ترجمة وتحرير موقع بالعربية
كشف تقرير رسمي صادر عن مكتب الدفاع العام في دولة الاحتلال النقاب عن أن الأسرى الفلسطينيين يتعرّضون لأوضاع قاسية تتراوح بين الجوع الحاد، والاكتظاظ الشديد، والعنف المنهجي من قِبل عناصر مصلحة السجون.
وجاء في التقرير أن الأسرى الفلسطينيين يواصلون المعاناة من هذه الظروف رغم أوامر قضائية سابقة تطالب بتحسين ظروف اعتقالهم.
واستند التقرير إلى زيارات ميدانية متكررة لعدد من السجون ومراكز الاعتقال خلال عامي 2023 و2024.
وبحسب التقرير، فقد تدهورت الأوضاع بشكل كبير منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع اعتماد مصلحة السجون قائمة طعام “خاصة” بالأسرى الأمنيين، أي الفلسطينيين في الغالب، وهي قائمة طعام شحيحة أدت إلى تفاقم سوء التغذية في أوساط الأسرى.
وأكد أسرى محرَّرون لوسائل إعلام وهيئات حقوقية أن وجبات الطعام لا تتعدى أحياناً حفنة من الأرز غير المطبوخ جيداً، تُوزّع على عدة أسرى طوال اليوم، فيما روى آخرون أنهم قضوا أياماً كاملة دون طعام.
ووصف التقرير الجوع المنتشر في السجون بأنه “حاد”، قائلأً أن تداعياته تتجلى في “انخفاض شديد في الوزن، وضعف جسدي كبير، وحالات إغماء متكررة”.
ولاحظ ممثلو مكتب الدفاع خلال زياراتهم “علامات واضحة لسوء التغذية والجفاف”، مع نحول الأسرى “إلى درجة خطرة”.
ورغم قرار محكمة الاحتلال العليا في سبتمبر/أيلول الماضي بإلزام الدولة بتوفير غذاء كافٍ للأسرى، فإن الأوضاع لم تتحسن، بل أكد بعض الأسرى أن الحصص الغذائية تقلّصت أكثر.
عنف ممنهج داخل السجون
ووثق التقرير كذلك انتشاراً واسعاً للعنف المنهجي من قِبل عناصر إدارات السجون، بما يشمل التفتيشات المفاجئة المصحوبة باعتداءات جسدية بلا مبرر، والضرب خلال عمليات النقل بين الأقسام أو عند إحضار الأسرى إلى جلسات المحاكم.
وأشار المكتب إلى أن هذا العنف لم يكن ناتجاً عن أحداث تتطلب استخدام القوة، بل يمثل نمطاً ثابتاً من “الاعتداء غير المبرر”.
ويتزامن صدور التقرير مع توثيق واسع لعمليات تعذيب وإساءة معاملة ممنهجة بحق الفلسطينيين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث وصلت الانتهاكات إلى مستويات غير مسبوقة.
فقد تم تسجيل استشهاد ما لا يقل عن 100 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال خلال هذه الفترة، وسط تقارير عن اعتداءات جسدية وجنسية، وإهمال طبي، وتجويع.
ووفق بيانات سرية في دولة الاحتلال، يشكّل المدنيون الغالبية العظمى من شهداء الأسر، حيث أبقت سلطات الاحتلال ظروف استشهادهم طيّ الكتمان، ولم تُفتح أي إجراءات قانونية لمحاسبة المتورطين رغم خطورة قتلهم داخل السجون.
اكتظاظ غير مسبوق
وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال شنّت حملة اعتقالات واسعة بعد بدء حرب غزة عام 2023، ما دفع منظومة السجون إلى حالة “اكتظاظ قصوى”.
وارتفع عدد الأسرى لدى مصلحة السجون بواقع ثلاثة آلاف معتقل خلال شهرين فقط، بينما بلغ العدد الإجمالي للأسرى نهاية عام 2024 نحو 23,000 أسير أمني فلسطيني وجنائي رغم أن طاقة السجون الاستيعابية الرسمية لا تتجاوز 14,500 أسير.
وأشار التقرير إلى أن نحو 90% من الأسرى الفلسطينيين يقبعون في مساحات تقلّ عن ثلاثة أمتار مربعة لكل منهم، فيما ينام آلاف الأسرى دون سرير، على أرض الزنازين أو على فرشات ممزقة.
وتمتد فترات الاحتجاز إلى 23 ساعة يومياً داخل زنازين مظلمة سيئة التهوية، وسط ظروف خانقة، وانعدام للنظافة، حيث جرى تجريد الغرف من كل المتعلقات باستثناء مصحف واحد.
ويعاني الأسرى من نقص حاد في أساسيات النظافة مثل ورق الحمّام والصابون والمناشف، فيما تم رصد تفشٍ واسعٍ للجرب الذي وصل في بعض الأقسام إلى مستويات “قريبة من الوباء”.
وتؤكد مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى الفلسطينيين أن هذه الظروف ما زالت قائمة حتى بعد توقيع وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي.
ويقبع 9,250 أسيراً فلسطينياً على الأقل في سجون الاحتلال حالياً، لكن الرقم الحقيقي أعلى بكثير، إذ تمتنع سلطات الاحتلال عن تقديم أي معلومات حول مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم من غزة.
ووفق التقرير، فإن نحو نصف الأسرى الفلسطينيين يقبعون في السجون بلا تهمة ولا محاكمة، ضمن أوامر الاعتقال الإداري التي يمكن تجديدها إلى ما لا نهاية.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)







