حصار الموت: استشهاد رضيعين في غزة وسط نقص حليب الأطفال وتجاهل دولي

استشهد رضيعان فلسطينيان في قطاع غزة تحت وطأة حصار الاحتلال بسبب سوء التغذية ونقص الإمدادات الطبية والغذائية الأساسية، بالإضافة إلى نقص حليب الأطفال.

وتم الإعلان عن استشهاد الرضيعين في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس يوم الخميس، حيث طالب أطباء معروفون شخصيات بارزة ومنظمات وجهات حكومية بإدخال أنواع أساسية من حليب الأطفال وغيرها من المستلزمات الطبية لضمان سلامة الأمهات وأطفالهن.

وقال محمد الهمص، والد الرضيعة كندة الهمص البالغة من العمر عشرة أيام، لموقع ميدل إيست آي أن ابنته أُدخلت إلى حاضنة بعد ولادتها قيصرياً بفترة وجيزة، لكنها فارقت الحياة بعد أسبوعين فقط بسبب نقص الأدوية والتغذية وخاصة حليب الأطفال.

وأضاف الأب باكيًا: “لو توفرت العلاجات والأدوية، لكانت ابنتنا بيننا الآن، ولفرحنا، لكن حسبنا الله ونعم الوكيل”، مشيراً إلى نقص حاد في جميع المستلزمات الطبية والغذائية الأساسية.

“هذه هي حرب نتنياهو، وهذه هي الإنجازات التي يقدمها لأمته، العالم يراقبنا والعالم العربي والإسلامي يشاهد أطفالنا يموتون، إنهم سعداء ونحن نجلس هنا نبكي، كل يوم نصلي على الجنائز حسبنا الله ونعم الوكيل ” – محمد الهمص، والد الرضيعة الشهيدة كندة الهمص

وعلى مدار العامين الماضيين تقريباً، ظل خبراء الأمم المتحدة يوجهون الاتهامات إلى جيش الاحتلال مرارًا وتكرارًا باستخدام التجويع كسلاح حرب إلى جانب القصف المتواصل والاستهداف المتعمد للمستشفيات.

وقد بلغت الأزمة ذروتها في مارس/آذار، حيث استشهد عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية واضطر السكان إلى أكل العشب.

وتحت ضغط دولي متزايد، حسّنت دولة الاحتلال “قليلًا” من وصول الغذاء إلى بعض المناطق بعد أن قتلت قواتها العديد من عمال الإغاثة الأجانب، وحذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة، غير أن سلطات الاحتلال عادت لتقيد مرة أخرى عمليات توصيل الغذاء المنقذة للحياة.

ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فإن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يتزايد “بمعدل ينذر بالخطر”، حيث تم إدخال 5119 طفلًا تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد في شهر مايو/أيار وحده.

كارثة طبية

بدوره، عبر محمود شُراب عمّ الرضيع نضال شُراب البالغ من العمر خمسة أشهر، عن غضبه من عدم تلبية المطالب بإدخال حليب الأطفال إلى القطاع المحاصر، قائلاً أن العائلة طالبت بالحليب منذ أكثر من أسبوع، لكن “لا أحد يُنصت إلينا”.

وبينما كان يحمل جثة نضال المتوفى إلى جانب والده الباكي مضى يقول: “هؤلاء الأطفال أبرياء، حسبنا الله على من ظلم الأطفال، ولينتقم الله منهم”، علماً بأن نضال الذي لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية سابقًا استشهد أيضًا بسبب سوء التغذية الحاد.

وأشار شراب إلى أن طفلين آخرين في المنطقة في حالة حرجة نتيجة نفس المرض الذي أصاب معظم أطفال ورضع القطاع المحاصر، وقال صارخاً: “أنقذونا يا شعوب العالم، أنقذونا، ارحمنا يا رب”.

وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، حذّرت الطواقم الطبية والهيئات الصحية في قطاع غزة من كارثة طبية وشيكة.

وسبق للدكتور ياسر أبو غالي، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر، أن صرّح سابقًا لموقع ميدل إيست آي أن معظم الأطفال الخدّج يحتاجون إلى رعاية فورية بعد الولادة.

وأضاف: “يُنقل معظم الأطفال الخدّج إلى قسم الحاضنات في المستشفى، ونبذل قصارى جهدنا لرعاية هؤلاء الأطفال لأنهم مرضى في المستشفى”.

وأوضح أبو غالي أن مخزون حليب الأطفال المُخصص للأطفال الذين يُوضعون في العناية المركزة قد نفد تقريبًا، وأنه لا يوجد حليب للأطفال الذين لا يتلقون علاجًا مباشرًا.

ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن المرافق الصحية القليلة المتبقية العاملة في القطاع المحاصر مُعرّضة لخطر شديد بسبب نقص الإمدادات الطبية، واستمرار أوامر الطرد القسري، والقصف المُستمر.

علاوة على ذلك، أشارت الوزارة يوم الأربعاء إلى أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية قد نفدت، بينما نفدت 65% من الإمدادات الطبية.

مقالات ذات صلة