أكدت مصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الحركة لن تتفاعل مع أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بسبب انحرافه عن مخطط الصفقة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار.
وذكرت المصادر لموقع ميدل إيست آي أن المقترح الأخير الذي نوقش في قطر الأسبوع الماضي يختلف عما وافقت عليه حماس سابقاً ويتضمن مطالب جديدة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا تقبل بها الحركة.
وبناء على هذا الانحراف، رفضت حماس استلام المقترح الجديد، في حين أكدت المصادر أن الحركة لن تحضر كذلك محادثات المتابعة المخطط لها في القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وكانت حماس قد أعلنت يوم الثلاثاء أنها ملتزمة بمقترح 2 يوليو/تموز الذي وافقت عليه سابقاً، والذي استند إلى إعلان بايدن في 31 مايو/أيار، مشددة على أنها ستحضر إلى الطاولة فقط لمناقشة آليات تنفيذ خطة 2 يوليو/تموز دون مناقشة مقترحات جديدة.
ووصفت حماس المقترح الأخيرة بأنه “تراجع” عن الخطط السابقة المدعومة من الولايات المتحدة و”استسلام أميركي للشروط الجديدة للإرهابي نتنياهو وخططه الإجرامية تجاه قطاع غزة”.
وسلق لبايدن أن أعلن دعمه مقترح وقف إطلاق النار السابق، بل وزعم بأنه “مقترح إسرائيل” وتبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يونيو/حزيران.
وتضمن ذلك المقترح خطة من ثلاث مراحل لإنهاء عدوان الاحتلال على غزة، والانسحاب الكامل من القطاع، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين.
لكن نتنياهو تراجع عن الالتزامات التي قطعتها دولة الاحتلال في المقترح وقدم مطالب متشددة جديدة في الأسابيع الأخيرة.
ووصف المنتقدون مواقف نتنياهو الجديدة بأنها محاولة لعرقلة الاتفاق والحفاظ على ديمومة الحرب لتجنب انهيار حكومته.
وبحسب موقع أكسيوس الإخباري، فقد قال كبار المفاوضين الإسرائيليين، بمن فيهم مدير الموساد ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، واللواء نيتسان ألون، المسؤول عن تحديد مكان الأسرى، لنتنياهو إن “التوصل إلى اتفاق يعتمد على مواقفه الحالية غير ممكن”.
وعقب لقائه رئيس حكومة الاحتلال، زعم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الاثنين أن نتنياهو يدعم أحدث “مقترح تجسير” أمريكي.
هذا وتم وضع “مقترح التجسير” خلال محادثات شارك فيها مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون وقطريون ومصريون الأسبوع الماضي، حيث أعرب المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون علناً عن تفاؤلهم بشأن فرص نجاحه.
غير أن مسؤولين إسرائيليين بارزين ذكروا لأكسيوس يوم الاثنين إن الفجوات التي جرى جسرها في المحادثات الأخيرة كانت بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية، وليست بين إسرائيل وحماس.
وخلقت تصريحات بلينكن يوم الاثنين حيرة في أوساط بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين يعتقدون أن موقف نتنياهو الجديد يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة.
كما وصف المسؤولون تعليق نتنياهو العلني بأن المفاوضين “متفائلون بحذر” بأنه “موقف سياسي”.
بدوره، حث بلينكن يوم الاثنين حركة حماس على قبول المقترح وذلك قبل ساعات من اتهام بايدن للحركة بـ “التراجع” عنه
لكن الحركة الفلسطينية انتقدت كلاً من بلينكن وبايدن بسبب تصريحاتهما، التي وصفتها بأنها “مضللة”.
وقالت حماس في بيان لها إن هذه التصريحات تأتي في إطار الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال، والشراكة الكاملة في العدوان وحرب الإبادة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.
وفي حديثه للجزيرة يوم الاثنين، اتهم القيادي في حماس أسامة حمدان واشنطن بـ “شراء الوقت لاستمرار الإبادة الجماعية”.
ووفقاً لتسريبات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الموقف الإسرائيلي الأخير يتضمن التراجع عن قضايا رئيسية تم الانتهاء منها في محادثات سابقة.
وتريد إسرائيل الآن الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية على أجزاء من قطاع غزة، وخاصة في ممر نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها، وممر فيلادلفي الذي يحد مصر، بالإضافة إلى تشديد المعايير على تبادل الأسرى.