عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في جنين شمال الضفة الغربية

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بدء بعملية عسكرية واسعة في مناطق شمال الضفة الغربية تستهدف مدينة جنين ومخيمها.

وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتقاء ما لا يقل عن 7 فلسطينيين وإصابة العشرات خلال اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين صباح الاثنين.

حيث أصيب 5 شبان فلسطينيين بإصابات مباشرة في الرأس والصدر أودت بحياتهم على الفور، فيما قُتل آخرون جراء الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية بواسطة الطائرات المسيرة فوق سماء المخيم.

 

وقد أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى توقعاتها بارتفاع عدد الضحايا في الساعات القادمة مع استمرار العملية العسكرية، خاصة وأن هناك العديد من الإصابات الخطيرة، كما أن جرافات الجيش الإسرائيلي تمنع المسعفين من الوصول إلى الجرحى في مناطق المخيم.

هجوم وصفه مدير المستشفى الحكومي في المخيم، وسام بكر، بأنه “الأسوأ منذ عام 2002″، كما أشارت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، لين هاستينغز، إلى أنها “قلقة من حجم العمليات الاسرائيلية في جنين”.

منذ بدء العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي “بيت وحديقة”، في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس، شنت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 10 غارات جوية بطائرات مسيرة فوق سماء مدينة جنين، رافقه اجتياح بري من عشرات الآليات والجرافات مع ساعات الصباح الباكر.

وقد وصف شهود عيان حجم الدمار الذي قامت به القوات الإسرائيلية من تدمير البنية التحتية والممتلكات العامة، كما تمركز قناصة داخل عربات مدرعة وعلى أسطح المنازل، وقاموا بإطلاق الرصاص الحي على فلسطينيين عزل في المخيم، كما تمت محاصرة جميع مداخل وممرات المخيم، مما صعب الحركة على المدنيين العالقين في الداخل.

ألف جندي إسرائيلي!

من جهته، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أعلن فيه عن أنه “يجري جهوداً مركزة ومكثفة لمكافحة الإرهاب” في جنين، كما نقل موقع والا العبري عن مصدر عسكري أن أكثر من ألف جندي يشاركون في العملية من مختلف الإدارات، بما في ذلك أفراد من الجيش والقوات البحرية، فيما أعلنت كتائب جنين، عن أنها سوف “ترد بعملية مضادة” بهدف وقف التقدم الإسرائيلي”، حيث جرت على الأرض اشتباكات مسلحة وانفجارات في أنحاء جنين، خاصة في المخيم، كما تم تفجير عدد من العبوات الناسفة التي زرعها فلسطينيون في أليات الجيش الإسرائيلي.

نقلت لقطات فيديو من داخل المخيم، قيام الجرافات الإسرائيلية المدرعة بتمزيق الشوارع في المخيم، بهدف تمهيد الطريق للقوات البرية بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين، فيما قام فلسطينيون بإحراق الإطارات ورشق مركبات الجيش الإسرائيلي بالحجارة.

أصدرت القيادة الفلسطينية المشتركة، والتي تشكل مظلة لفصائل المقاومة في غزة، بياناً قالت فيه أن المقاومة الفلسطينية موجودة “في كل مكان” وأنها “لن تسمح” لإسرائيل بعزل جنين وتحقيق الهدف من عدوانها، مشيرة إلى أن “طبيعة رد المقاومة الفلسطينية سوف تتحدد بسلوك الاحتلال وحجم العملية”.

“جريمة حرب جديدة”

في تعليقه على الاقتحام، هاجم المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إسرائيل مشيراً إلى أنها ترتكب “جريمة حرب جديدة ضد شعبنا الأعزل”، فيما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بقوله “سنتخذ أسلوباً هجومياً ضد الإرهاب، ومن يضر بمواطني إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً”.

على مدى العامين الماضيين، زادت إسرائيل من هجماتها العنيفة على جنين، وتسببت في مقتل أكثر من 100 فلسطيني من المدينة منذ بداية عام 2022، وفي الغارة الأخيرة قبل أسبوعين، فقد أسفرت عن مقتل 6 على الأقل، لكنها واجهتها مقاومة فلسطينية شرسة، مما أجبر الجيش على نشر مروحيات هجومية من طراز أباتشي لأول مرة منذ انتفاضة الأقصى، من أجل إخلاء مركبات الجيش العالقة لساعات بعد كمين نصبه فلسطينيون.

وتبلغ مساحة مخيم جنين نص كيلومتر مربع ويقطن فيه حوالي 13 ألف لاجئ فلسطيني، وتعرض المخيم لأكبر اجتياح عسكري عام 2002، في عملية استمرت 10 أيام وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 52 فلسطينياً بالإضافة إلى تدمير المخيم وتشريد الآلاف.

مقالات ذات صلة