أدان منير الساتوري، ممثل فرنسا في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، قرار وزارة الخارجية التونسية بمنع وفد من هيئة الاتحاد الأوروبي من دخول تونس ووصفه بأنه “صفعة على وجه الدبلوماسية البرلمانية”.
وقال الساتوري: “هذه هي المرة الأولى منذ عام 2011 التي لم يعد فيها مجرد تبادل وجهات النظر والالتقاء باللاعبين في الحياة السياسية والنقابية ممكناً في تونس”.
ويأتي قرار السلطات التونسية بعد فترة وجيزة من معارضة بعض البرلمانيين الأوروبيين للاتفاق الذي أبرمته بروكسل في تموز/ يوليو الماضي والذي من شأنه أن يكافئ تونس على وقف تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها يوم الخميس عدم السماح لوفد الاتحاد الأوروبي بالدخول بسبب “تحفظات متعددة” بشأن الزيارة.
ورداً على القرار، قال الساتوري: “إن الرئيس التونسي قيس سعيد يغلق الباب أمام البرلمان الأوروبي كي يستطيع عزل الديمقراطيين التونسيين بشكل أفضل”.
ومن شأن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتونس، والذي مارست إيطاليا الضغوط من أجله على وجه الخصوص، أن يحصل على مئات الملايين من الدولارات من الدعم المالي مقابل مساعدة تونس في التعامل مع الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن الصفقة أثبتت أنها مثيرة للجدل وسط أعضاء البرلمان الأوروبي الذين حذروا من أنها تخاطر بتمكين حكومة استبدادية، والتي شنت حملات عنصرية ضد المهاجرين في البلاد.
وحذر الساتوري من أن الصفقة أعطت سعيد “شيكاً على بياض لحكمه الاستبدادي”.
وأضاف: “هذا الاتفاق ليس في مصلحة التونسيين، فهو ينتهك القيم التي يفترض أنها قيم مشتركة بين الديمقراطيين التونسيين والاتحاد الأوروبي”.
وتابع الساتوري: “جزء كبير من البرلمان الأوروبي يدين هذا الاتفاق لأنه طريق مسدود بالنسبة لتونس”، وشدد على أن رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس البرلمان الأوروبي والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود للرد على سعيد.
وقد دافعت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، عن الاتفاق، فيما قالت منظمة العفو الدولية أن التفاوض على الاتفاق تم دون استشارة منظمات المجتمع المدني و”يفتقر إلى ضمانات حاسمة لحقوق الإنسان”.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ووسط انتقادات متزايدة، أقر المفوض الأوروبي، أوليفر فارهيلي، بأن “عددا من التطورات الأخيرة كانت مثيرة للقلق” في تونس، وأن “الشراكة العالمية والاستراتيجية الجديدة مع تونس باتت ضرورية”.
وقال فارهيلي: “إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في تونس يجعل من المهم للغاية أن يشارك الاتحاد الأوروبي بقوة في المنطقة”.