استمرار ممارسات ميتا التمييزية ضد المحتوى الفلسطيني يشكل انتهاكاً واضحاً للمعايير الدولية لحرية التعبير، ولذلك ندعو شركة ميتا إلى اتخاذ خطوات جدية وعاجلة لإصلاح سياساتها وضمان حق الفلسطينيين في استخدام المنصات الرقمية دون قمع أو تمييز”.

تجدر الإشارة هنا إلى تقرير آخر أصدرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مؤخراً كشفت فيه عن أن ممارسات ميتا أدت إلى انخفاض حاد وصل إلى 60% في مشاركة الجمهور في غرف الأخبار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

مقالات ذات صلة