تل أبيب تخلو من ساكنيها بسبب الضربات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة

في ساعات عصر يوم الأحد وفي أشهر شوارع وسط تل أبيب، يبدو كل شيء هادئاً على غير عادته، فعادةً ما يكون هذا المكان مزدحماً بالناس والحافلات والسيارات، ولكن تل أبيب تشهد أياماً غير عادية منذ أن شنت إسرائيل هجماتها القاتلة ضد إيران.

إن رد إيران على تلك الهجمات الإسرائيلية يعني أن تل أبيب لم تعد إلى طبيعتها بعد، فحالة الطوارئ التي أعلنها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعد قرار إسرائيل بالهجوم لا تزال قائمة، والمقاهي والمحلات التجارية والمدارس ووسائل النقل العام إما مغلقة أو تعمل بقدرة محدودة.

تزامناً مع حالة الطوارئ، صرح كاتس: “لقد أصبح الدكتاتور المتبجح من طهران قاتلاً جباناً يطلق النار عمداً على الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل من أجل ردع الجيش الإسرائيلي عن مواصلة الهجوم الذي يقوض قدراته، وسكان طهران سوف يدفعون الثمن قريباً”.

“إنه صباح صعب للغاية، كنا هنا بالفعل في الساعة 2:30 صباحاً في مشهد لم نشهد مثله حقاً، دمار هائل، كما هو الحال في مشهد من فيلم، عندما تخرج من السيارة، تجد شارعاً رئيسياً مليئاً بالغبار مثل كارثة مركز التجارة العالمي” – تسفيكا بروت- عمدة مستوطنة بات يام 

يذكر أن عدد قتلى الضربات الإيرانية بلغ حتى يوم الاثنين 13 قتيلاً، في حين أدت الهجمات الإسرائيلية على إيران إلى مقتل أكثر من 220 شخصاً من بينهم 70 امرأة وطفلاً.

وقد تسببت الهجمات الصاروخية الإيرانية في دمار واسع النطاق في جميع أنحاء إسرائيل، وخاصة في مدن غوش دان، وهي منطقة تقع في وسط إسرائيل وتضم تل أبيب ويسكنها حوالي 4 ملايين نسمة. 

من ناحية أخرى، لا تسمح السلطات الإسرائيلية للمواطنين بمغادرة البلاد والسفر إلى الخارج، كما لا يستطيع أولئك الذين ليسوا في البلاد العودة حالياً، وقد أصيب مئات الإسرائيليين في الهجمات الصاروخية، كما أظهرت لقطات فيديو دماراً واسع النطاق في المنازل والمناطق المحيطة بها. 

بحسب صحيفة “ذا ماركر”، الفرع الاقتصادي لصحيفة “هآرتس”، فإن “الإسرائيليين اقتحموا متاجر المواد الغذائية” منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، و”كان هناك نقص في المنتجات الأساسية لدى تجار التجزئة، بالإضافة إلى تقارير عن نقص في الحليب والبيض والخضروات وزجاجات المياه”.

“من الصعب العيش في هذه البلد”

يشعر الزوجان إيتان وعميت من تل أبيب بالقلق منذ بداية الهجمات الإيرانية، فقد صرحا في حديث لميدل إيست آي: “لأول مرة منذ بداية الحرب ننزل إلى الملجأ ومعنا مجموعة أدوات الطوارئ التي أعددناها في بداية الحرب، فقد رأينا الضربات والصور، وهذه هي اللحظات الأكثر إرهاقاً منذ بدء الحرب”.

وتقول دانييل، أم لطفلين من تل أبيب: “هناك شعور بعدم اليقين فأنت لا تعرف ما سيحدث ولا يمكنك بناء روتين، وفي كل مرة يكون هناك شيء جديد، فالصواريخ مثل لعبة الروليت الروسية، ومن الصعب جداً العيش في هذا البلد”.

