حملة إسرائيلية “قذرة” ضد فيلم نتفليكس “فرحة”

حملة إسرائيلية "قذرة" ضد فيلم نتفليكس "فرحة"

بقلم ندى عثمان أكد ناشطون أن مئات الحسابات العشوائية أعطت فيلم “فرحة” تقييماً منخفضاً ومراجعات سلبية على منصة  IMDb للأفلام، فيما يبدو وكأنه حملة منظمة ضد الفيلم الذي عرضته نتفليكس، وتناول قصة فتاة مراهقة شهدت قتل عائلة فلسطينية كاملة على يد ميليشيا صهيونية إبان النكبة، فيما أكدت مخرجة الفيلم دارين سلام أن أحداث الفيلم تستند إلى قصة حقيقية سمعتها من والدها.

قوبل الفيلم بموجة غضب على ألسنة مسؤولين إسرائيليين، تبعتها حملة الكترونية لمهاجمة الفيلم عبر إعطائه تقييماً منخفضاً في أشهر مواقع التقييمات للأفلام IMDb، فبعد عرضه على نتفليكس في الأول من ديسمبر نزلت تقييمات الفيلم من 7.2 إلى 5.8 في غضون ساعات قليلة بسبب الحملة التي استهدفته، حيث أشار ناشطون إلى أن معظم التقييمات جاءت من مصدر واحد وتضمنت تعليقات متشابهة وصفت الفيلم مثل “فيلم بوجه واحد” أو “كذبة كبيرة” أو “بروباغاندا” أو “دراما مبالغ بها”.

وفي حديثه مع ميدل إيست آي، أكد الصحفي والمؤثر أحمد شهاب الدين أن  ” الحملة استهدفت إضعاف تقييم الفيلم لصرف الناس عن الاهتمام بمتابعته، حسابات حديثة وتعليقات متتالية زمناً يشير إلى ذلك بوضوح، فخلال ساعات كانت عشرات التعليقات تنكب على الفيلم لتشويه سمعته”، مشيراً إلى أن حوالي ألف تعليق سلبي ظهر على الموقع خلال 24 ساعة فقط.

تاريخ موجع

يتجاهل الخطاب الإسرائيلي الحديث عن النكبة وما حصل فيها رغم توثيق ذلك بدقة، ولا أدل على ذلك من وصف أفيغدور ليبرمان وزير المالية الإسرائيلي السابق عن الموقف الإسرائيلي من عرض الفيلم حين وصف عرضه على نتفليكس “بالجنون”، معتبراً أن الفيلم “يعرض رواية كاذبة تستهدف تشويه الجنود الإسرائيليين” على حد وصفه.

يؤكد تاريخ النكبة أن أكثر من 700 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسرياً من مناطقهم خلال أحداث أدت إلى تأسيس دولة إسرائيل، فالعديد منهم هربوا من القصف أو مما سمعوا عنه من مجازر في قرى ومناطق مجاورة على يد جنود إسرائيليين من أشهرها مجزرة دير ياسين والطنطورة.

وأوضح الصحفي شهاب الدين أن “هذه الحملة القذرة جزء من هجوم إسرائيلي مستمر على أي رواية أو قصة فلسطينية، فكل قصة تؤكد على الوجود الفلسطيني مستهدفة من قبل إسرائيل، لإسكات الصوت الفلسطيني”.

حملة تنمر واعتداء

خلال مقابلة لها على هامش مهرجان البحر الأحمر للأفلام السينمائية عام 2021، أكدت دارين سلام مخرجة الفيلم على أنها “لا تخاف من قول الحقيقة” لقصة سمعتها من والدها، فهي لم تكتب فيلماً” يحمل رسالة سياسية وإنما ولاء لقصة انسانية حقيقية” بحسب سلام.

“أعتقد أن الهجوم الإسرائيلي على الفيلم يفسر كثيراً من توتر السياسيين الإسرائيليين تجاه التعامل مع تاريخهم في النكبة”

أحمد شهاب الدين، صحفي

منذ عرض الفيلم في ديسمبر، تعرضت سلام لحملة من المضايقات الالكترونية وصفها شهاب الدين ب “المبالغ فيها”، معتبراً أن ذلك يدلل على “إنكار إسرائيل للظروف التي قادت لتأسيسها، فهي تحارب أي وثائق تتحدث عن ارتكابها جرائم حرب بحق الفلسطينيين في النكبة”، مشيراً إلى أهمية “فرحة” لأنه يروي قصة لا يمكن إخفاؤها بعيني فتاة بسيطة.

حملة مضادة

بادر نشطاء فلسطينيون بحملة مضادة على موقع التقييم الشهير  IMDb، من خلال التقييمات والتعليقات، الأمر الذي اعتبره شهاب الدين “تعبيراً عن تعطش حقيقي لإسناد الرواية الفلسطينية في فيلم أظهر الأمر بشكله الحقيقي المؤلم”.

شهاب الدين أخبر ميدل إيست آي بأن سلام تواصلت معه بعد الحملة عليها وعلى الفيلم طلباً للدعم عبر السوشيال ميديا، مما جعله يتحدث عن الأمر على صفحته على الانستغرام، الأمر الذي قابله آلاف بردود فعل إيجابية، ففي أحد التعليقات “أحد أفضل الأفلام التي شاهدتها عما حصل للفلسطينيين في النكبة”، فيما كتب آخر “من النادر إنتاج أفلام كهذا ينقل الحقيقة، الفتاة مثلت أجيالاً من الفلسطينيين اللاجئين بالفعل”.

مقالات ذات صلة