قبل أيام، دعا حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وذلك في رسالة مفتوحة إلى المجتمعات الفلسطينية والعربية والمسلمة في ولايته.
كتب نيوسوم قائلاً: “أسجل إدانتي ضد قتل المدنيين الأبرياء في غزة، وأؤيد دعوة الرئيس بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار كجزء من صفقة لتأمين الإغاثة التي تشتد الحاجة في غزة وإطلاق سراح الرهائن”، وأضاف “كما أدين بشكل لا لبس فيه الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل، لقد حان الوقت للعمل بجدية نحو سلام دائم يوفر الأمن الدائم والحكم الذاتي والحرية التي يستحقها الفلسطينيون والشعب الإسرائيلي”.
“إن دعوة الحاكم نيوسوم إلى وقف فوري لإطلاق النار تجسد حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن كاليفورنيا لن تخجل من الدفاع عن العدالة والكرامة الإنسانية، ونأمل أن يكون هذا القرار منارة للتعاطف والقيادة الأخلاقية وأن يجبر المسؤولين الآخرين على القيام بذلك أيضًا” – حسام عيلوش- المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)
يذكر أن نيوسوم، وهو ديمقراطي يتولى منصب حاكم ولاية كاليفورنيا منذ عام 2019، كان قد كتب في رسالته المفتوحة أن الولاية أصبحت مكانًا أفضل بسبب المسلمين والأمريكيين الفلسطينيين والأمريكيين العرب.
أشار في رسالته أيضاً إلى تعاطفه مع الفلسطينيين في ولايته قائلاً: ” يؤلمني بشدة رؤية رؤية معاناتكم وأنتم تتحملون ثقل العائلة والأصدقاء المفقودين في غزة في الوقت الذي تواجهون فيه تزايد التمييز والكراهية هنا في الوطن، ففي الأشهر الأخيرة، سمعت قصصًا عن خسارة لا يمكن تصورها وخوف واسع النطاق”.
بعد ذلك، ضرب نيوسوم أمثلة على حوادث الكراهية التي وقعت بعد 7 أكتوبر، بما في ذلك طعن الطفل البالغ من العمر 6 سنوات وديع الفيوم، حتى الموت في شيكاغو.
وأشار إلى أنه سمع من أشخاص يخشون التحدث علنًا ضد الفظائع في غزة، وكتب لهم أنه سيدافع دائمًا عن “الحق في المشاركة في تقليد كاليفورنيا للاحتجاج السلمي للتعبير علنًا عن معارضتك لأي حرب أو قرار حكومي تعارضه بما في ذلك الحرب في غزة”.
وفي بيان له، عبر المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، حسام عيلوش، عن حماس المجلس لقرارات وموقف نيوسوم قائلاً: “إن دعوة الحاكم نيوسوم إلى وقف فوري لإطلاق النار تجسد حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن كاليفورنيا لن تخجل من الدفاع عن العدالة والكرامة الإنسانية، ونأمل أن يكون هذا القرار منارة للتعاطف والقيادة الأخلاقية وأن يجبر المسؤولين الآخرين على القيام بذلك أيضًا”.
“نحن بحاجة لوقف إطلاق النار الآن”
على الجانب الآخر، فهناك من انتقد قرار نيوسوم، حيث كتب موقع منظمة The Washington Free Beacon، التي تعتبر محافظة، أن “نيوسوم بعد أن قام بدعم إسرائيل علناً منذ هجوم حماس الإرهابي في أكتوبر، قام بالمقابل بجمع الأموال للداعم الأساسي لمجموعة نظمت احتجاجات معادية للسامية ومعادية لإسرائيل في المدارس الثانوية في كاليفورنيا”.
وأضاف موقع المنظمة: “خرج أكثر من 1700 مراهق من منطقة خليج كاليفورنيا من الفصول الدراسية يوم الأربعاء، مطالبين بالقضاء على إسرائيل وهم يرددون هتافات مثل (من النهر إلى البحر/ فلسطين ستكون حرة)، في احتجاجات تم التخطيط لها من قبل مركز الموارد والتنظيم العربي (AROC) ومقره سان فرانسيسكو، وهو مشروع مدعوم ماليًا لمركز تايدز التقدمي، والذي جمع نيوسوم من أجله أكثر من مليون دولار”.
ولا يعد نيوسوم أول حاكم يدعو إلى وقف إطلاق النار، ففي 15 مارس، دعا حاكم ولاية ماريلاند، ويس مور، إلى “وقف إطلاق النار الفوري”، قائلاً: “لقد كنا وسنظل مؤيدين أقوياء لدولة إسرائيل، لكننا أيضا مؤيدون أقوياء للشعب الفلسطيني، إن الصراع الدائر في الشرق الأوسط يضر بالجميع”.
وأضاف “إنه يؤذي العرب، إنه يؤذي المسلمين، إنه يؤذي اليهود والمسيحيين، وكل الناس، وبصراحة، فإن الرد على الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في 7 أكتوبر يجب أن يجعل الجميع يتوقفون عن القرارات التي اتخذتها إدارة نتنياهو، لذلك لا يخطئن أحد، نحن بحاجة لوقف إطلاق النار الآن”.
يذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافق مؤخراً على قرار يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة حتى نهاية شهر رمضان المبارك، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت حيث رفضت استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار.
دعا القرار، الذي أيدته 14 دولة باستثناء الولايات المتحدة، أيضاً إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة و”الحاجة الملحة لتوسيع تدفق” المساعدات إلى القطاع المحاصر.
تجدر الإشارة إلى أن قرار مجلس الأمن الجديد جاء في الوقت الذي يواصل فيه الزعماء الإسرائيليون تأكيد عزمهم على المضي قدماً في هجوم بري واسع النطاق على مدينة رفح الحدودية الجنوبية في القطاع.