في حديثه لميدل إيست آي، وصف الإسرائيلي نيف، وهو مدرب كرة قدم من تل أبيب، الأمر بالقول: “إن هذه حرب أكثر خطورة مما كانت عليه في الماضي ولا توجد حماية في معظم المباني في تل أبيب، فإيران تمكنت من ممارسة الضغط حتى أصبحت تل أبيب بأكملها فارغة، الآن، الكل في حالة صدمة”.

ضربات في بات يام وطمرة

في الساعات الأولى من صباح الأحد، قُتل 6 أشخاص وأصيب العشرات في هجوم صاروخي على مدينة بات يام جنوب تل أبيب، وفي طمرة، وهي بلدة فلسطينية شمال إسرائيل، قُتل 4 من أفراد الأسرة عندما تعرض منزلهم للقصف.

“مجموعة من الضعفاء الجبناء، يختبئون في الملاجئ ويغردون، يُقتل الأطفال ويُقتلون ويُفقد العشرات، اخرجوا إلى الشوارع أيها القادة البائسون” – هداس كلاين- شاهدة رئيسية في محاكمة نتنياهو بتهمة الفساد

في مقابلة مع موقع “واينت” الإسرائيلي، أشار مدير سلطة الضرائب الإسرائيلية، شاي أهارونوفيتش، إلى أنه “لا يزال من السابق لأوانه تحديد الأعداد الدقيقة بالطبع، لكن الضرر هائل، ومن المحتمل أن تبلغ الأضرار بالفعل عدة مئات من ملايين الشواكل، وأقدر أنها وصلت إلى مليار شيكل أي 286 مليون دولار بالفعل حتى الآن”.

وفي مقابلة مع راديو 103FM المحلي الإسرائيلي، أوضح عمدة بات يام، تسفيكا بروت: “إنه صباح صعب للغاية، كنا هنا بالفعل في الساعة 2:30 صباحاً في مشهد لم نشهد مثله حقاً، دمار هائل، كما هو الحال في مشهد من فيلم، عندما تخرج من السيارة، تجد شارعاً رئيسياً مليئاً بالغبار مثل كارثة مركز التجارة العالمي”.

نتنياهو مختبئ في القبو

بعد تعرضه لانتقادات بسبب اختبائه في مخبأ حكومي، وصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مكان الهجوم في بات يام وكتب بعدها في حسابه على اكس: “سوف تدفع إيران ثمناً باهظاً جداً لقتل النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، وسوف يحدث ذلك قريباً، فنحن في معركة وجودية ضد عدو قاسٍ يخطط للإبادة”.

من جانبها، انتقدت هداس كلاين، وهي شاهدة رئيسية في محاكمة نتنياهو بتهمة الفساد، سلوك نتنياهو وأفراد حكومته فقالت: “مجموعة من الضعفاء الجبناء، يختبئون في الملاجئ ويغردون، يُقتل الأطفال ويُقتلون ويُفقد العشرات، اخرجوا إلى الشوارع أيها القادة البائسون”.

وفي تل أبيب، المدينة التي تعتبر معقلاً لليبرالية في إسرائيل، تتباين الآراء حول أداء الحكومة الإسرائيلية، حيث تقول دانييل: “أنا أموت من الخوف، وسوف تكون هناك أيام صعبة هنا، وسوف تكون هناك ليالٍ بلا نوم، ولكن يمكننا التأقلم، وأنا لن أصوت لهذه الحكومة، لكن في هذا الوقت يجب أن أثق بها، هذا ليس الوقت المناسب لانتقاد الحكومة”.

أما مشاعر إيتان وعميت فكانت مختلفة، إذ قال إيتان لموقع ميدل إيست آي: “يجب أن تنتهي الحرب بحل استراتيجي، ونحن لا نرى ذلك، سواء في غزة أو الآن، فما هو الهدف؟ لقد قصفنا، وماذا الآن؟”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة