أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلغاء بث فيلم وثائقي يوثق معاناة الأطباء الفلسطينيين في قطاع غزة، تحت نيران عدوان جيش الاحتلال
وجاء هذا القرار بعد أشهر من التأجيل والتسويف، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا واتهمات صريحة للهيئة بممارسة الرقابة والانحياز.
ويحمل الفيلم عنوان “غزة: أطباء تحت النار” ، وكان من المقرر عرضه في فبراير/شباط الماضي، لكنه سُحب في اللحظة الأخيرة بعد اندلاع جدل داخلي حول فيلم وثائقي آخر لذات الهيئة بعنوان “كيف تنجو في منطقة حرب؟” والذي يتناول ما يقاسيه الأطفال في غزة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، في بيان رسمي الجمعة، إنها لن تقوم ببث الفيلم، مضيفة: “توصلنا إلى استنتاج مفاده أن بث هذه المادة ينطوي قد يخلق انطباعاً بالتحيز، وهو لا يفي بالمعايير العالية التي يتوقعها الجمهور من الـ بي بي سي” .
وأوضحت الهيئة أنها قامت بنقل ملكية الفيلم إلى شركة الإنتاج Basement Films، وأضافت: “لن يكون أي فيلم يبث على بي بي سي تابعًا لها”.
من جهتها، ردت الشركة المنتجة للفيلم، على قرار البي بي سي ببيان شديد اللهجة، جاء فيه: ” لا يوجد سبب أخلاقي أو مهني يجعل ارتكاب خطأ في فيلم واحد سبباً متكررا لمنع عرض فيلم آخر”، في إشارة إلى فيلم الأطفال الذي أثار الجدل داخليًا في الشبكة.
وأضاف البيان: “نشكر الأطباء والمساهمين والناجين، ونعتذر عن عدم تصديقهم عندما قالوا إن بي بي سي لن تعرض فيلمًا مثل هذا أبدًا، لقد اتضح أنهم كانوا على حق”.
ويوثق الفيلم شهادات أطباء فلسطينيين يعملون في مستشفيات غزة، تحت القصف المكثف الذي يشنه جيش الاحتلال على القطاع المحاصر، وقد شارك في إخراجه صناع أفلام مرشحون لجوائز الأوسكار والإيمي، من بينهم بن دي بير، كريم شاه، وراميتا نافاي.
وبحسب شركة الإنتاج، فإن بي بي سي قدمت “ما لا يقل عن ستة مواعيد مختلفة للعرض”، بعد أن أكدت مرارًا، شفهياً وبالبريد الإلكتروني، الموافقة على بث الفيلم.
وفي مايو/أيار الماضي، وقّع أكثر من 600 شخصية بارزة في مجالات الفن والإعلام على رسالة مفتوحة موجهة إلى بي بي سي، اتهموها فيها بممارسة “الرقابة السياسية” عقب تأجيل بث الفيلم دون مبررات واضحة.
وختمت شركة Basement Films بيانها بالقول: “على الرغم من أن بي بي سي ستحذف أسماءهم من هذا الفيلم، فإنه سيظل ملكًا لهؤلاء الأطباء والمشاركين الفلسطينيين، ونأمل أن يساهم في فتح نقاش جاد حول كيفية تغطية محطة البث الوطنية لما يحدث في غزة.”