شنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات في أعقاب اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ومن بين الذين تم اعتقالهم ضباط رفيعي المستوى في جهاز المخابرات ومسؤولون عسكريون وعدد من العاملين في دار الضيافة التي استشهد هنية داخلها.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة على مجريات التحقيق فقد استهدفت الاعتقالات أيضاً مسؤولي الأمن في المطارات الدولية والمحلية في طهران، حيث جرت مراجعة لقطات الكاميرات من صالات الوصول والمغادرة وفحص قوائم الطيران لشهور عديدة مضت.
وقالت المصادر أن وحدة الاستخبارات المتخصصة في فيلق الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) تشرف على التحقيق.
وأثار اغتيال هنية في طهران مخاوف في أوساط الفلسطينيين وحلفاء إيران بشأن قدرتها على الحفاظ على الأمن داخل حدودها.
من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان له أن “نطاق وتفاصيل عملية الاغتيال ما تزال قيد التحقيق وسيتم الإعلان عن نتائجها في الوقت المناسب”.
واستشهد هنية، وهو مسؤول مخضرم في حماس لعب دوراً رئيسياً في محادثات عن وقف إطلاق النار في غزة مع حارسه الشخصي وسيم أبو شعبان يوم الأربعاء، بعد ساعات من حضور حفل تنصيب رئيس إيران الجديد، مسعود بيزيشكيان.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت يوم الخميس أن هنية اغتيل بتفجير قنبلة متطورة كانت مزروعة في الغرفة التي يستخدمها منذ حوالي شهرين.
ورغم ذلك، قال الشهود الذين تواجدوا في دار الضيافة لموقع ميدل إيست آي يوم الجمعة أن رئيس حماس السياسي استشهد بقذيفة أطلقت نحو غرفته، وهو ادعاء دعمته وكالة فارس الإيرانية للأنباء التي نقلت عن الحرس الثوري القول أن التحقيق أشار إلى أن قذيفة أصابت هنية بشكل مباشر، وخلص إلى أن تورط إسرائيل “لا يمكن استبعاده”.
من ناحيته اعتبر عبد الرسول ديفسالار، كبير الباحثين في معهد الأمم المتحدة لنزع السلاح (UNIDIR) ، أن عملية الاغتيال أظهرت أن طهران كانت تكافح للحفاظ على منظومة “اتصالات آمنة” وتوفير الحماية لكبار الشخصيات الأجنبية.
وقال: “وقع الاغتيال في الأراضي الإيرانية، وكانت هناك خسارة كبيرة في المصداقية وهي قضية سيادة في طهران”، مضيفاً أن الرد المنسق بين إيران وحلفائها على الاغتيال قد يكون وشيكاً.
وأضاف في حديثه: “أعتقد أن المهم هو مقدار وحجم الرد ومستوى التنسيق فيه، وأعتقد أننا لم نر هجوماً منسقاً ضد إسرائيل في نفس الوقت قبل الآن”.