كشف تقرير صحفي إسرائيلي النقاب عن أن جيش الاحتلال أنشأ “مناطق قتال” استهدفت إعدام المدنيين الفلسطينيين العزل بشكل عشوائي في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن كبار مسؤولي الجيش والجنود الذين خدموا في الخطوط الأمامية أن قواتها قتلت مدنيين، وزعمت فيما بعد أنهم إرهابيون لمجرد أنهم تواجدوا في منطقة تم تحديدها على أنها “منطقة قتال”.
وأوضح ضابط كبير في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال للصحيفة أنه “من المدهش سماع التقارير بعد كل عملية بشأن عدد الإرهابيين الذين قتلوا”، مضيفاً “لست بحاجة إلى أن تكون عبقرياً لتدرك أنه ليس لديك مئات أو عشرات من الرجال المسلحين الذين يركضون في شوارع خان يونس أو جباليا، ويقاتلون الجيش الإسرائيلي”.
واعترف الضباط أيضاً أن بعض الفلسطينيين الذين استشهدوا في ما يسمى بمناطق “القتال” أو “الإعدام” ربما كانوا عائدين إلى منازلهم أو كانوا يبحثون عن الطعام مع استمرار تصاعد المخاوف من حدوث مجاعة في شمال غزة.
وأوضح الجنود أن منطقة “القتال” هي المكان الذي تتواجد فيه مجموعة من الجنود داخل منزل مهجور، مع تخصيص المنطقة المحيطة بها كمنطقة قتال.
ويستخدم الجنود نقاط مراقبة خارج قطاع غزة لمراقبة المنطقة وتحديد ما يعتبر خطراً عليهم، ومع ذلك، فإن حدود كل منطقة تخضع للتقييم من قبل الضابط القائد في تلك المنطقة المحددة.
“بمجرد دخول أحدٍ من الناس إلى منطقة القتال، ومعظمهم من الذكور البالغين، تصدر الأوامر بإطلاق النار عليهم وقتلهم حتى لو كان هذا الشخص غير مسلح”- ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي
وقال ضابط احتياط للصحيفة: “في كل منطقة قتال، يحدد القادة مناطق الإعدام، وهذا يعني خطوطا حمراء واضحة لا يجوز لأي شخص من غير عناصر الجيش تجاوزها حتى لا تتعرض قواتنا في المنطقة للضرب”.
وقد أدت الطبيعة العشوائية لمناطق القتل التي ينفذها جيش الاحتلال إلى مقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين كانت منظمات فلسطينية تحتجزهم في قطاع غزة.
ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولو الصحة المحليون أن قوات الاحتلال قتلت ما لا يقل عن 32,845 فلسطينيًا في قطاع غزة.
وخلال الأسبوع الماضي، نشرت قناة الجزيرة لقطات أظهرت قيام قوات الاحتلال بقتل فلسطينيين أعزلين أثناء عودتهما إلى شمال غزة.
وأظهرت المشاهد رجلاً فلسطينياً واحداً على الأقل قتله جنود الاحتلال بينما كان يقترب منهم وهو يلوح بعلم أبيض لإظهار أنه لا يشكل تهديداً عليهم، ثم لاحقت مدرعة الرجل الثاني قبل أن يطلق الجنود النار عليه، فيسقط على الأرض، ثم استخدمت قوات الاحتلال الجرافة لدفن الرجلين.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال أن الجيش يحقق في الحادث، وادعى أن مقطع الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة تم تحريره ولم يظهر سياق الوضع.