حملة تحريض إسرائيلية تؤدي إلى محاكمة الصحفي الفلسطيني سعيد حسنين بسبب مقابلة مع قناة الأقصى

دفعت حملة تحريض متواصلة تقودها وسائل إعلام عبرية يمينية متطرفة الصحفي الفلسطيني سعيد حسنين إلى الدخول في معركة قانونية يواجه فيها اتهاماتٍ من قبل دولة الاحتلال بعد إجرائه مقابلةً مع قناة الأقصى التلفزيونية ومقرها غزة.

فقد قدّم المدعي العام للاحتلال يوم الأربعاء لائحة اتهام ضد حسنين البالغ من العمر 62 عامًا تشمل تهمة التحريض، مُشيراً إلى أن مجرد إجراء المقابلة مع هذه القناة يُشكّل “اتصالًا بعميل أجنبي”.

وتم اعتقال حسنين، وهو مواطن فلسطيني في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في 25 فبراير/شباط عقب ظهوره على قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، وهو رهن الاحتجاز منذ ذلك الحين.

وقبل اعتقاله، ونتيجة لحملة التحريض التي قادتها القناة 14، تم فصل حسنين من عمله كمحرر ومذيع رياضي في محطة إذاعة الناس في الناصرة، وكذلك من عمله كمذيع في نادي أبناء سخنين لكرة القدم.

وكان حسنين قد قال في مقابلته مع قناة الأقصى: “لقد تصرفت المقاومة الإسلامية بإنسانية تامة وفقًا للشريعة الإسلامية، وأثبتت للعالم أن حماس تصون كرامة الإنسان وتحترم النساء اللواتي أُسرن في 7 أكتوبر، لقد حمتهنّ حماس وفقًا للتعاليم الدينية والشريعة الإسلامية والضمير الفلسطيني”.

كما خاطب حسنين المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل الذين ينضمون إلى جيش الاحتلال، قائلًا: “لقد حان الوقت لكل من يفكر في الانضمام إلى جيش الاحتلال أن يفكر مليًا في وجهته، وكيف يبيع ضميره وأخلاقه ودينه في هذا المسار غير الأخلاقي وغير الديني وغير الوطني”.

كما تشير لائحة الاتهام إلى أن قناة الأقصى مُصنّفة “جمعية غير مرخصة” منذ أكثر من عقد، لأنها جزء من حماس، علاوة على أنها تُعتبر “منظمة إرهابية” في دولة الاحتلال منذ أكثر من خمس سنوات.

وتزعم النيابة العامة أن اتصال حسنين بالقناة وتنسيق المقابلة وتلقي رابط زووم للمشاركة في برامجها يُشكل أساساً لتهمة “التواصل مع عميل أجنبي”.

إضافةً إلى ذلك، تزعم لائحة الاتهام أن تصريحات حسنين خلال المقابلة أعربت عن دعمه لحركة حماس، مما أدى إلى اتهامه بالانتماء إلى منظمة إرهابية.

كما وُجهت تهمة منفصلة للصحفي لإشادته بحزب الله اللبناني وزعيمه الراحل حسن نصر الله خلال مقابلة أجراها في سبتمبر/أيلول مع موقع “قدسنا” الفلسطيني.

وقال علاء محاجنة، محامي حسنين لموقع ميدل إيست آي أن أهم التهم المتعددة الموجهة إلى موكله هي “التواصل مع عميل أجنبي”.

وأضاف محاجنة: “خلال المحاكمات السابقة، وعندما سألنا الشرطة عن المقصود بالعميل الأجنبي أوضحت أنه المذيع الذي أجرى المقابلة مع حسنين”.

وأوضح محاجنة أن “لائحة الاتهام تشمل أيضاً تهمًا بإخفاء الأدلة، والانتماء إلى منظمة إرهابية، ونشر هذه المعلومات”.

وقال المحامي: “التقيتُ سعيد خلال الأسبوع الماضي، وشرحتُ له الإجراءات، واستمعتُ منه لظروف اعتقاله، وحتى خلال جلسة اليوم، أخبر القاضي أنه ومنذ اعتقاله لم يتلقَّ الدواء الذي دأب على تناوله”.

وأفاد المحامي أن حسنين يعاني من ألم وضغط في صدره، وقد طلب الفريق القانوني من القاضي إصدار أمر لإدارة السجن بتزويده بأدويته.

وبخصوص حملة التحريض ضد حسنين، قال محاجنة أن “حملة تحريض قوية وشرسة رافقت قضية حسنين” من قبل وسائل الإعلام العبرية ومختلف شرائح المجتمع في دولة الاحتلال، معرباً عن خشيته من “أن تكون معاملته خلال فترة اعتقاله قاسية”.

ومنذ الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنت سلطات الاحتلال حملة قمع ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية وداخل الأراضي المحتلة عام 1948.

واعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من 10,400 شخص في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وحدها خلال تلك الفترة. 

وفي أغسطس/آب، ذكرت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان في تقرير لها أن سلطات الاحتلال تنتهك حقوق الفلسطينيين بشكل ممنهج في معسكرات التعذيب، وتخضعهم لأشكال قاسية من العنف والاعتداء الجنسي.

ووفقًا لمحاجنة، فإنه يجري التعامل مع موكله حسنين “كتهديد أمني، ويُحتجز مع المتهمين بانتهاكات أمنية” في “قسم أمني” مُخصص لهذا الغرض في السجن.

وأضاف محاجنة: “بالطبع، ظروف جميع المعتقلين الفلسطينيين صعبة، وقد ساءت ظروف الاحتجاز منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث يتعرض الأسرى للانتهاكات ويُحرمون من حقوقهم الأساسية”.

يذكر أن ما لا يقل عن 63 فلسطينيًا قد استشهدوا في سجون الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمن فيهم فتى يبلغ من العمر 17 عامًا توفي جوعًا في مارس/آذار.

مقالات ذات صلة