ذكر ضباط ومسؤولون عسكريون وقادة كبار لصحيفة هآرتس العبرية أن جيش الاحتلال يؤسس لوجود طويل الأمد في قطاع غزة قد يمتد حتى نهاية عام 2025 على الأقل.
وأفادت الصحيفة أن الجهود المتسارعة التي يبذلها جيش الاحتلال تنصب حالياً على كشف مناطق واسعة في غزة و “تدمير المباني والبنية التحتية التي يمكن أن تشكل مخاطر تهدد قواته.
لكن الصحيفة أوضحت أن “هذه الإجراءات لا تسمح لأحد أن يعيش في تلك المناطق أيضاً وتُظهر نية البقاء في المنطقة لفترة طويلة”.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت المنطقة بناء طرق جديدة ومرافق عسكرية طويلة الأمد، حيث قال أحد القادة: “هذه ليست مواقع يتم بناؤها لمدة شهر أو شهرين”.
وذكر الجنود لصحيفة هآرتس أنهم يشعرون بالراحة الكافية للبقاء في حاويات معززة مع الكهرباء وتكييف الهواء وغيرها من المزايا أثناء وجودهم في الأجزاء الشمالية من غزة الخالية من السكان إلى حد كبير.
وأشار الضباط إلى أنهم حولوا شمال غزة إلى حالة منطقة عسكرية، بعد تهجير معظم سكانها المدنيين قسراً.
غير أن كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين ينفون تنفيذ “خطة الجنرالات”، وهي استراتيجية حصار لإخلاء شمال غزة بالقوة من خلال تصنيف جميع المدنيين المتبقين كأهداف عسكرية ومنع تسليم المواد الغذائية والإمدادات الطبية لهم.
وقالت مصادر أمنية رفيعة المستوى لصحيفة هآرتس أن ما يتم تقديمه للجمهور الإسرائيلي “ليس بالضرورة ما يحدث بالفعل”.
ووفقاً للمصادر، فإن جيش الاحتلال مطالب بإخلاء القرى والمدن من سكانها، حيث مازال نحو 20 ألف شخص يقيمون في المنطقة التي كان يسكنها ذات يوم أكثر من 500 ألف نسمة.
وقال أحد الضباط: “من الواضح أن الجيش لن يغادر غزة قبل عام 2026، كما يبدو على الأرض”.
وأضاف: “عندما ترى الطرق التي يتم رصفها هنا، فمن الواضح أن هذا ليس مخصصاً للمناورات البرية أو للاقتحامات التي تقوم بها القوات في أماكن مختلفة”.
وتابع: “عدد من هذه الطرق وغيرها تؤدي إلى الأماكن التي أزيلت منها بعض المستوطنات دون توضيح السبب لإعادة افتتاح هذه الطرق، لم يقل لنا شيء صراحة عن ذلك، لكن الجميع يفهمون إلى أين يتجه هذا الأمر”.
وكانت دولة الاحتلال تقيم مستوطنات غير قانونية في قطاع غزة، وتم التخلي عنها عند انسحاب قوات الاحتلال من القطاع عام 2005.
ومؤخراً، أطلق العديد من الإسرائيليين دعوات لإعادة الاستيطان في المنطقة في دعوات لقيت دعم بعض كبار السياسيين، بمن فيهم الوزراء.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 43 ألف فلسطيني في حربها على غزة، كما دمر عدوانها جزءًا كبيرًا من البنية التحتية المدنية في القطاع.