تقرير هآرتس: مرض الجرب ينتشر بين الأسرى الفلسطينيين في ظل الإهمال الطبي

كشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية النقاب عن أن ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أصيبوا بالجرب خلال الأشهر الأخيرة.

واستند التحقيق إلى شهادات مسؤولين في السجون تحدثوا استجابة لعريضة قدمتها منظمات حقوق الإنسان بناء على أقوال الأسرى الفلسطينيين بأن إدارات السجون تتعمد إساءة معاملتهم.

ومن المقرر أن تناقش المحكمة العليا الإسرائيلية الظروف التي يحتجز فيها الأسرى الفلسطينيون وسط اتهامات بأن إدارة السجن لا تبذل ما يكفي من الجهد لمنع انتشار المرض، وتوفير الرعاية الصحية الكافية والتعامل مع الاكتظاظ.

ونقلت صحيفة هآرتس عن أحد الأسرى القول: “عندما طلبنا العلاج، قالوا لنا إننا إرهابيون ويجب أن نموت”.

ومن بين المعتقلين في سجون الاحتلال أطفال مثل إياد ادعيس، البالغ من العمر 15 عامًا والذي يعاني من الجرب، فضلاً عن القرحات والدمامل التي تغطي جسده.

والجرب مرض جلدي ناجم عن العث، الذي يحفر تحت الجلد ويضع بيضه، مما يسبب طفح جلدي وتهيج ومضاعفات أخرى لمن يعانون من المرض.

“بدا نحيلاً جدًا وجسده مغطى ببثور دموية متقيحة، ولم نتعرف عليه في البداية، ولكن بعد ذلك أدركنا أنه عاد من الموت” – والد المعتقل السابق إياد عيديس، 15 عامًا

وقال أشرف ادعيس والد إياد لميدل إيست آي أن ابنه اعتقل في مارس/آذار الماضي وأفرج عنه في 14 أكتوبر/تشرين الأول، وكان محتجزاً في قسم الأطفال بسجن مجدو، حيث أصيب في شهر يونيو/حزيران بمرض الجرب، ويعتقد أن ذلك كان نتيجة للاكتظاظ وسوء الصرف الصحي.

بدوره قال الشبل المحرر لعائلته أن التهيج الناجم عن الإصابة بالجرب كان شديداً لدرجة أن بعض الأسرى كانوا يكسرون البلاط لحك أجسادهم.

وحتى بعد شهر من إطلاق سراحه، لا يزال إياد يعاني من آثار مرضه، مما أدى إلى المزيد من الصدمات النفسية، حيث قال والده: “كان ابني مرحاً مقبلاً على الحياة، ولكن الآن أراه مكتئبا ومنعزلا ولا يريد الحديث”.

انتشار متعمد

ووفقا لصحيفة هآرتس، فقد تم تأجيل عدة اجتماعات مع محاميي الأسرى في سجني نفحة وريمون بسبب تفشي الجرب، وتم تأجيل العديد من جلسات المحكمة، فيما علقت إدارة السجون الإسرائيلية رداً على الالتماس بالقول أن هناك حاليا 1704 أسيراً مصابون بالجرب.

وقالت منظمة أطباء لحقوق الإنسان أن الأسرى يحرمون من استخدام أجهزة غسل الملابس أثناء اعتقالهم، وأنهم لا يحصلون على ملابس كافية.

وقالت أمينة الطويل، الباحثة في مركز فلسطين لدراسات الأسرى، لميدل إيست آي أن مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية دأبت على دق ناقوس الخطر بشأن المرض في السجون.

وأوضحت الطويل أن الاكتظاظ هو السبب الرئيسي لانتشار المرض، فضلا عن الإجراءات الإسرائيلية التي تقول إنها كانت متعمدة.

وأضافت الطويل: “هناك إجراءات مشددة لزيادة معاناة الأسرى، مثل عدم عزل المصابين بالمرض عند اكتشاف إصابتهم بالعدوى وعدم تقديم العلاج لهم، وهناك العديد من الأسرى في غرفة واحدة يضطرون للنوم على الأرض بسبب الاكتظاظ”.

وتابعت: “يقوم المصابون بعزل أنفسهم في نفس الغرفة في محاولة لاحتواء المرض، لكنه ينتشر على أي حال بسبب ضيق المساحة”.

مقالات ذات صلة