حزب العمال يسعى لاسترداد ثقة الناخبين المسلمين بعد “نقمتهم” على موقفه من غزة

ذكر مسؤول كبير في حزب العمال البريطاني المعارض أن الحزب يحتاج إلى إعادة بناء الثقة مع الجالية المسلمة التي كشفت نتائج الانتخابات المحلية عن استياء واسع في صفوفها من موقفه تجاه عدوان الاحتلال على غزة.

وأوضحت إيلي ريفز، نائبة منسق حملة الحزب أن: “هناك الكثير مما يتعين علينا أن نستمع له وأن نقوم به لإعادة بناء الثقة مع المجتمعات الإسلامية”.

وأضافت ريفز التي تمثل دائرة لويشام وبينج الانتخابية في لندن لبرنامج “بريك فاست” في بي بي سي: “أتفهم مخاوف الناس بشأن ما يحدث في غزة، لقد كانت الخسائر في الأرواح هناك لا تطاق، ولهذا السبب دعونا إلى وقف فوري لإطلاق النار”.

وتسبب دعم حزب العمال لعدوان الاحتلال على غزة في خسارته تأييد قاعدته الانتخابية التقليدية في أوساط المجتمع الإسلامي.

وعندما اندلع القتال في تشرين الأول/أكتوبر، أوحت تصريحات زعيم حزب العمال كير ستارمر بأن للاحتلال “الحق” في قطع إمدادات الطاقة والمياه تماماً عن الفلسطينيين في غزة، وفي وقت لاحق من ذات الشهر أعلن معارضته لوقف إطلاق النار، مكرراً الادعاء بأن للاحتلال “الحق في الدفاع عن نفسه”.

“نحن نعلم أن أمامنا قدراً كبيراً من العمل الذي يتعين علينا القيام به لإعادة بناء الثقة مع المجتمعات الإسلامية” – إيلي ريفز، نائب عن حزب العمال

وكانت شبكة العمال المسلمين قد أصدرت في ذلك الوقت بياناً دعت فيه ستارمر إلى التراجع عن تصريحاته، مؤكدةً أن “العقاب الجماعي وقطع الكهرباء والمياه عن المستشفيات والمرافق التي تخدم الحياة كلها جرائم حرب”.

ومنذ ذلك الحين، استشهد ما لا يقل عن 34500 فلسطيني في عدوان الاحتلال غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.

ورغم تقليص ستارمر للتشنج في موقفه بعد ذلك، ودعوته إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في أواخر شباط/فبراير، يبدو أن عشرات الآلاف من الناخبين المسلمين حولوا أصواتهم بعيداً عن حزب العمال بسبب طريقة تفاعله مع العدوان على غزة.

وتلقى الحزب أكبر خسائره حتى الآن خلال الانتخابات المحلية التي أجريت في 2 أيار/مايو.

وفي 29 شباط/فبراير، فاز النائب العمالي السابق جورج غالواي بالمقعد التقليدي لحزب العمال في روتشديل في الانتخابات الفرعية، مستفيداً من غضب السكان المسلمين المحليين بشأن موقف الحزب من غزة.

وقدم حزب العمال مرشحاً في روتشديل لكنه سحب دعمه بعد ظهور تقارير تفيد بأنه أدلى بتصريحات تتهم الاحتلال بالسماح بوقوع هجمات السابع من أكتوبر.

وفي بيان له قال رئيس شبكة العمال المسلمين، علي ميلاني، أن الغضب بين الناخبين المسلمين بشأن غزة ينعكس بوضوح في صناديق الاقتراع.

وقال ميلاني: “ما من شك الآن في أن مخاوف المجتمعات المسلمة وغضبها يترجم إلى أصوات واضحة في هذه الانتخابات المحلية والبلدية”.

وأضاف “علينا الآن أن نتخذ خطوات استثنائية لإظهار أننا تعلمنا الدروس وأننا ملتزمون جدياً بإعادة بناء الثقة”.

وبشكل عام، كانت الانتخابات المحلية ناجحة لحزب العمال، بعد أن حصل على 186 مقعداً جديداً في المجالس المحلية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، مع خسارة المحافظين 474 مقعداً.

وسينصب القلق بين قادة الأحزاب بعد الآن على ما إذا كان فقدانهم للدعم بين المسلمين سيكلفهم الأغلبية في الانتخابات العامة المتوقع إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.

وبينما فاز ريتشارد باركر من حزب العمال في نهاية المطاف بمنافسة عمدة منطقة وست ميدلاندز، أثار مصدر مجهول من حزب العمال جدلاً بعد أن أخبر بي بي سي أنه من المرجح أن يخسر أمام مرشح حزب المحافظين، آندي ستريت، بسبب حماس.

وقال المصدر: “الشرق الأوسط، وليس وست ميدلاندز، هو الذي سيجعل ستريت يفوز بمنصب عمدة المدينة، مرة أخرى حماس هي الأشرار الحقيقيين”.

وتشمل منطقة ويست ميدلاندز برمنغهام والعديد من المناطق الأخرى التي تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين.

ويتمتع حزب العمال حالياً بتقدم جيد في استطلاعات الرأي في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة، وبينما من المتوقع أن يفوز بمعظم المقاعد، يدعي رئيس الوزراء ريشي سوناك أن هناك فرصة لفشل المعارضة في الفوز بالأغلبية المطلقة.

ووفقاً لتحليل أجراه الأكاديمي ويل جينينغز من جامعة ساوثامبتون، فقد شهد حزب العمال انخفاضاً متوسطاً في التأييد في الأماكن التي يشكل فيها المسلمون أكثر من خمس السكان، بنسبة 18%.

مقالات ذات صلة