ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال لا ينوي السماح بعودة الفلسطينيين النازحين قسراً إلى شمال غزة الذي يواجه حملة تطهير عرقي.
وفي مؤتمر صحفي، قال ضابط إسرائيلي كبير أن ما يقرب من 55 ألف فلسطيني أجبروا على الخروج من مخيم جباليا للاجئين منذ بدء الهجوم في 5 أكتوبر، ووفقاً للأمم المتحدة، فقد كان هناك حوالي 400 ألف فلسطيني في شمال ومدينة غزة قبل عام.
من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي تنفيذ “خطة الجنرالات” المعروفة أيضاً بخطة إيلاند في شمال غزة والتي تتضمن تطهيراً عرقيا للمنطقة وقتل أي فلسطيني يرفض النزوح.
وعلى الجانب الآخر، فقد أكدت صحيفة هآرتس أن الجيش قام بتنفيذ جزء كبير من المخطط، حيث قام بطرد الكثير من سكان الشمال إلى مناطق أخرى، فيما ذكر تقرير آخر للقناة 12 العبرية، أن الهجوم على جباليا مختلف وأكثر اتساعاً.
يتضمن المقترح الذي قدمته مجموعة من كبار جنود الاحتياط تطهيراً عرقياً لسكان شمال قطاع غزة ثم محاصرة المنطقة ووقف دخول الإمدادات الإنسانية، لتجويع أي شخص يظل هناك بمن فيهم المقاتلون الفلسطينيون
أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يستعد للسيطرة على المنطقة، ولا يخطط للسماح بعودة السكان في الوقت الحالي، فقد حول الجيش مناطق مثل بيت لاهيا إلى ركام غير صالح للسكن، بحسب صحيفة هآرتس.
لقد قام الجيش بإطلاق المدفعية ليلاً لمنع السكان من العودة إلى منازلهم، وهكذا يكون قد دخل الجيش مرحلة تطهير شمال غزة، بحسب صحيفة هآرتس، حيث يستعد للاستيلاء على المنطقة، فيما ذكرت القناة 12 أن تطهير المنطقة من الفلسطينيين سيكون بمثابة إنجاز ملحوظ للجيش الإسرائيلي، وسيسمح له بمزيد من الحرية في عملياته.
“محوه من الخريطة”
دعت جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية ومنظمات الإغاثة الدولية الكبرى القادة والمجتمع الدولي إلى وقف التهجير الإسرائيلي القسري في شمال غزة.
أما في إسرائيل، فقد قالت جماعات حقوق الإنسان، من بينها منظمة جيشا وبتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل وييش دين، أن هناك “علامات مثيرة للقلق على تنفيذ خطة الجنرال”.
تم نشر الخطة في أواخر سبتمبر من قبل نادي الضباط والجنود في قوات الاحتياط، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تعرف نفسها بأنها هيئة مهنية تضم أكثر من 1500 ضابط جيش.
يعد جيورا إيلاند الشخصية المركزية التي تقف وراء هذه الخطة، وهو لواء احتياطي متقاعد كان رئيساً لأقسام العمليات والتخطيط في الجيش، ثم ترأس فيما بعد مجلس الأمن القومي.
يتضمن الاقتراح الذي قدمته مجموعة من كبار جنود الاحتياط تطهيراً عرقياً لسكان شمال قطاع غزة ثم محاصرة المنطقة ووقف دخول الإمدادات الإنسانية، لتجويع أي شخص يظل هناك بمن فيهم المقاتلون الفلسطينيون.
لقد حذرت منظمات الإغاثة الكبرى من أن شمال قطاع غزة يتم “محوه عن الخريطة”، وحثت زعماء العالم على وقف “الفظائع” التي ترتكبها القوات الإسرائيلية.
أشارت منظمات مثل أوكسفام والمعونة الطبية للفلسطينيين وأكشن إيد والإغاثة الإسلامية والمعونة المسيحية وغيرها من الجمعيات الخيرية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، إلى أن “هجوم القوات الإسرائيلية على غزة تصاعد إلى مستوى مروع من الفظائع، فهذه ليست عملية إخلاء، إنما هي تهجير قسري تحت وطأة إطلاق النار”.
لقد أدى الهجوم على شمال غزة حتى الآن إلى استشهاد ما لا يقل عن 1300 فلسطيني، وفقا لمسؤولين محليين، وبشكل عام، فقد أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى استشهاد ما يقرب من 43,400 شخص وإصابة 102,000 آخرين منذ 7 أكتوبر عام 2023، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فيما بقي هناك آلاف آخرون في عداد المفقودين، ويُفترض أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض.