أطلق طلاب في كل من جامعة إدنبرة وكامبريدج المرتبطتين باللورد آرثر بلفور، الذي أعطى وعداً لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين في مطلع القرن العشرين، مخيمات مؤيدة للفلسطينيين وسط الحرم الجامعي بهدف الاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على غزة.
تعد الاحتجاجات في كل من الجامعتين جزءًا من حركة متنامية في الجامعات في جميع أنحاء العالم، والتي تتضمن قيام الطلاب بإنشاء معسكرات احتجاج لمطالبة مؤسساتهم بقطع العلاقات مع المؤسسات الإسرائيلية، والشركات المشاركة في توريد الأسلحة للدولة.
في جامعة إدنبره، عبرت الطالبات اللاتي ارتدين الأوشحة الفلسطينية عن مطالبهن بوضوح، وفي أحد مقاطع الفيديو التي تم التقاطها، شوهد طالب يحمل مكبر صوت وهو يخاطب زملائه المتظاهرين، ويقول: “إننا نطالب جامعة إدنبره بالتخلي تماماً عن الشركات المرتبطة بإسرائيل والمتواطئة في الإبادة الجماعية المعترف بها عالمياً للشعب الفلسطيني، فقد استثمرت الجامعة ما يصل إلى 55 مليون جنيه إسترليني في شركات تابعة وتشارك بشكل مباشر في قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين”.
يحظى بلفور بسمعة سيئة في الشرق الأوسط وخارجه بسبب إعلانه الذي يحمل اسمه، والذي مهد الطريق للاستيطان الصهيوني في فلسطين التاريخية، فبعد تخرجه من كلية ترينيتي في كامبريدج، أصبح بلفور مستشاراً لجامعتي كامبريدج وإدنبرة
تجمع مئات الطلاب أيضاً خارج كلية كينغز في جامعة كامبريدج، حيث نصبوا الخيام وطالبوا إدارة الجامعة بمطالب مماثلة بسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة.
في تعليقه على معسكرات الجامعة، قال متحدث باسم جامعة كامبريدج لموقع ميدل إيست آي: “الجامعة ملتزمة تماماً بالحرية الأكاديمية وحرية التعبير ضمن القانون ونعترف بالحق في الاحتجاج، ونطلب من الجميع في مجتمعنا أن يعاملوا بعضهم البعض بالتفاهم والتعاطف، فأولويتنا هي سلامة جميع الموظفين والطلاب، ولن نتسامح مع معاداة السامية وكراهية الإسلام وأي شكل آخر من أشكال الكراهية العنصرية أو الدينية أو أي نشاط غير قانوني آخر”.
قمع الاحتجاجات
يحظى بلفور بسمعة سيئة في الشرق الأوسط وخارجه بسبب إعلانه الذي يحمل اسمه، والذي مهد الطريق للاستيطان الصهيوني في فلسطين التاريخية، فبعد تخرجه من كلية ترينيتي في كامبريدج، أصبح بلفور مستشاراً لجامعتي كامبريدج وإدنبرة.
شغل بلفور أيضاً منصب رئيس وزراء بريطانيا ووزير الخارجية عندما أصدر وعد بلفور عام 1917، والذي مهد من خلاله الطريق أمام الهجرة الجماعية لليهود الأوروبيين إلى فلسطين في ظل الانتداب البريطاني، والتي بلغت ذروتها في نكبة عام 1948، التي شهدت قيام دولة إسرائيل وطرد أكثر من 700 ألف فلسطيني من منازلهم.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا تحاول احتواء الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، ففي الولايات المتحدة، تم استدعاء شرطة مكافحة الشغب لإخراج الطلاب من المخيمات ومن المباني التي كانوا يحتلونها.
من جانب آخر، عمل أعضاء الكونغرس الأمريكي على خنق الاحتجاجات من خلال مقترح تشريع يوسع تعريف معاداة السامية ليشمل انتقاد إسرائيل ودعوة الهيئات العامة، مثل الجامعات، لضمان تنفيذ “قوانين مكافحة التمييز الفيدرالية”.
أما في فرنسا، فقد تم استدعاء الشرطة بالمثل لإبعاد المتظاهرين في المؤسسات التعليمية بما في ذلك معهد العلوم السياسية في باريس وجامعة السوربون.