بات من غير الممكن الوصول إلى موقع إلكتروني تابع لجمعية خيرية بريطانية تخضع للتدقيق بسبب أنشطة جمع التبرعات للجنود الإسرائيليين منذ بداية الحرب في غزة، ولا إلى حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي
وتخضع جمعية أصدقاء المملكة المتحدة لرفاهية الجنود الإسرائيليين (UK-AWIS) اللندنية لتحقيق أولي متواصل من قبل لجنة المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة.
وكان موقع ميدل إيست آي قد ذكر في كانون الأول/ ديسمبر أن منظمة UK-AWIS أطلقت نداءً لجمع التبرعات بغية دعم القوات المشاركة في عملية “السيوف الحديدية”، وهو الاسم الرمزي الذي يطلقه الجيش الإسرائيلي على حربه ضد حماس في غزة.
وذكرت الجمعية في منشور على صفحتها على فيسبوك في تشرين الثاني/نوفمبر، أن التبرعات ستسمح “بتوفير الضروريات بشكل أفضل لجنودنا في الخطوط الأمامية”.
ونشر موقع الجمعية الإلكتروني صورة ظل لجنديين تحت لافتة كتب عليها: “سيوف حديدية.. تبرعوا للجيش الإسرائيلي الآن”، لكن من الواضح أن محتوى الموقع قد تمت إزالته ونشر رسالة على الصفحة الرئيسية تقول: “الموقع قيد الإنشاء”.
كما اختفى محتوى الجمعية عن وسائل التواصل الاجتماعي فأصبحت صفحة UK-AWIS على فيسبوك: “غير متوفرة في الوقت الحالي”، وأُزيلت مقاطع الفيديو عن قناة المؤسسة على YouTube دون أن يُعرف متى اختفى المحتوى أو سبب إزالته.
من ناحيته، أكد المتحدث باسم مفوضية المؤسسات الخيرية أنها وباعتبارها الهيئة المسؤولية عن تنظيم الأنشطة الخيرية في بريطانيا تواصل تقييم المخاوف بشأن مؤسسة UK-AWIS.
وأضاف: “ننظر في المخاوف التي أثيرت فيما يتعلق بأنشطة جمع التبرعات من قبل UK-AWIS ونقوم حالياً بتقييم المعلومات ونتواصل مع أمناء المؤسسة الخيرية لتحديد الخطوات التالية.”.
وكانت المفوضية قد قالت في تصريحات صحفية خلال كانون الثاني/ يناير أنها فتحت قضية امتثال تنظيمي في UK-AWIS، وهي عملية قالت إنها ليست تحقيقاً قانونياً رسمياً ولكنها وسيلة لتقييم المخاوف بشأن مؤسسة خيرية.
وتقول الهيئة الحكومية أنها لم تتوصل بعد إلى أي نتائج في هذه القضية.
يذكر أن UK-AWIS هي الذراع البريطاني لمنظمة إسرائيلية تدعى جمعية رفاهية الجنود الإسرائيليين، التي تمولها وزارة الدفاع الإسرائيلية وتعمل بشكل وثيق مع جيش الاحتلال.
وكانت UK-AWIS قد ذكرت في تقريرها السنوي الأخير الذي تم تقديمه إلى لجنة المؤسسات الخيرية الشهر الماضي أنه تم التبرع بالأموال التي جُمعت في المملكة المتحدة لإسرائيل من خلال الشريك الإسرائيلي للجمعية.
وتزعم الجمعية أن أهدافها الخيرية تشمل “تخفيف الحاجة والمعاناة للجنود الإسرائيليين العاملين والمسرحين وعائلاتهم”.
وقال تقرير الجمعية: “يسافر أمناء الجمعية بانتظام إلى إسرائيل للتأكد من أن الأموال المرسلة من المملكة المتحدة يتم إنفاقها بشكل يتوافق مع أهداف المؤسسة الخيرية”.
وورد في التقرير كذلك أنه “لا تتولى المؤسسة الخيرية تنفيذ المشاريع بنفسها بشكل مباشر ولكنها توفر التمويل للمشاريع التي تنفذها منظمات أخرى والتي تمت الموافقة عليها مسبقًا من قبل الأمناء”.
وتعد UK-AWIS واحدة من المنظمات التي تواجه التدقيق بشأن إرسال الدعم لجنود الاحتلال.
وأكدت مفوضية المؤسسات الخيرية في كانون الثاني/يناير أنها فتحت قضية امتثال تنظيمي في أنشطة “Boys Clubhouse”، وهي مؤسسة خيرية للشباب اليهود في شمال لندن دعت البريطاني الذي قاتل مع قوات الاحتلال في غزة ليفي سيمون للتحدث إلى المراهقين في إحدى فعالياتها.
ووفقاً لتقارير صحفية، فإن Boys Clubhouse كان يدير كذلك مشروعاً لتوجيه الشباب البريطانيين إلى الانضمام إلى قوات الاحتلال، التي تواجه اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب بسبب سلوكها في الحرب في غزة.
وقضت محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/ يناير الماضي بمعقولية أن يكون عدوان الاحتلال على غزة قد وصل إلى حد الإبادة الجماعية.
واستشهد نحو 32 ألف فلسطيني وأصيب حوالي 75 ألفاً في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت الأمم المتحدة هذا الأسبوع حالة شبه مجاعة في غزة وقال مفوضها لحقوق الإنسان فولكر تورك أنه هذه المجاعة قد تمت نتيجة للقيود التي يفرضها الاحتلال على المساعدات، والتي قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب عبر استخدام “التجويع كسلاح حرب”.
وتنفي إسرائيل التعمد في إلحاق معاناة إنسانية بالفلسطينيين والاتهامات الموجهة لها بارتكاب الإبادة الجماعية.