شنّت مجموعات موالية لدولة الاحتلال حملات استهداف منظّمة ضد نادين أيوب، أول “ملكة جمال فلسطين” تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون، عقب ظهورها في مقابلة مع موقع ميدل إيست آي للحديث عن مشاركتها التاريخية في هذه الفعالية العالمية.
وكانت أيوب، التي مثّلت فلسطين في مسابقة ملكة جمال الكون أواخر الشهر الماضي، قد تحدثت في برنامج Real Talk عن دلالات حمل الهوية الفلسطينية إلى واحدة من أكثر المنصات الثقافية حضورًا وانتشارًا في العالم، غير أنّ المقابلة ما لبثت أن أشعلت حملة منسّقة ضدها، إذ تعرّضت الشابة البالغة من العمر 27 عامًا لسيل من المضايقات والاتهامات والهجمات الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقادت الهجوم منظمتان مواليتان لدولة الاحتلال، هما Betar USA وStopAntisemitism، حيث ركزتا على حياتها الشخصية، وتحديدًا على زواجها السابق من شرف البرغوثي، نجل الأسير والقائد السياسي الفلسطيني مروان البرغوثي.
ويمضي البرغوثي، المعتقل لدى دولة الاحتلال منذ عام 2002، أحكامًا بالسجن المؤبد في سجونها، ويُعدّ من أبرز رموز الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وينظر إليه كثيرون باعتباره “نيلسون مانديلا فلسطين”، ورمزًا للمقاومة، وشخصية جامعة قادرة على لعب دور محوري في أي مسار سياسي فلسطيني مستقبلي.
وخلال المقابلة، عبّرت أيوب عن اعتزازها بوالد زوجها السابق، مشيرة إلى ما يتعرض له من انتهاكات متكررة داخل السجون، كان آخرها تعرضه للضرب حتى فقدان الوعي على يد حراس السجون في 14 أيلول/سبتمبر الماضي. وقالت: “الفلسطينيون فخورون بمروان… العالم يراه رمزًا للسلام”.
وأضافت تعليقًا على الحملة ضدها: “ما فعلوه في الحقيقة أنهم فتحوا لي بابًا لأتحدث عن قضية أخرى من قضايانا… شكرًا لهم”.
من جهتها، انضمت منظمة StopAntisemitism إلى الهجوم، متهمة أيوب عبر تعليق على حساب “إنستغرام” الخاص بـ ميدل إيست آي بتجاهل ما وصفته بـ”إرهاب” والد زوجها السابق، في محاولة واضحة لتشويه صورتها وربطها بسرديات التحريض.
وتأتي هذه الحملة في وقت يشهد فيه البرغوثي دعمًا دوليًا متزايدًا، إذ أطلق مئات الشخصيات العامة حول العالم، الشهر الماضي، حملة للمطالبة بالإفراج عنه، من بينهم رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، والممثل بندكت كامبرباتش، والكاتبة أرونداتي روي، والكوميدي والناشط باسم يوسف.
كما أظهر استطلاع أجراه “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية” في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن البرغوثي سيفوز بسهولة في حال إجراء انتخابات رئاسية فلسطينية.
تمييز وعنصرية
وخلال حديثها مع ميدل إيست آي، تطرقت أيوب أيضًا إلى ما واجهته من عنصرية وتشكيك في هويتها الفلسطينية خلال المسابقة، وقالت بسخرية: “وصفوني بـ الإرهابية ذات التاج… يا لها من نكتة”.
وأضافت أن بعضهم لم يستوعب أنها فلسطينية ومتعلمة وأنيقة في آن واحد، موضحةً: “كانوا يقولون: لا بد أنها أميركية، أو إيطالية، أو مصرية… كأن الفلسطيني لا يمكن أن يكون جميلًا و مثقفًا”.
كما روت أيوب مواقف شابها التوتر مع ممثلة دولة الاحتلال في المسابقة، مشيرة إلى محاولات متكررة لفرض حضور سياسي داخل المساحات المشتركة، وقالت إن المتسابقة كانت تلاحقها خلال التقاط الصور الجماعية رافعة علم دولة الاحتلال، وتسعى للوقوف بجانبها عمدًا.
وأضافت أن المتسابقة نفسها اشتكت للمنظمين، مؤكدة أنها جندية سابقة في جيش الاحتلال، واعتبرت وجودها في تلك المواقف “مُحرجًا” لها.
وعقب بث المقابلة، خرجت ممثلة دولة الاحتلال لتنفي عبر “إنستغرام” محاولتها التقاط صورة مع أيوب، وذلك بعد تداول مقاطع مصورة أظهرت نظرات حادة وجهتها إليها خلال فعالية ترحيبية، غير أن لقطات البث المباشر أظهرت أن المتسابقتين لم تقفان بجوار بعضهما أصلًا.
وتأتي هذه السجالات في ظل واقع ميداني بالغ القسوة، إذ واصلت دولة الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 10 تشرين الأول/أكتوبر، مرتكبة مئات الانتهاكات، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 401 فلسطيني. كما حوّلت قوات جيش الاحتلال ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” داخل القطاع إلى خط نار فعلي، تطلق فيه الرصاص الحي على كل من يقترب منه، بغض النظر عن الأسباب.







