ذكرت مصادر مطلعة يوم الاثنين أن حركة حماس وافقت على قائمة إسرائيلية للأسرى الذين يتعين عليها إطلاق سراحهم من قطاع غزة كجزء من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وأوضحت المصادر أن القائمة تشمل 34 أسيرًا ستفرج عنهم الحركة الفلسطينية إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ومن بينهم طفلين وعشر نساء، بينهن خمس مجندات، و11 أسيراً أعمارهم فوق الخمسين عاماً، والبقية من الذكور الذين تعتبر دولة الاحتلال إطلاق سراحهم أمرًا ملحاً لإبرام الاتفاق.
ومن بين الأسماء الواردة في القائمة، التي تم مشاركتها مع ميدل إيست آي، كفير بيباس، وهو طفل صغير، وشقيقه أرييل، البالغ من العمر خمس سنوات، وكلاهما قالت حماس إنهما قُتلا في غارات جوية للاحتلال بعد وقت قصير من احتجازهم خلال هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حماس على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه في غلاف غزة.
كما تضمنت القائمة الجندية البالغة من العمر 19 عامًا ليري إلباغ، والتي ظهرت في مقطع فيديو نشرته حماس في نهاية الأسبوع.
وكانت إلباغ قد دعت في فيديو مصور بثته كتائب القسام قبل عدة أيام حكومة الاحتلال إلى تأمين إطلاق سراحها: “اليوم هو بداية عام جديد، والعالم كله يحتفل، لكننا ندخل عامًا مظلمًا، عامًا من الوحدة، نحن نعيش في كابوس مرعب للغاية”.
وبعد ساعات من نشر الفيديو الذي تحدثت فيه إلباغ بالعبرية، نزل الآلاف من الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب، مطالبين رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو بالموافقة على صفقة لإطلاق سراح الأسرى.
وقال منتدى عائلات الأسرى في بيان: “إشارة الحياة من ليري هي دليل قاسٍ لا يمكن إنكاره على الحاجة الملحة لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم”.
وخلال الأسبوع الماضي، وافق نتنياهو على إرسال وفد إلى الدوحة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، وقد ضم الوفد أعضاء من الموساد وجيش الاحتلال وكبار المسؤولين الأمنيين.
وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN إن مستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك كان حاضرا أيضًا في الدوحة.
وأبلغ مصدر إسرائيلي القناة أنه من المتوقع أن يسافر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن هذا الأسبوع ويلتقي بإدارة بايدن ومسؤولين من إدارة ترامب، حيث من المرجح أن يكون موضوع وقف إطلاق النار المحتمل نقطة حوار رئيسية.
وخلال الحملة الانتخابية، تعهد ترامب بإنهاء جميع الحروب في الشرق الأوسط وحذر من أنه سيكون هناك “جحيم” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني.
وفي ديسمبر/كانون الأول، استأنفت المفاوضات بين حماس ودولة الاحتلال بغية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لكن الحركة الفلسطينية اتهمت فريق التفاوض الإسرائيلي بمحاولة إفساد الصفقة من خلال وضع “شروط جديدة” بعد جولة من المفاوضات.
وخلال الأسبوع الماضي، قال المسؤول الكبير في حماس باسم نعيم أن الحركة تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، مضيفًا أن الجولة الجديدة من المحادثات ركزت على وقف إطلاق النار الدائم في غزة وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
هذا واستمر عدوان الاحتلال على غزة لمدة 15 شهرًا تقريبًا، باستثناء وقف إطلاق النار لمدة أسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 والذي شهد تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وتم فيه إطلاق سراح أكثر من 100 من أصل 251 إسرائيلياً تم أسرهم في هجمات 7 أكتوبر.
ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن دولة الاحتلال من تخليص إلا ثمانية أسرى في عمليات عسكرية قتلت في إحداها في يونيو/حزيران 2023 ما لا يقل عن 274 فلسطينيًا في عملية دعمتها الولايات المتحدة، وفقًا لتقارير متعددة في ذلك الوقت.
ودمرت دولة الاحتلال الكثير من البنية التحتية المدنية في غزة على مدار الحرب، بالإضافة إلى قتل أكثر من 45000 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.