اعترف جيش الاحتلال بأن جنوده تركوا فلسطينياً مصاباً بمتلازمة داون ليموت بعد أن هاجمه كلب عسكري وأصابه بجروح.
وجاء اعتراف قوات الاحتلال بالحادثة بعد أسبوعين من نشر موقع ميدل إيست آي تقريراً عن استشهاد محمد بحر بعد اقتحام جنود الاحتلال منزل عائلته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في 3 تموز/يوليو.
وذكرت عائلة الضحية أن أفرادها أجبروا على ترك الشاب البالغ من العمر 24 عاماً تحت تهديد السلاح بعد أن هاجمه الكلب.
ووصف الأقارب محمد بأنه “مثل طفل يبلغ من العمر عاماً واحداً”، وقالوا أنه كان يحتاج إلى مساعدة في تناول الطعام.
ووفقاً لأفراد العائلة، فإن جيش الاحتلال لم يتعاون مع الصليب الأحمر الذي كانت العائلة تتصل به يومياً لمدة أسبوع، مناشدين إطلاق سراح محمد أو علاجه طبياً.
وبعد أسبوع على تركه في المنزل، وبمجرد انسحاب قوات الاحتلال من الشجاعية، عاد أفراد العائلة إلى البيت ليجدوا جثة محمد متحللة داخل المنزل.
وكان جيش الاحتلال قد أبلغ الصحفيين عند ظهور قصة محمد انه يتحقق من التقارير حول الموضوع.
لكن المتحدث باسم الجيش قال لـ +972 وهيئة الإذاعة البريطانية ووسائل إعلام أخرى هذا الأسبوع إن الجنود تركوا رجلاً تنطبق عليه ذات المعلومات بعد أن أصاب صاروخ آر بي جي دبابتهم، مما أدى إلى إصابة جنود ومقتل أحدهم.
“اضطرت القوة التي كانت تعالج الشخص الذي تعرض للعض في الشقة إلى المغادرة لتقديم العلاج للجنود المصابين، ومن المرجح أنه ظل وحده في المبنى في ذلك الوقت” – المتحدث باسم جيش الاحتلال
وأضاف المتحدث: “يأسف الجيش للأذى الذي لحق بالمدنيين أثناء القتال”.
وكانت عائلة بحر قد نزحت خمس مرات على الأقل بعدما داهمت قوات الاحتلال حي الشجاعية تحت غطاء من الغارات الجوية المكثفة في 27 حزيران/يونيو.
وقالت نبيلة بحر والدة محمد لموقع ميدل إيست آي أنه وفي 3 تموز/يوليو، داهمت قوات الاحتلال منزل بحر حيث كان أفراد العائلة محاصرين، فأرسلت أولاً الكلاب التي هاجمت محمد وبدأت في نهشه.
وشرحت بحر أنها توسلت للجنود بمجرد دخولهم المنزل كي يبعدوا الكلب عن ابنها وحاولت أن تشرح لهم أنه معاق، لكنهم أخذوا محمد في نهاية المطاف إلى غرفة منفصلة حيث سُمع صوته وهو “يتأوه”.
وقالت بحر: “كانوا يفتحون الباب بين الحين والآخر، وينظرون إليه، ويقولون له “اسكت” ثم يغلقون الباب مرة أخرى، ثم دخل طبيب كان معهم إلى الغرفة، وفجأة صمت محمد”.
واضطرت الأسرة في نهاية المطاف إلى مغادرة المنزل، وتركت محمد وراءها، وعندما عاد أفرادها إلى البيت، وجد شقيقه جبريل جثته في الغرفة التي كان محتجزاً بها، مغطاة بالدماء فيما كانت السوائل تتسرب من جسده الذي بدأ في التحلل.
وقال جبريل في شهادته عن الواقعة أنه وجد “عصبة وضعت على ذراعه اليسرى المصابة، ربما لوقف النزيف.
“لا استطيع التوقف عن التفكير في صراخ محمد وصورته وهو يحاول تحرير نفسه، ولا أستطيع أن أتحمل التفكير فيما فعلوه به، أو كيف تركوه ليموت بهذه الطريقة”. – نبيلة بحر، والدة محمد
ومع توقف المستشفيات في غزة عن العمل وتدمير الطرق بسبب قصف الاحتلال، لم يتمكن جبريل من استدعاء سيارة إسعاف أو نقل جثمان محمد إلى المقبرة.
وقال شقيقه جبريل: “كان علي أن أدفنه بالقرب من المنزل، هناك مساحة متر واحد بين منزلنا ومنزل عمي وفيها دفنت محمد”.